خمسة مقاطع شعرية في ذكرى عيد الغدير الأغرّ، يوم 18 ذي الحجة الحرام في السنة العاشرة للهجرة الشريفة.
(المقطع الاول)
عَظُمَ العيدُ فالزمانُ سعيدُ ***** وفمُ الدهرِ ضاحِكٌ غِرِّيدُ
فالنبيُّ العظيمُ أعلنَ جَهراً ***** ليس مَولى سوى عَليٍّ يُسُودُ
فهو الدينُ واﻹمامةُ بَعدي ***** إنْ تُطيعُوهُ قائداً تستفيدُوا
وهو الزُهدُ والبﻻغةُ طُرَّاً ***** وهو العزمُ والنُهى والجُودُ
بابُ عِلْمي إذا نَشَدْتُم عُلوماً ***** وثَباتي يومَ الوغى صِنديدُ
هو والحقُّ فرقَدانِ ضياءً ***** بلْ لهُ الحقُّ تابِعٌ مَشدُودُ
هو كلُّ الهُداةِ تُعطِي رَشاداً ***** هو عيسى والمُصطفى المحمودُ
هو مُوسى يُذَلِّلُ البحرَ رَهْواً ***** كي يخوضَ العبادُ نهجاً يَشيدُ
يا حَصادَ السِّنينَ لَعْلِعْ هُتافاً ***** إنَّ (يومَ الغديرِ) مجدٌ تليدُ
اُكمِلَ الدِّينُ يومذاكَ بعهدٍ ***** فقلاهُ المعانِدُ المَردُودُ
إنما العهدُ أنْ نوالي عليَّاً ***** فهو هادي الوَرى وفِكرٌ رشيدُ
يا غديرَ الوفاءِ عِمتَ لِواءً ***** إنّكَ الحقُّ والتُقَى والجَديدُ
ليس يَبلى يومٌ عَميمٌ عَطاءً ***** نِعمةُ اللهِ بالوَلاءِ تَزِيدُ
فسلامٌ على (الغديرِ) مَناراً ***** وسلامٌ على وصيٍّ يقُودُ
(المقطع الثاني)
يا يومَ (خُمٍّ) قد خلُدتَ دَويَّا ***** يومٌ بهِ أعلى العليُّ عليَّا
هوَ ذا أميرُ المؤمنينَ فبادِرُوا ***** واصغُوا لهُ فهو اﻹمامُ وَصيَّا
(عيدُ الغديرِ) محجَّةٌ ووِﻻيةٌ ***** شاءَ اﻹلهُ بأن تقودَ سَوِيَّا
هذا قضاءُ اللهِ هَدْياً للورَى ***** جعلَ اﻷمامَ مُجاهدا مَهديّا
يَمضِي على اسمِ اللهِ وهو مُؤَيَّدٌ ***** عن سُنَّةِ الهادي يَذُودُ أبِيَّا
ﻻيعتَرِي الشيطانُ طُهْرَ ضميرِهِ ***** فخْرُ المُقَدَّمِ أنْ يكونَ نقيّا
فلَهُ مناقِبُ أحمدٍ ويقينُهُ ***** وبسالةٌ هزمَتْ عُتاةً غَيّا
فغديرُهُ للظامئينَ مفازَةٌ ***** لو نالها الصّادُون اُشْفُوا رَيّا
وعلُومُهُ كشفتْ دياجي ظُلمةٍ ***** جُهِلَتْ بيومِ الناكثينَ عَمِيّا
موﻻيَ اُزجِيكَ المودَّةَ طائعاً ***** عبداً أبارَ الظالمينَ قويّا
حُيِّيتَ قرآناً يكلِّمُهُ الوَرى ***** عرفَ الحقائقَ زاهداً قُدسيا
وعَظُمْتَ ربّاناً هَدَى ابناءَهُ ***** وأعانَهُم في النائباتِ سَرِيّا
(يومُ الغديرِ) كرامةٌ لذوي الحِجا ***** فهوَ الرُّواءُ لِمنْ أصابَ هَنِيّا
وأطاعَ مَولَى المؤمنينَ ووُلْدَهُ ***** آلَ المودةِ والصفاءِ رَضيَّا
(المقطع الثالث)
جَدِّدْ وَلاءَكَ في الغَديرْ ***** وقُلِ السلامُ على الأميرْ
نفسُ النبيِّ محمدٍ ***** ووصيُّهُ الهادي المُنير
واهنأْ بِعِيدٍ زاهرٍ ***** يومٌ بهِ ازدانَ المَسِيرْ
بولايةِ البطَلِ الذي ***** زكّاهُ مولانا البصيرْ
ربُّ الخلائِقِ قد قضى ***** أمراً وأعلنَهُ البشيرْ
هذا الوليُّ لأمرِكُمْ ***** بعدي ومولاكُمْ يصيرْ
فهو السبيلُ الى الهدى ***** وإليه يأوي المستنيرْ
(المقطع الرابع)
قل سلامٌ على النبيِّ البشيرِ ***** وسلامٌ على الوصيِّ الأميرِ
وسلام على الذين استقامُوا ***** باتِّباعِ المَولى أميرِ الغديرِ
بانتهاجِ الهدى وعونِ البرايا ***** لا يبالون بالأذى والعسيرِ
فهو نهجُ الامينِ في كل دهرٍ ***** فسلامٌ على الودودِ الصبورِ
وهمُو اليومَ في الثغورِ ثباتٌ ***** وانتصارٌ على العُتُلِّ المُغِيرِ
(المقطع الخامس والاخير)
مَنْ ذا يُطيِّبُ للعباد نُفوسا ***** خيرٌ من أحمدَ فاتَّبعْهُ رئيسا
فهو المنارُ وآلُهُ هم بابُهُ ***** فادخلْ لَعَمْريَ بابَهُ مأنوسا
مَن كانَ يرجو اللهَ ﻻذَ بأحمدٍ ***** وبآلِ بيتِ المصطفى محروسا
فهمُ الشفاعةُ يومَ ﻻ مالٌ يفي ***** بل ﻻبنونُ وإن بذلْتَ نفيسا
صلِّ على الهادي البشيرِ وآلهِ ***** فهمُو ينيرونَ اﻷنامَ شُموسا
يا أيها الرّاجي الحقيقةَ والنُّهى ***** أبصِرْ طريقَك عارفا وحَسِيسا
أعقِلْ فإنَّ العقلَ هادٍ أهلَهُ ***** واْعقِرْ دياجيرَ الضلالةِ عِيسا
هذا محمدُ قد أبانَ طريقَنا ***** يوم (الغدير) مُؤمِّراً قِدِّيسا
للمؤمنينَ وكانَ نفسَ محمدٍ ***** يومَ التباهُلِ بلْ أخاهُ أنيسا
فاذا السقيفةُ أنكرتْهُ جَهالةً ***** عصبيَّةً جحَدتْ لهُ تبخيسا
فازدادَ أمرُ المسلمينَ شَقاوَةً ***** يتجرَّعُون مِنَ الهوانِ كُؤوسا
وتسلَّطَ الأشرارُ فوقَ رقابِنا ***** وتجاوزُوا بفِعالهم إبليسا
بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي
تعليق