إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من هم القرامطة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هم القرامطة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد



    إنّ من الإسماعيليّة فرقة باسم المباركيّة قالوا بإمامة محمد بن إسماعيل ، بدل إسماعيل، وقد تشعبت منهم فرقة باسم القرامطة، كان لهم دورٌ مهم على الساحة السياسية والعقائدية أيّام عبيد الله المهدي، حسب ما يذكره التاريخ وما يزال الغموض يكتنف عقائدهم ، وتاريخهم والجرائم التي قاموا بها ، في أواخر القرن الثالث. ومن أجل تسليط الضوء على جانب من جوانب عقائدهم نستعرض ما ذكره أصحاب المقالات :

    ١.قال النوبختي : إنّما سُمّيت بهذا لرئيس لهم من أهل السواد من أهل الأنباط كان يلقب « قرمطويه » وكانوا في الأصل علىٰ مقالة المباركيّة، ثمّ خالفوهم، فقالوا لا يكون بعد محمد النبي (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌)​ إلّا سبعة أئمّة، علي بن أبي طالب وهو إمامٌ رسولٌ، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، ومحمد بن إسماعيل بن جعف، وهو الإمام القائم المهدي، وهو رسولٌ.

    وزعموا أنّ النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) انقطعت عنه الرسالة في حياته، في اليوم الذي أُمر فيه بنصب علي بن أبي طالب عليه‌السلام للناس بغدير خم، فصارت الرسالة في ذلك اليوم في علي بن أبي طالب، واعتلّوا في ذلك بقول رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌)​ : « من كنت مولاه فعليٌّ مولاه » وانّ هذا القول منه خروج من الرسالة والنبوّة ، وتسليم منه في ذلك لعلي بن أبي طالب، بأمر الله عزّ وجلّ وانّ النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) بعد ذلك كان مأموماً لعليّ، محجوجاً به، فلمّا مضىٰ عليٌّ صارت الإمامة في الحسن، كما صارت من الحسن في الحسين ثمّ في علي بن الحسين، ثمّ في محمد بن علي، ثمّ كانت في جعفر بن محمد، ثم انقطعت عن جعفر في حياته، فصارت في إسماعيل بن جعفر، كما انقطعت الرسالة عن محمد (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) في حياته، ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ بدا له في إمامة جعفر، وإسماعيل، فصيّرها في محمد بن إسماعيل، إلىٰ أن قال :

    وزعموا أنّ محمد بن إسماعيل حيٌّ، لم يمت، وأنّه في بلاد الروم، وأنّه القائم المهدي، ومعنى القائم عندهم، انّه يبعث بالرسالة وبشريعة جديدة، ينسخ بها شريعة محمد، وانّ محمد بن إسماعيل من أولي العزم، وأولي العزم عندهم سبعة : نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌)​ وعلي (عليه‌ السلام)، ومحمد بن إسماعيل، على معنىً.

    وأنّ السماوات سبع وإنّ الأرضين سبع وإنّ الإنسان بدنه سبع : يداه، ورجلاه، وظهره، وبطنه ،وقلبه، وإنّ رأسه سبع : عيناه، أُذناه، منخراه، وفمه، وفيه لسانه، كصدره الذي فيه قلبه، وإنّ الأئمّة كذلك، وقلبهم محمد بن إسماعيل واعتلوا في نسخه شريعة محمد (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌)
    وتبديلها ، بأخبار ، رووها عن أبي عبد الله جعفر ابن محمد (عليه‌ السلام) أنّه قال : لو قام قائمنا علمتم بالقرآن جديداً ، وأنّه قال : إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدا، فطوبىٰ للغرباء، ونحو ذلك من أخبار القائم.

    وانّ الله جعل لمحمد بن إسماعيل جنّة آدم (عليه السلام) ومعناها عندهم الإباحة للمحارم ، وجميع ما خلق في الدنيا ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ﴿ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ (1) أي موسى بن جعفر بن محمد ، وولده من بعده من ادّعىٰ منهم الإمامة.

    وزعموا أنّ محمد بن إسماعيل، هو خاتم النبيين، الذي حكاه الله عزّ وجلّ في كتابه، وأنّ الدّنيا اثنا عشر جزيرة، في كلّ جزيرة حُجّة وأنّ الحجج اثنا عشر، ولكلّ حجّة داعية. ولكلّ داعية يد، يعنون بذلك أنّ اليد رَجلٌ له دلائل وبراهين يقيمها، ويُسمّون الحُجّة الأب، والدّاعية الأم، واليد الابن، يضاهون قول النصارىٰ في ثالث ثلاثة، إنّ الله الأب جل جلاله، والمسيح (عليه‌ السلام)
    الابن، وأُمّه مريم، والحُجّة الأكبر هو الربّ وهو الأب والدّاعية هي الأُم، واليد هو الابن.

    وزعموا أنّ جميع الأشياء التي فرض الله تعالىٰ علىٰ عباده وسنّها نبيّه
    (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌)​ وأمر بها ، لها ظاهر وباطن ، وأنّ جميع ما استعبد الله به العباد في الظاهر من الكتاب والسنة ، أمثال مضروبة وتحتها معان هي بطونها ، وعليه العمل وفيه النجاة ، وأنّ ما ظهر منها ففي استعماله الهلاك والشقاء، وهي جزء من العقاب الأدنىٰ، عذّب الله به قوماً إذ لم يعرفوا الحقّ ولم يقولوا به، وهذا أيضاً مذهب عامّة أصحاب أبي الخطاب، واستحلّوا استعراض الناسَ بالسيف وقتلهم علىٰ مذهب الخوارج في قتل أهل القبلة، وأخذ أموالهم، والشهادة عليهم بالكفر، واعتلّوا في ذلك بقول الله عزّ وجلّ : ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ (2) ورأوا سبي النساء وقتل الأطفال ، واعتلّوا في ذلك بقول الله تبارك وتعالى : ﴿ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾. (3)
    وزعموا أنّه يجب عليهم أن يبدأوا بقتل مَنْ قال بالإمامة مِمّنْ ليس علىٰ قولهم ، وخاصّة من قال بإمامة موسى بن جعفر ، وولده من بعده ؛ وتأوّلوا في ذلك قولَ الله تعالى : ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً(4) فالواجب أن يُبدأ بهؤلاء ، ثمّ بسائر الناس ؛ وعددهم كثير ، إلّا أنّه لا شوكة لهم ولا قوّة ، وهم بسواد الكوفة واليمن أكثر ولعلّهم أن يكونوا زُهاء مائة ألف. (5)
    والقرامطة من إحدى الفرق الباطنية الّتي شغلت السلطات العباسيّة قُرابة قرن من الزمن ، وأشاعت الاضطرابَ والقلقَ في الشرق العربي ، بما خَلَقْته من أفكار ثوريّة ، ما تزال آثارها باقية إلى أيّامنا الحاضرة ، عبر الطوائف الدينية التي تحمل أسماءً مختلفة.

    إنّ القرامطة جاءت من معنى لغويّ وهو قَرمطَ الرجلُ في خَطْوه ، إذا قارب بين السطور في كتابته ، ويقال : إنّ حمدانَ بن الأشعث مؤسّس هذه الفرقة سُمي قرمط لقصر قامته ورجليه
    .​


    ______________________
    1. سورة البقرة، الآية : 35.

    2. سورة التوبة، الآية : 5.

    3. سورة نوح، الآية : 26.

    4. سورة التوبة، الآية : 123.

    5. النوبختي : فرق الشيعة : 72 ـ 76.



    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X