يحاول الكثير من الكتاب الصغار تسطيح بعض المعلومات المهمة، ومن ثم تشطيحها لتكون فيها نوع من أنواع الغرابة والتغريب، كاتب يبدأ بلغة حزبه المعهودة والتي لا تتورع عن العنجهية البغيضة، والنظر اتجاه التشيع على أنه هوية تابعة لإمبراطورية فارس..! أقرأ أحياناً لكتاب على هذه الشاكلة، فلابد أن أجد في مواضيعهم شيئاً استقر او يستقر هو عليه، نفس تلك الكلمات المطروقة منذ الثمانينيات الى اليوم يعيدون ويصقلون بها، بعد اضافة مستجدات الواقع.
والجميع من شباب ذلك الجيل يدرك اللعبة الاميركية مع الجهد العبثي الصدامي وخيمة 101 التي باع فيها صدام العراق، وجاء اليوم هذا الغافي ليحتل مساحة تنظيرية يسطح بها المعلومات، يدعي أن امريكا هيأت العراق للنظام الايراني، وهذه الفكرة ستؤهل الدور النضالي الاعور الذي أخذت دوره بعض دول الجوار الإقليمي.. ووصلت الوقاحة بأمثال هؤلاء الكتاب انهم ينكرون اعترافات الجاني، ويتهمون سواهم، يعترف الدواعش بجرائمهم وتعترف القاعدة بما تقترف من جرائم وقحة، والأخ يرمي بها على ايران..! نحن نرفض ان يُباع العراق لأي بلد كان من دول العالم، ولابد من دولة ونظام، قلبوا الدنيا؛ لأن السياسي الكردي البارز برهم صالح اشاد بدور الحشد الشعبي، يعترض الكاتب البعثي على من يقول: إن الحشد الشعبي قوة وطنية تحارب الارهاب، وهذا يعني انهم يؤمنون بالقوى التي قتلت الشيعة والسنة، وباعت العراقيات في اسواق النخاسة..! المشكلة أن يأتي هذا الغبي ليسمي الحشد طائفيا، ويعترض على الحشد؛ لكونه يرفع رايات الحسين، ويبدأ بلعبة يلعبها علماء الثريد في جميع فضائيات المكر الوهابي، وهو شعار اخذ الثأر من احفاد يزيد.
الله اكبر.. اذا كان كل الشر الذي عرفه التاريخ ليزيد (لعنة الله عليه) وما زلتم تؤمنون به جداً، وتقرون بأنكم احفاد، وإذا أراد أن يقف عند الحقيقة، فعليه مراجعة الفتاوى الشيعية، سيجد أن ليس في فتاوى الشيعة ما يؤيد قتل السني اطلاقا، وكل من يقتل سنيا دون جرم او حرب فهو مجرم ماله ودمه وعرضه حرام أن يهتك شيئا منها، فهل يستطيع هذا السوبر كذاب أن يعطيني مصدراً واحداً يحرم القتل على الشيعي في ادبيات الحزب الوهابي، متى سيشعر هذا الكاتب وأمثاله أن الوقت حان لرمي اقلام التسطيح والتشطيح ونؤمن بهوية العراق..؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
(*) التسطيح: تقليل شأن الجملة من خلال تغيير مواقعها، وانتقاءات تسيء لقوة الموضوع.
التشطيح: تغيير معنى المفردات من اجل خلق ارتباكات مضمونية.