مخالفة أوامر الشريعة ( الفقهية والعقائدية ) تترتب عليها آثار وعقوبات مختلفة ومتنوّعة يمكن توزيعها على أربعة انحاء :
عقوبات فردية
عقوبات جماعية
عقوبات دنيوية
عقوبات أخروية
وعند توزيع العقوبتين الأولى والثانية على الثالثة والرابعة ينتج لنا أن المخالفة يترتب عليها بعض أو كل العقوبات الآتية :
1. عقوبات فردية في الدنيا
2. عقوبات فردية في الآخرة
3. عقوبات جماعية في الدنيا
4. عقوبات جماعية في الآخرة
ولمّا كانت مسألة ولاية أمير المؤمنين ؏ من المسائل العقائدية التي تظافرت على إثباتها أدّلة الاسلام بكافة تنوّعاتها ، فإنكارها هو إنكارٌ لركن إيماني عظيم وبالتالي يعتير ذنباً كبيراً تتوقف عليه مصالح وأغراض خطيرة ، لذلك ستكون عقوبة المخالفة أوسع مساحةً وأعظم مخاطرة ، سواءً على المستوى الفردي أو الجماعي ، الدنيوي أو الآخروي ..
لذلك سنعمد ان شاء الله تعالى هنا وبمناسبة عيد الولاية عيد الغدير الأغر ببيان بعض أشكال تلك العقوبات الشاملة والمتنوّعة لمخالفة أمر الولاية :
✓ النوع الأول : العقوبات الفردية الدنيوية :
** الصدوق في عقاب الأعمال بسنده عن الإمام الصادق ؏ : إن عدوَّ علي عليه السلام لا يخرج من الدنيا حتى يجرع جرعةً من الحميم .. وقال : سواءً على من خالف هذا الأمر ، صلّى أو زنى .. !
** أسرع عقاب فردي دنيوي /
القرطبي / الجامع لأحكام القرآن / آية ( سأل سائل بعذاب واقع ) : إن السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري ، وذلك أنه لما بلغه قول النبي (ص) في علي (ر) : من كنت مولاه فعلي موﻻه .. ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال : يا محمد ، أمرتنا عن الله نشهد أن لا اله الا الله وإنك رسول الله فقبلناه منك .... ثم لم ترض بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا ! أفهذا شيء منك أم من الله ؟! فقال النبي (ص) : والله الذي ﻻ اله الا هو الا من الله ..
فولّى الحارث وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم .
فوالله ما وصل ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله ، فنزلت : سأل سائل بعذابٍ واقع .. اﻻية
✓ النوع الثاني : العقوبات الجماعية الدنيوية
وهذا من أوضح أشكال العقوبات التي مُنيت بها الأمة بعد إنكارها لولاية أمير المؤمنين ع ، ويمكننا ذكر مصداقين لهذا النوع :
1. الضلالة : فالولاية الثقل الثاني وعدم التمسك بها يعني الضلالة بدلالة حديث الثقلين ( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبدا ) .. فضلّت الأمة وانحرفت عن سبيل الهداية بعد أن فرّطت بولاء العترة .
2. الفرقة : فالولاية حبل الله ، وعدم الإعتصام به يعني الفرقة بدلالة الآية المباركة ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) .. في البحار عن الرسول الأكرم : وخلفت فيكم العلم الأكبر : علم الدين ونور الهدى وضياءه ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام وهو حبل الله ..
✓ النوع الثالث : العقوبات الفردية الأخروية
** الكب في سقر / روى الصدوق في ( عقاب الأعمال ) بسنده عن محمد بن جعفر عن أبيه عليه السلام : نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول ( خلقت السموات السبع وما فيهن ، والأرضين السبع وما عليهن ، وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام ، ولو أن عبداً دعاني منذ خلقت السماوات والأرض ثم لقيني جاحداً لوﻻية علي لأكببته في سقر ) ..
** الكبّ على المنخرين في جهنم / الصدوق بسنده عن الامام الصادق ع : ( .... والله لو أن عبداً عمّره الله فيما بين الركن والمقام وفيما بين القبر والمنبر يعبده الف عام ثم ذبح على فراشه مظلوماً كما يُذبح الكبش الأملح - اي بياضه اكثر من سواده - ثم لقي الله عز وجل بغير وﻻيتنا لكان حقيقاً على الله عز وجل أن يكبّه على منخريه في نار جهنم ..
✓ النوع الرابع : عقوبات جماعية آخروية
** الصدوق في عقاب الأعمال بسنده عن الامام الصادق ؏ : لو جحد أمير المؤمنين عليه السلام جميع من في الأرض لعذّبهم الله جميعاً وأدخلهم النار ..
** الصواعق المحرقة / في قوله تعالى ( وقفوهم إنهم مسئولون ) قال : أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ( وقفوهم انهم مسئولون ) عن وﻻية علي عليه السلام ..
السلام عليك يا مولانا يا أمير المؤمنين .. ثبتنا الله وإياكم على ولاية أمير المؤمنين ع
تعليق