بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يعد الوعي بالمستقبل واستشراف آفاقه وفهم تحدياته وفرصه من المقومات الرئيسة في صناعة النجاح سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الاجتماعي أو على الصعيد الحضاري.
وتنبع أهمية الوعي بالمستقبل وتشكيل رؤية واضحة عن أبعاده ومعالمه من النقاط التالية:
التعامل مع الحاضر:
حيث أن من لا يملك رؤية واضحة للمستقبل لا يعرف بصورة صحيحة كيف يتعامل مع الحاضر، ففهم الحاضر يتطلب فهم المستقبل، وبناء الحاضر يجب أن يرتكز على استيعاب آفاق المستقبل.
الإعداد للمستقبل: إن من يريد النجاح في المستقبل عليه أن يُعد نفسه في الحاضر.
فهم العصر:
حيث أن معرفة الزمان الذي نعيشه يحمي الإنسان من الوقوع في الأخطاء أو مفاجأة الأحداث له من غير أن يكون محتسباً لها. كما أن الوعي بالزمان يعني الوعي بالمستقبل من خلال فهم ما يجري في الحاضر، وما يُخطط له من أجل المستقبل.
أما عن كيفية تكوين رؤية ثاقبة عن معالم للمستقبل وآفاقه ثلاث نقاط تعتبر أساسية في هذا الجانب وهي:
دراسة الماضي وفهم الحاضر، فإذا استطعنا استيعاب دروس الماضي واستثمارها من أجل العمل في الحاضر، وفهم الحاضر بكل جوانبه.. فإن هذا سيكون خير معين لنا لنفهم آفاق المستقبل وابعاده ومعالمه.
كذلك ينبغي متابعة وفهم المتغيرات الجديدة، وأن نحلل كل المتغيرات، ونتابعها بكل دقة موضوعية، ونرصد التحولات التي تحدث في مختلف المجتمعات الإنسانية.
وإذا أردنا أن نفهم معالم المستقبل وآفاقه علينا أن نطلع على قضايا المستقبل وهي تشمل عناوين كثيرة ومواضيع متعددة، سواء ما يتعلق بالأفراد أو المجتمعات أو الدول. ومن يريد تكوين رؤية للمستقبل عليه أن يطلع على الدراسات والكتب والأبحاث التي تتناول شؤون المستقبل كي يتمكن من تكوين وعي دقيق بالمستقبل.
التخطيط للمستقبل
حيث يُعد التخطيط للمستقبل من أقوى العوامل للوصول للأهداف المطلوبة، وتحقيق الغايات المرسومة، فالنجاح في الحياة ما هو إلا ثمرة من ثمار التخطيط الناجح. أما الفشل فيعود لغياب التخطيط للمستقبل.
أما أسباب عدم التخطيط للمستقبل فهي النقاط التالية:
غياب الأهداف والتطلعات الكبيرة والقناعة بالواقع الذي يعيشه والقبول بالحياة البسيطة وعدم الرغبة في تسلق القمم.
كذلك عدم الشعور بالمسئولية تجاه نفسه أو أهله أو مجتمعه لا يحفز الإنسان للتخطيط للمستقبل. وعدم الوعي بالمتغيرات الحادثة، وعدم فهم المستجدات الجديدة وعدم الإلمام بالمتغيرات وغياب المعرفة الواعية مستجدات الحياة وتطوراتها تؤدي بالإنسان إلى عدم الرغبة في التخطيط للمستقبل.
كما تشكل حالة الانغلاق والجمود وعيش حالة من الانطوائية وضيق الرؤية ومحدودية التفكير سبباً من أسباب عدم التخطيط للمستقبل. إضافة إلى وجود مفاهيم خاطئة وثقافة جامدة تسهم في تكريس حالة ذات قناعة بالمكانة التي يعيشها هذا الإنسان.
أما قواعد التخطيط للمستقبل النقاط التالية:
تحديد الأهداف بدقة، ترتيب الأولويات ومراعاة الأهم فالمهم للوصول إلى أفضل النتائج، ووضع خطة عملية حتى لا تتحول الأهداف والتطلعات إلى مجرد أمنيات لابد لنا من وضع خطة عملية واقعية أيضاً. كما ينبغي وضع خطة للطوارئ والأحداث غير المتوقعة.
التخلص من القلق
يعتبر القلق أكبر وأقوى المعوقات أمام تقدم الإنسان وتطوره، وله العديد من الآثار السلبية على حياة الإنسان ويكفي القول أن القلق هو ذلك الكابوس الذي يسهم في تحطيم شخصية الإنسان.
أسباب القلق في النقاط التالية: ضعف الإيمان فمن يكون متزلزل الإيمان ومن يكون ارتباطه بالله تعالى ارتباطاً ضعيفاً فإنه يكون عرضة للإصابة بالقلق. كما تشكل المشاكل المتراكمة سبباً من اسباب القلق وخصوصاً عندما تصل إلى حد التعقيد وعدم القدرة على حلها. كما أن الخوف من المستقبل و من المجهول يجعل الإنسان يعيش حالة من القلق. وكذلك التعامل مع وقت الفراغ بطريقة سلبية يؤدي إلى توليد القلق في شخصية الإنسان. ومن تكون شخصيته تتسم بالانفعال والتوتر الشديد والغضب لأتفه الأسباب وعدم القدرة على التحكم في شخصيته فإن هذا الإنسان يتولد لديه القلق نتيجة لما تخلفه من تصرفات من ردود أفعال الآخرين.
أما عن علاج القلق فهو النقاط التالية: تقوية الإيمان، فهو من أقوى الأدوية في علاج القلق، وكل الأمراض النفسية. وكذلك تجاوز المشاكل والتغلب عليها والانطلاق في رحاب الحياة الواسع، وأيضاً التخطيط للحياة بصورة دقيقة وعلمية، والاستفادة من أوقات الفراغ بما يفيده في الدنيا والآخرة، والتفاؤل بالحياة والتحلي بروح الأمل والنظرة الإيجابية للحياة كل هذه العوامل تسهم في علاج القلق وخلق حالة من الاستقرار والاطمئنان النفسي.
تعليق