إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترى هل نحبه؟! زينب العارضي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترى هل نحبه؟! زينب العارضي


    عندما نتأمل في الآيات والروايات نجد أنها مليئة بذكر حب الله تعالى وبيان أهله؛ وما ذلك إلا لأن المحبة شأن قلبي، ومن السهل ادعاؤها لأنها أمر خفي، ومن هنا وجب على المرء أن لا يغتر بنفسه وتلبيس إبليسه، ولا يتوهم أنه من أهل الحب الإلهي، مالم يمتحن نفسه بالعلامات ويطالبها بالبراهين التي تثبت صدقه بشكل جلي.
    فالمحبة لله تعالى أشبه بشجرة بهية ذات جذور قوية، وأغصان متدلية بثمار زكية، فنحن وإن كنا لا نرى جذرها، لكننا بلا شك نرى الدال عليه وهو ثمرها، وهكذا هو حب المولى سبحانه، شعور داخلي محله القلب لكن آثاره تدل على وجوده وتبرهن على صدق المرء في حبه وإيمانه، وهنا يأتي السؤال: ترى ما هي هذه العلامات؟ وكيف نبرهن من خلالها على حبنا لرب الكائنات؟
    فنقول: هي كثيرة حفلت بها الآيات والروايات ومن أبرزها:
    ١) تقديم حبه تعالى: فمن عمر قلبه بحبه سبحانه، لن يُقَدِم عليه أي أحد مهما كان قربه ومكانه، يقول تعالى في التحذير من هذا الأمر وبيانه:"قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ..."، وعن الامام الصادق عليه السلام: « لا يمحض رجل الإيمان بالله حتى يكون الله أحب إليه من نفسه وأبيه وأمه وولده وأهلـه ومن الناس كلهـم».
    ٢) الطاعة: فمن يدعي المحبة له عليه أن يثبت ذلك من خلال طاعته وإتباع ما جاء به نبيه، يقول عز وجل في كتابه: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ....".
    ٣) الذكر الدائم: فالمحب الصادق في حبه لا يفتر عن ذكر محبوبه، يرافقه في خلواته، ويستأنس بذكره في كل حالاته، يقول الإمام عليّ (عليه السّلام) : "مَن أحَبَّ شَيئاً لَهِجَ بِذِكرِهِ".
    ٤) حب عباده الصالحين: فعندما يصف المولى من يحبه في كتابه يقول: "يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين"وعن الإمام الباقر (عليه السلام) : "إذا أردت أن تعلم أنّ فيك خيراً فانظر إلى قلبك، فإن كان يحبّ أهلَ طاعة الله عزّ وجلّ، ويبغض أهل معصيته، ففيك خيرٌ والله يحبّك".
    ٥) حب لقائه: فالموت بالنسبة للمحبين الصادقين قنطرة يعبرون من خلالها إلى عالم القرب والأنس برب العالمين، فيحبونه لأنه يعجل لهم الوصال بمحبوبهم وإلى هذا يشير الإمام الحسين عليه السلام بقوله: "مَا الْمَوْتُ إِلَّا قَنْطَرَةٌ يَعْبُرُ بِكُمْ عَنِ الْبُؤْسِ وَ الضَّرَّاءِ إِلَى الْجِنَانِ الْوَاسِطَةِ وَ النَّعِيمِ الدَّائِمَةِ، فَأَيُّكُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَنْتَقِلَ مِنْ سِجْنٍ إِلَى قَصْرٍ"، فمن أحبه رغب في سرعة اللحاق به، وأخذه الشوق إلى محضره، وإن أراد البقاء في دنياه إنما ليتزود ويتهيأ للقائه؛ ليكون لائقا للتشرف بالمثول بين يديه، ونيل الحظوة لديه.
    مشاركة​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X