.
أؤمن بأن مشاعر المتلقي قادرة على تكوين الرؤية بالمنجز المتحقق من الفتوى الكريمة؛ لما لها من قيمة حقيقية تصاغ ابداعياً؛ لتكون شاهداً يصور أبعاد المنجز، اقتباس رأي رشيد من أجل بلورة الموضوع حكمة وقراءة سماحة السيد محمد رضا شرف الدين لفتوى الدفاع المقدس خلال تواجده في مهرجان ربيع الشهادة الثاني عشر، وتقديمه هذه الشهادة على هامش بحثه. كانت الشهادة برمتها عبارة عن تشخيص المعنى الأسمى لمفهوم فتوى الدفاع المقدس التي تحملت أعباء التأريخ لتشكل منعطفاً تأريخياً، وهذا التشخيص يقرب لنا أسلوب موائمة الحدث أي ميثاق الفتوى جاء في أشد الظروف احتياجاً لها، وقراءة ما يدور في وجدان الأمة وضمائر الخيرين الى مرتقى يمتلك الحضور بقوة، ليكون معادلاً حقيقياً لوثبة الأمة هو انتماؤها، فمنحت الشعب العراقي هذا الوسام الذي يغبطه العالم عليه، المسألة لا تعني الحرب وحساباتها فقط، وإنما تتعدى الى جوانب أخرى، فهي مثلت التلاحم الشعبي مع المرجعية المباركة، كما وحدت الرأي الفقهي وبلورت الرأي بالمقبولية والمباركة والمشاركة الحقيقية. منذ عصر الغيبة لم نجد كفاحاً مسلحاً أجمع عليه فقهاء الشيعة كهذا الكفاح مطلقاً حتى ثورة العشرين كان بعض من الفقهاء له رأي مغاير إلا في هذا الدفاع، استنتاج يستحق الانتباه اليه، وهو ليس من الخطابات التي يكون الخطيب مدفوعاً بمشاعره؛ لما تقتضيه دواعي التحدي والتعبوية هذا تشخيص يعبر عن كينونة هذه الفتوى كوجود شامل استطاع هذا الوجود أن يعانق ماهية الواقع بعقلية وروحية الأمة، لذلك اصبحت كلمة الفقهاء في كافة الحواضر العلمية وفي كافة الأمصار في مشروعية هذا الدفاع المقدس، وهذا يعانق الهوية الوطنية والروحية الدينية؛ لكون العراق عاصمة السماء في الأرض. ويرى السيد في شهادته المبدعة أن هذه البلاد قد ادخرت لتكون مركز القيادة في عملية الاصلاح الشامل، وهذا التميز يستحق دفع الثمن مهما كان غالياً؛ لكونه ليس بالشيء الكبير أمام المنجز العظيم الذي تحقق، وهذا المثمن العظيم هو النصر وثمرة الدين والحضارة، فتوى الدفاع المقدس استطاع أن يوحد الأمة، ويجمع أطيافها، والأهم وحد لنا الصوت المرجعي المبارك.