تويت
نادِ علياً مُظهر العجائبِ..تجده عوناً لك في النوائب..كل همٍّ وغمٍّ سينجلي..بولايتك يا عليُّ يا علي
هنا أحجيةٌ من بقايا الملكوت..وهنا تراتيلٌ من أناشيد الملائكة..وهنا ألواحٌ من الحكايات الغابرة والعابرة وجراحاتٌ تمتدُّ منذ الله..هنا وشاحٌ يُربّتُ بحنوٍّ على جبين الإنسان رويدا رويدا..وهنا عمارٌ ومقدادٌ وأبا ذر،وأبي ترابٍ يوزّع أرغفة الحقيقة في أزقّة دولة الجياع..
هنا نزفُ الإنسان،هنا أوجاعه..
أبتاه يا علي،كلّما أخذ الحزن منا مأخذه ناديناك،وان طرق الهم أبوابنا لجأنا إليك،ننهل من ربوع قدسك بأسنا،وكأنّ مفتاح سرّ قدرة الله تكمُن في العين واللام والياء..
يا علي ،يا سر الله،يا وجع العمر،أطأطئ رأسي خجلةً منك حين تطرق مسامعي تأوّهات بئر أحزانك عندما يسترجع أصداء كلماتك،لقد أثقله الهم،لم يعد يحتمل ضمّ أسرارك،زلزلته وشوشاتك المختنقة،بكتك أحجاره،ذرات الهواء فيه تشظّت الما،فالدنيا لمًتنصفك ونحن لا زلنا نتّكئ عليك يا جبل الصبر نلملم ما تبقّى من وجل.
يا أعجوبة الزمان،يا من حيّر الصفات وجعلها متضادّةً متخالفة، قد اجتمعت في شخصيتك بشكلٍ جميل حتى أضحت بذاتها وجوداً جميلا،فأنت مثال الرأفة والرحمة،وفي الوغى كنت مثال الحزم والقوّة،مُجسّداً قول المولى عزوجل"أشدّاء على الكفار رحماء بينهم".وفي الوقت الذي يهابك أقوى جنود الأرض،كنت تنحني أمام الأيتام، وتحملهم على ظهرك وتلاعبهم وتوقد التنور للأرملة وتُطعم الاطفال بيديك حتى قال أحدهم،رأيتُ علياً ع يدعو اليتامى فيُطعمهم العسل فوددتُ لو أنني كنتُ يتيما..
أبتاه،أيُّ قلبٍ انت،أيُّ مثالٍ انت،أيُّ عطفٍ انت..سيدي انه قد مسّنا الضُّر ومُدّت يد الخطوب إلينا،فتقبل بضاعتنا المُزجاة وأوفِ لنا الكيل وتصدّق علينا علّنا نفوز بالقرب وننال الرضى.