الأَديبُ والشَّاعرُ الحُسينيُّ هو العَارِفُ ذو حُجَّةٍ بَالغةٍ لِأَجرِ الرِّسالةِ المُحمَّديةِ التي يُدركها بِفطرتِهِ السَّليمةِ المتزودَّةِ بِالتَّقوى وَ هو بارعٌ بِحُسنِ تَرجمتِهِ وَحَملِهِ لِعطاءِ البَيتِ النَّبويِّ الشَّريفِ و خاصة ما يتعلق بالإِمامِ الحُسَينِ (عليه السَّلامُ) وَثورتِـه الخالدةِ في كربلاءِ المُقَدَّسةِ و الذي يَجعلُ مِن نِتاجِـه وَ مُنجزِهِ وهو المُسَدَّدُ بِصدقِهِ في مُتناولِ شَبابِ الأُمَّةِ المُتعطشِ مِن حيثُ يدري أَو لا يدري لِأُسوته وقدوته الرَّسولِ الأََكرمِ (صلى الله عليه وآله وسَلَّم) وَالمُتطلعِ لِغدِ المُنتظرينَ لِمولانا صاحبِ العَصرِ والزَّمانِ . وبِالأَدبِ الهادفِ يُنقذُ أَبناءَ الأُمَّةِ مِن بَراثنِ الضَّلالُ وظُلماتِ الإِلحادِ و خاصة في زَمَنِ العَولمةِ هذا الذي نَعيشُهُ .
فالشِّعرُ الحُسَينيُّ( أَدَبٌ رِساليٌّ بَنَّـاءٌ ) يُساهم في بِناءِ شَخصيةِ الفَردِ عقائدياً وَسلوكياً رصيناً. ويُساهم في تعزيزِ أَواصرِ المَحبةِ والرَّحمةِ داخل الأُسرةِ بِاعتبارها اللَّبنَة الأَساسية في المُجتمعِ الماسكِ بِبَوصلتِهِ والعَارفِ بها مِن خلال تجسيدِ العطاءِ الحُسَينيِّ النَّابِعِ مِن فَهمِه الحَسنِ الذي يُثري الحَضارةَ الإنسانيةَ بالدُّروسِ والعِبَرِ وَيُبعد الأمَّةَ و شبابَها المُؤمنَ مِن الفِتَنِ والمُنزلقاتِ . وَلَطالما بِحُسنِ الظَّنِّ بالله يكونُ ذلك .
فَالأَديبُ والشَّاعرُ الحُسَيني (وهو يسألُ اللهَ التَّوفيقَ والسَّدادَ في ذلك) يُبصرُ بِقلبٍ سليمٍ واقعةَ الطَّفِّ بكُلِّ تفاصيلِها وَمُفرداتِها ويستنبطُ مِن أَسرارِها وَ رُموزِها المُعطيَّاتِ اللازمـةِ مِن مَقاصدَ وَمَطالبَ ومنها.
أَولا: - التعريف بالحَقِّ الواجب إِتباعه والتواصي به و بالإِرتباط بِمولانا صاحب العصر والزَّمانِ و بِعدم الإِنفكاك منه. و التَّواصي بالصَّبرِ على ذلك .
ثانياً :- تبيين واقعة الطَّفِّ في كربلاءِ المقدسة ومقاصدها السَّاميَّة لشبابِ الأُمَّةِ المحمدية لتجنبِ الوقوعِ بالفِتنِ المتتابعةِ والمنزلقاتِ المستوردةِ .
ومِن أَجل الأَخذِ بأسباب التَّوفيقِ والتَّمسك بها .
ثالثا: - السَّيرُ بِبصيرةٍ لِنصرةِ المَشروع الرَّبَّاني والإِلتحاقِ بِالرَّكبِ الحُسَينيِّ المَوعودِ بِالفتحِ وتجنب أسباب الخذلان وَفضح المُنقلبينَ الظالمينَ للنبي الأكرم وفضح جميع الظالمين لِآل البيتِ النبوي الشريف.
رابعاً :-الإِبتعادُ عن آفةِ التَّطرُّفِ والتَّعَصُّبِ لِأَنَّهما شيمتا المنقلبينَ مِن أَهلِ التَّكبُّرِ والعِنادِ .
وأَخيراً علينا أَن نعلم وبيقينٍ لا يقبل الشك مِن إِنَّ الشَّاعرَ والأَديبَ الحُسَينيَّ هو ناصِرٌ للهِ وَ مِنَ الشَّاكرينَ لَه فيما يَكتبهُ .
واللهُ وَليُّ التَّوفيق