على مدى ايام أحسست وكأني أعيش في عالم حبيب بن مظاهر الاسدي بيئته ـــ بيته ـــ تاريخه ـــ حياته كلها ، اعرف تماما قبل اللقاء انه حبيب بن مظاهر الاسدي هو من اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقيما في الكوفة ، ومن اتباع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، اثناء خلافته ومن خواص اصحابه وشارك معه في كل حروبه ، وأنا اتصفح حياته وبعض الاحداث المهمة في تاريخه ، شعرت بفرح شديد ، وأنا أقرأ بعض الامور المهمة التي لابد لها ان تؤدي الى الخلود ،
شعرت بفخر أن احاور رجلا هو من أشهر أصحاب الامام الحسين عليه السلام ومن السبعين الذين نصروه في كربلاء وصبروا على البلاء حتى قتلوا معه ، وكان من اصحاب الامام علي والحسن عليهما السلام ،
قال لي
:ـ اختلف رجالكم إن كنت صحابيا أو تابعيا وأنا أفخر بولائي أكثر مما افخر بصحبتي ، أنا أحد حملة علم المنايا والبلايا ومن رجال شرطة الخميس ، المدافعين عن أمير المؤمنين عليه السلام ، ويكفيني فخرا أن أعرف كربلاء قبل وقوعها وأعرف بشهادتي ونصرتي معدة ، ،
( يفرحني أني سأتجول عبر التأريخ حاملة هذا الأرث الكربلائي قبل كربلاء ، واللطيف أنني أشعر بان حبيب بن مظاهر الاسدي ينتمي الى جميع المدن والبلدان ، وله في كل خارطة
وجود لكونه قائد النصرة وشيخ الانصار ،و أدرك إني في هذا الحوار سأنال التقرب الى مداليل النصرة قبل الشهرة )
يبدو ان شيخ الانصار أدرك حيرتي وصعوبة مهمتي فابتدأ الحوار
:ـ يكفيني فخرا يا ابنتي لما علم الحسين عليه السلام بمقتل ابن عمه مسلم بن عقيل عقد اثنتي عشر راية ، وأمر بان تحمل كل جماعة راية من الرايات وأبقى واحدة ، قال له أحد الانصار :ـ سيدي تفضل عليّ بحملها ، فجزاه الحسين عليه السلام خيرا وقال يأتي اليها صاحبها ثم كتب الي
:ـ لا تبخل علينا بنفسك
( سؤال ايقظ السرد وأوقد الفطنة :ـ لماذا عقد الحسين عليه السلام اثنتي عشر راية هل هي بعدد ائمة اهل البيت عليهم السلام ؟وقضية تسمية احدى الرايات لرجل لم يحضر بعد النصرة ،
:ـ حدثني مولاي حبيب ، دعني اتقرب اليك بهذه الوثبة ، بحروف تزدهي فخرا بوسامة روحك مولاي ،
:ـ ما الذي ابكاك سيدي ليلة اللقاء ؟
:ـ نقل الي ان مولاتي زينب قالت للحسين عليه السلام :ـ هل استعلمت من أصحابك نياتهم ، فاني أخشى أن يسلموك عند الوثبة ، شعرت حينها ان الأرض تهتز تحت قدمي ، والله لولا انتظار أمره لعاجلتهم بسيفي هذه الليلة ، ثم قلت لاصحابي هلموا لنواجه النسوة ونطيب خاطرهن ،، وقفنا أمام خيام النسوة المبجلات
:ـ يا معشر حرائر رسول الله هذه صوارم فتيانكم آلوا ألا يغمدوها إلا في رقاب من يريد السوء فيكم وهذه أسنّة غلمانكم أقسموا ألا يركزوها إلا في صدور من يفرق ناديكم.
( اليس هذا المعنى المقدس هو روح الكتابة ، وهذه المشاعر مشاعر الولاء والعطاء والتضحية ، حزنت كثيرا لأن مولاي حبيب اعتذر عن تكملة الحوار لأن نداء الله قد حان للصلاة )
ابتسم لي وقال
بنيتي .. حان وقت الصلاة .. ورحل