اتب.
تعد قضية الإمام الحسين (عليه السلام) وتضحياته من اجل استقامة الدين الإسلامي من اكبر القضايا الإنسانية في تاريخ البشرية أهميةً، ولا شك انها من أعظم القصص المؤثرة في الوجود الإنساني بما امتلكت شخصيته من مكانة كبيرة في قيادة المعارضة التي اقلقت وجود الطواغيت والجبابرة في كل زمان ومكان ،خرج بكل ما يملك من وجود ليقول للعالم حكمته ( كونوا احرارا) هذه الجملة الثائرة علمت العالم معنى الحرية فخلد ثورته لتكون نبراسا يستنهض احرار العالم في كل الازمنة وعلى مر التأريخ ،
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي ان رجلين مسيحيين تشرّفا بزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) للتبرك والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فكانت هناك ردود متباينة من قبل المتابعين على هذا المنشور الذي أخذ حيزاً واسعاً من التعليقات الايجابية والسلبية وكلٌ أعطى رأيه بهذه الزيارة المباركة، كونهما ينتميان لديانة غير الاسلام ، تنوعت ردود الفعل عند القراء ، فكتب احدهم :ـ
الإنسانية تعني معرفة الدين والايمان بما يقدمه الالتزام من وجدان لصلاح البشرية ، لذلك هما ادراكا ماذا تعني زيارة ثائر مصلح قدم لله كل ما يملك من اجل الاصلاح ، والاصلاح الانساني لا يفرق بين هوية وهوية بل يشمل كل معنى له وجود انساني ، لهذا كان الايمان بان قبر هذا المصلح هو روضة من رياض الجنة ،ولكن العمل الصالح وحده هو القادر على ان يرتقي بالإنسان الى منزلة تجعله ان يكون قريبا من السمو ، وفهم البعض المعنى بصورة اخرى تعني ان زيارة الضريح الحسيني ليست من مهام العمل القادر على الاصلاح بل علينا البحث عن وسائل استنهاض أخرى ماذا يعني الوقوف امام ضريح مشبك من حديد ، وطلب النجاة منه ، كان الرد اكثر فهما من قبل احد المؤمنين بان قضية بهذا الحجم لا ترتبط بقياسات واهمة فالحسين عليه السلام هو من قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)، فأيّ نجاةٍ هذه إن لم تكن نجاة من النار، وإن كان قياسك مادياً وتقول شبّاك حديد فلماذا يذهب الناس كل عام للحج والطواف حول أحجار مرصوفه والذي يذهب إلى الحج أليس ليتوب الله عليهم من الذنوب. ؟
كما أنّ ليس النقاش حول طريقة الحج وزيارة قبور الصالحين والنية السليمة وطريقة ومعرفة قبولها من عدمها من قبل الله عز وجل وان كان ما ذكر حول ذهاب أشخاص لم تكن بذلك الالتزام الديني الحقيقي وقيامهم بفريضة الحج...فما أكثر من أراق دماء المسلمين وهتك عرضهم وهو محسوب على المسلمين قد حج وطاف أيضا فالنتيجة معروفه. ولو دققت جيدا في التأريخ لرأيت الإمام الحسين (عليه السلام) قد ترك فريضة الحج وذهب للعراق للجهاد ضد كفر يزيد أبن معاوية لعنة الله عليه، وأما المقارنة التي تتحدث عنها بين مرقد الحسين (عليه السلام) مع فريضة الحج أو حتى الكعبة نفسها فالحسين( عليه السلام)، عند آلله سبحانه وتعالى أفضل من الكعبة ولولاه لما كان هناك حج ولا حجيج ولا حتى صلاة ولا صوم ولا أسلام إطلاقاً.، لهذا لابد ان نؤمن ان مساءلة الانسان عن موقفه ازاء نهضة الطف قائمة ، كونها كانت نهضة انسانية من اجل رفع الظلم عن الانسان في كل زمان ومكان ولهذا كان جون مقاتلا وكان وهب الانصاري مدافعا عن قيم الثورة والدليل واضح لا يحتاج إلى برهان، تجده عند زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) تتوجه كل الطوائف من كل الأديان ومن كل دول العالم للتبرك بزيارته المباركة، و من الأعمال التي تقربنا الى الله سبحانه وتعالى هو زيارتهم وتقبيل أضرحتهم كونهم أبواب الرجاء والرحمة للبشرية جمعاء، ولا ننسى أن الإمام الحسين (عليه السلام) هو معلم الإصلاح ومن حق التلميذ أن يزور معلمه مهما كانت ديانته، فهو نور يضيء لمن يعيش في ظلام الجهل والتخلف في قضيته السماوية المباركة.