إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محاورة عن الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف شيماء جواد عطية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محاورة عن الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف شيماء جواد عطية




    يستطيع المعلم اكتشاف مساحات التأثير من درس لآخر ، ويدرك مدى انتفاع طلابه بالدرس، لهذا صرت انظر باعتزاز الى التفاعل الحي، والى الحراك الفكري العامر في النفوس حيث أصبح موضوع الإمام المهدي أكثر تأثيرا في نفسية الطالبات ، وبدت الاسئلة ونقاط التحاور اكثر عمقا و تماسكا. سألتني طالبة:
    "هل قضية الامام المهدي عليه السلام قضية ربانية؟ و مادامت هي كذلك فهذا يعني أنها لا تتبع الظروف المعاشة ولا حجم الواقع، ولا تخضع للظروف الموضوعية باعتبارها شأن سماوي!"
    المدهش في الامر أن مثل هذا السؤال العميق، وهو من دون شك يفوق عمر الطالبة، نتاج تفاعل روحي في المدرسة و البيت والعائلة. أجبتها وأنا أحاول تبسط الأمر قدر المستطاع:ـ
    "هل تعرفين عمر الجاهلية التي سبقت الاسلام! إنها خمسة قرون عاشتها الجاهلية حتى أنزل الله آخر رسالات النبوة على يد نبيه الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). لنتأمل قليلا! هل كان العالم مستغنيا عن الوحي والنبوة طوال خمسة قرون؟ أم ان هناك أمرا يختص بالجانب التنفيذي ويعتمد الظروف الموضوعية؟"
    طالبة أخرى تعمقت بالموضوع أكثر، وهذا دليل ناجع على تقبل الفكرة والتعايش النفسي مع الموضوع بما يضمن استيعابه على نحو افضل، رغم أني لازلت مقتنعة بأن الموضوع اكبر من اعمارهن.
    سألتني الطالبة: "اليس الله سبحانه قادرعلى تذليل الصعاب وخلق المناخ المناسب خلقا اعجازيا؟"
    اجبتها بحماس: "ملاحظة ذكية!"
    ثم تابعت: " ونحن نعلم ان القدرة الالهية تحركت ضمن المناخ المناسب ، هناك امدادات وعنايات غيبية ربانية تكتنف الرسالات السماوية، ولكن هنالك جانب مهم آخر، وهو ان ائمتنا عليهم السلام يتحدثون بقدرات الواقع ، وما يتوقد من قدرات ايمانية كامنة لدى الافراد الصالحين، أضف الى ذلك الخبرات التدبيرية والكفاءات المنتظرة لقيام دولة الحق والعدل"
    ،وجدت نفسي أمام قضية محورية في حياة كل معلم ومعلمة. طموحي هو أن اكون مفهومة من قبل الطالبات رغم صعوبة المادة وعمقها الروحي. حاولت ان أقرب المسألة قدر الامكان، يقول الامام الجواد (عليه السلام): (يجتمع إليه من أصحابه عدَّة أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، من أقاصي الأرض) فاذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره والحديث عن عشرة الاف مقاتل يقرب لنا مفهوم الانطباع الواقعي بوجود تلك القدرات و الخبرات لدى الافراد على الصعيد المعرفي والسلوكي، و هذا يعني ان صاحب الامر يترقب التمكين الواقعي لقيام الدولة.
    عندما انظر لتلك الحماسة الملتهبة في قلوب الطالبات بما يقدحه الموضوع في اذانها من تطلعات وتصورات، احاول ان اقترب من الفهم الممكن.
    حاورتننا أحدى الطالبات:ـ "الذي فهمناه بإن الامر يحتاج الى خلق قاعدة جماهيرية تستوعب مهام النصرة، كي لا يخذل المجتمع امامه كما خذلت الشعوب التي قبلنا أئمتها ، لعدم وجود القاعدة التي تستوعب إمامة المعصوم "
    عقبت على هذا الاستنتاج بان الامر مكفول بالمقومات التي تقدمها الادارة، المعرفة ، الأخلاق ، التمسك بالدين ، الحقوق ، الأمن ، الاقتصاد ، والأهم هو وجود الايمان المرتكز على الانتظار الايماني الواقعي.
    سألت طالبة أخرى:
    " ماهو دورنا نحن اليوم ؟"
    " علينا ان نعيش وكإننا نرى الامام بوجوده، نعيش الغيبة بواقع الايمان وتوظيف هذا الايمان لإعداد النصرة، القاعدة الجماهيرية على السبيل الفردي والاجتماعي ، الايمان بالمهدي هو سبيل النجاة والخلاص والمطلوب هو الاصلاح والتغيير الموعود.
    عن الامام عليِّ بن الحسين (عليه السلام) أنه قال: « إنَّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كلِّ زمانٍ، لأنَّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالسيف، أُولئك المخلِصون حقّاً وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله (عزَّ وجلَّ) سرّاً وجهراً».
    وعند انتهاء الدرس قلت لهن:
    " علينا دائما ان نتمسك بقول مولاي زين العابدين عليه السلام ( إنتظار الفرج من أعظم الفرج )"
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X