لا اعرف لماذا يركز المؤرخون واهل الثقافة والادب على رجز هند في معركة أحد وهي تقوم بأبشع جريمة في التأريخ ، والمشكلة انهم يتشدقون بما فعلته من جريمة اكل كبد الحمزة عليه السلام ، وهي التي قادت النساء ليعبثن بجثث الشهداء في أرض المعركة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يجدعن الاذان والانوف ويتخذن منها قلائد ، حتى اتخذت هند من اذان الرجال وانوفهم قلائدا ومنحت قرطها لوحشي ، وبقر بطن الحمزة ليستخرج الكبد لاكتها فلم تستسيغها فلفظتها، ووصفها النبي صلى الله عليه وآبله وسلم ( آكلة الأكباد ) رجزت يوم أحد على صخرة عالية صرخت بأعلى صوتها فقالت :
نحن جزيناكم بيوم بدر * والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر * ولا أخي وعمه بكري
شفيت نفسي وقضيت نذري * شفيت وحشي غليل صدري
فشكر وحشي عليَّ عمري * حتى ترمَّ أعظمي في قبري
الى هنا وكأن القضية انتهت، لكن في الحقيقة كان الرد المباشر من المجاهدات المحمديات، خرجت لها هند بنت اثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف القرشية المطلبية وهي من المهاجرات
خزيت في بدر وبعد بدر * يا بنت وقاع عظيم الكفر
صبحك الله غداة الفجر * ملهاشميين الطوال الزهر
بكل قطاع حسام يفري * حمزة ليثي وعلي صقري
إذ رام شيب وأبوك غدري * فخضبا منه ضواحي النحر
ونذرك السوء فشر نذر *
وقال ابن هشام تركنا منها ثلاثة ابيات اقذعت فيها ، والقذع يعني الاساءة ، وتهمة الفحش ، والمشكلة في أبن كثير الذي يرى ان هذا الرجز فاقد للمعاني الاسلامية ، وكان الرجز بتمثيل الموتى والتغزل بوحشي ونذرها المشؤوم له هو الفخر ورفعة الرؤوس ،فهو يرى ان المحمدية الثائرة كانت تجيب على هجو المرتجزة ، ويرى ايضا ان الاراجيز البدرية لا يمكن توصيفها بوصف الاسلامية كلها بعيدة عن الاسلام ، ووجدت عشرات المقالات تكتب عن فصاحة هند ولا جواب ووصلت جرأة المؤرخين ان يبدلوا ببعض المفردات كونها توحي الى الاثارة ، على الشباب ان يعوا تماما ان المدون التأريخي وخاصة ما يجدونه في الفيسبوك هو منمق مدسوس لابد من البحث فيه لتستقيم سبل المعرفة