إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي ح ( 20 ) علي حسين الخباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي ح ( 20 ) علي حسين الخباز


    انصبت الرؤية التحليلية لكتاب المصابيح بمتابعة مقومات التمكن التعبيري للعملية التواصلية، أي بمعنى الإنجاز الوظيفي للدعاء، البحث عن مدلولات تلك اللغة، وتحويلها للأداء المتعارف عليه بين الناس، وشخص السيد الصافي القضايا المهمة في عملية قراءة الموروث المعصوم الصحيفة السجادية مثل أن حديث الإمام عليه السلام لا يرتبط بمن عاصره، بل هو دعوة عامة تمتد ما شاء الله تعالى بحسب الإطلاق القولي للإمام سلام الله عليه (ابلغ موالينا) ونحن إن شاء الله تعالى نواليهم ونعادي عدوهم ونبغض شانئيهم، ونجد أن هذا السياق الإبلاغي هو تعبير عن موقف، في تفاعل مستمر بين الإمام عليه السلام والموالين, وبين النص الداخلي و الخارجي, ولو نظرنا للامتداد الزمني لزمن الإبلاغ وزمن الاستلام واستمراريته عبر مفهوم الموالاة التي لا تخص بطبيعتها زمنا معينا قد أصل إلى قضية مهمة، من رؤية السيد الصافي باعتبار أن هناك استمرارية الولاء عبر الازمنة مع وجود ثبات الموقف، وهذا هو البعد الدلالي لهذا يرى أن مجرد التفكير بأمر الآخرة يجعل الفرائص ترتعد من ذلك اليوم، وهذا الفكر هو رمز لوعي الإنسان فليس كل الناس تفكر بالآخرة، ليولد حينها الالتزام الروحي، كشف مساحة الواقع الأخروي، هذا الخوف سيهيئ الإنسان للبحث في التهيئة الروحية ليوم لا ينفع فيه أحد إلا رحمة الله تعالى وشفاعة النبي صلى الله عليه وآله والائمة الأطهار عليهم السلام
    سماحة السيد الصافي يرى أن من أهم مميزات الإدراك الانساني هو فهم معنى نهاية المسير الدنيوي، فنحن أن لم نعلم كم نعيش لكننا نعلم أننا سنفارق هذه الدنيا، لا بد من النظر إلى بنية الدلالة (المضمون)
    هناك سؤال وجواب وجنة ونار
    ينظر إلى حرص الإمام المعصوم وحزنه وألمه من غفلة الموالين إذا غفلوا، لا يكتفي كتاب المصابيح بالشرح والتفسير وإنما على استنباط معرفي يعكس فيه الأثر المعاصر، الغفلة المعاشة اليوم في كثير من البيوت ظلم الاب لأولاده، وظلم الأولاد لآبائهم، وضرب الأب ومشاجرة الإخوان وتفشي الرشوة، والكل يسير إلى تيه، لغة متقدمة لها القدرة على إعطاء المضمون الإنساني في زمن يعمل لسلعنة القيم الوجدانية والمعرفية ،الإمام السجاد عليه السلام قدم رؤيته للموقف، ليبلغ مواليه ويحل لنا إشكالات كثيرة منها موضوع الاتكالية على شفاعة الأئمة عليهم السلام دون أن يقدم الإنسان عملا يزكيه، هذا الأمر لا يلغي حضور الإمام عليه السلام بل يبقي حضوره عند الناس، الشق الأول من التبليغ (إنا لسنا نغني عنهم من الله شيئا الا بعمل) يربط فاعلية المصير بالعمل، والعمل المثمر الذي يزكيه لرضا الله سبحانه، عرض الإمام رؤيته بشكل معرفي فكري، ثم يضيف إلى هذا التفاعل الروحي العمل معرفة أخرى (إنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بورع) تأمل سماحة السيد الصافي في جملتين قد يراها البعض تضادا فكريا لكن الحل في تبصرة المعنى
    الإمام عليه السلام يقول في الجملة الأولى (ما استوجب بذلك محو سيئة واحدة من سيئاتي) مهما عمل الإنسان لن يستطيع محو سيئة من سيئاته، ننظر إلى الإمام عليه السلام مع قوة العبادة والسجود يعبر عن الحياء من الله تعالى وتبارك وفي الجملة الثانية يقول (وأن كنت تغفر لي حين أستوجب مغفرتك) تشخيص السيد أحمد الصافي بان الله سبحانه تعالى فتح أبوابا كثيرة لرجوع العبد اليه، فقد أوجب على نفسه والزمها، ووفاء بهذا الإيجاب بقبول التوبة، (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة) ويرى بحسب استحقاق العبد لا يمكن أن يستوجب التمرد أو التعدي لهذا الإيجاب على الله ليس هناك سلطة على الله تعالى، فلا أحد يلزم الله تعالى لأنه غني والله وأجب الوجوب لكنه كتب على الله الرحمة
    يسعى كتاب المصباح إلى معلقات التأثير، ليحقق بها التفاعل المثمر مع المتلقي، جعل المادة الفلسفية التاريخية سهلة للمعاصر ومخاطبة الناس انفسهم، ليخلق في ذهنية المتلقي أهوال القيامة وليصل بنا إلى مفهوم التوكل على رحمة الله سبحانه، هذا التفاعل إيجابي يتقرب لأذهاننا المعنى القصدي، حضور التوكل على رحمة الله تعالى، قضية مهمة يبنيها سماحة السيد الصافي بأنها من الكبائر
    إن تأمن عقوبة الله حين لا يدعمها العمل الصالح، وهذه تعيدنا إلى إبلاغ الإمام الباقر عليه السلام (لسنا نغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل) لنعود بعدها إلى الشق الثاني من الإبلاغ (إنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بورع) كي لا يعتقد أحد ان الشفاعة ورضا الائمة سهلة المنال، العمل يجعل الأفكار قادرة على التماسك بين رضا الله تعالى وشفاعة الائمة عليهم السلام ونوال الولاية، فلا يولد الأمان إلا بعمل الطاعات وليس بالكلام، إلا بتهيئة النفس لتستاهل الرحمة
    السابق الموضوع السابق
    (تأملات كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي) ح (19)​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X