عندما يولد طفل تستقبله الاسرة بفرح وتحيطه بالعناية والاهتمام وترسم له المستقبل وتعلق عليه الامال. لكن ماذا ان ولد هذا الطفل غير سليم أو تعرض لحادث نتجت عنه اعاقة او تشوه جسدي وغيرها؟
هنا يصاب الاهل بهزة نفسية صادمة اذ تختلف استجابة الاسر لهذا الاختلاف بحسب خصوصية كل اسرة ومدى قدرتها على التعامل مع الحالة وتؤثر الخلفية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى الاستجابة لواقع وجود الطفل المعوق.
بكل الأحوال هذا الطفل جزء من الاسرة ولا بد التعامل مع الوضع الراهن وعدم حبسه وحجبه خوفا من النقد والإساءة اوبحجة حمايته فمتى قبلت الاسرة بوجود ابن ذي احتياجات خاصة تكون قد كسبت نصف المعركة اذ يتحتم عليها ان تكون إيجابية في المعاملة لانها جزء من برنامج العلاج والإرشاد من خلال الاستعلام عن حالته وعرضه على المختصين والاحاطة بكافة المعلومات من المصادر الموثوقة والبحث عن الخدمات الداعمة من المنظمات الحكومية والخاصة التي تخدم حالته والبحث عن نقاط القوة لديه .
فمن المهم احاطة الطفل بالحب والحنان والرعاية واذا كان لديه اخوة اصحاء يجب تعريفهم كبف يتعاملون معه ويقدرون وضعه ومشاعره . وعلى الاسرة ككل مساعدته والاتكال عليه بتنفيذ مسؤوليات بما يتناسب مع وضعه وتاهليه لاقامة علاقات اجتماعية خارج الاسرة وتشجيعه على التواصل مع الاخرين وتعزيز ثقته بنفسه لتعويض اعاقته من خلال تعليمه وتدريبه والتكرار معه دون يأس وان لا يخجل من الأدوات التي يستخدمها، وألا يحاول الظهور بشكل طبيعي كباقي رفاقه، بل عليه تقبّل حاله ،كما يجب تعليم من حوله بأن يقبّلوا اختلافه عنهم ومساعدته للتعرف على أطفال آخرين ذوي احتياجات خاصة، وتعريفه على قصصهم، ممّا يُساهم في إشعاره بأنّ الحياة الجيدة ممكنة مع وجود إعاقة وتعليمه بأنّ الكرامة الإنسانية لا تتأثّر بوجود الإعاقات لدى الإنسان . والتعامل معهم بطريقة طبيعيّة؛ وذلك لأنّ بعض الأطفال والمراهقين يشكون أنّ لديهم شعوراً غير واثق تجاه إعاقتهم، لذا يجب التعامل معهم بشكل هادئ وطبيعي. والتكلّم معهم بذات الطريقة التي يتمّ بها التحدث مع أي طفل طبيعي آخر، دون استخدام أيّ تعبيرات طفولية أو نبرة صوت غير مناسبة معهم. والجدير بالذكر ان
اغلبية ذوي الاحتياجات الخاصة وصلوا الى درجات علمية عالية ولديهم مهارات بكافة المجالات لذا يجب على المعنيين تفعيل سياسة دمجهم في المدارس والمؤسسات ليتشاركوا العلم والعمل مع الاسوياء والاعتراف بانسانيتهم والقدرات التي منحها الله لهم .
سوسن بداح خيامي
بيروت .لبنان