إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(معكم معكم لامع عدوكم )546

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى(معكم معكم لامع عدوكم )546

    العباس اكرمني
    عضو ذهبي











    • تاريخ التسجيل: 02-08-2017
    • المشاركات: 2272


    #1
    PM
    قدوم شهر محرم الحرام .

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وال محمد .

    الحزن وان كان أصله من القلب والباطن الا ان للحزن نوعان حزن ظاهري وحزن باطني والحزن الباطني لا يعلم به الا صاحبه

    ولا يظهر لجميع الناس كالحزن القلبي الخالي من المظاهر الخارجية ، أما الحزن الظاهري فيعلم به صاحبه ويظهر لجميع الناس كالبكاء على الميت العزيز ولبس السواد عليه .

    والحزن بلبس السواد ونشره في شهر محرم الحرام على سيد الشهداء الامام الحسين (ع) من هذا القبيل ،

    فترى كل شيعي ومحب لاهل البيت (ع) قد لبس السواد ونشر الرايات السود فوق سطح داره وزين الجدران بالقماش المتشح بالسواد .

    فالسواد دليل من أدلة الحزن وعلامة من علاماته وحرارة من حرارات الحزن التي تظهر من قلب المؤمن وتنعكس على ثيابه وراياته وداره .

    ولم يقف لبس السواد عن كونه حزناً فقط بل أصبح شعيرة من الشعائر التي فعلها الأئمة المعصومين (ع)

    فلبس اهل البيت (ع) السواد حزنا على بعضهم البعض ، فروي أنّ الإمام الحسن المجتبى (ع) قد لبس السواد حداداً وحزناً على أبيه أمير المؤمنين علي (ع




    ***********************************
    *****************
    **************


    اللهم صل على محمد وال محمد

    هَلَّ المُحَرَّمُ فاسْتَهلَّتْ أَدْمُعِي
    وروَى زَنادُ الحُزنِ بينَ الأَضْلُعِ

    مُذْ أَبْصَرَتْ عَيني بُزُوغَ هِلالهِ
    مَلَأَ الشَّجَا جِسْمِي فَفَارَقَ مَضْجَعِي

    وَتنغَّصَتْ فيه عَليَّ مَطَاعِمِي

    وَمَشَارِبي وازْدَادَ فِيهِ تَوجُّعِي

    الله يَا شَهْرَ المُحَرَّمِ مَا جَرَى
    فيه عَلَى آلِ البَطِينِ الأَنْزَعِ

    الله مِن شَهْرٍ أَطَلَّ عَلَى الورَى

    بمصَائِبٍ شَيَّبْنَ رَوْسَ الرُّضَّعِ

    شَهْرٌ لَقَدْ فُجِعَ النَّبِيُّ محمّدٌ
    فيهِ وأيُّ مُوحِّدٍ لم يُفْجَعِ

    شَهْرٌ بِهِ نَزَلَ الحسينُ بِكربَلا
    في خَيرِ صَحْبٍ كالبُدُورِ اللُّمَّعِ


    السلام عليك يامولاي وابن مولاي ياسيد الشهداء أرواحنا لك الفداء ......


    ​تمهيدا لشهر العزاء والولاء لمحمد واله النجباء

    ندخل في محور ولائي يفتح لنا بوابات النور من مصباح الهدى وسيد شباب اهل الجنة


    الحسين ين علي عليه الاف التحية والسلام


    فكونوا معنا ..








    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	IMG-20200826-WA0000.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	102.5 كيلوبايت  الهوية:	979348





    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	FB_IMG_1601071657266.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	90.4 كيلوبايت  الهوية:	979347









  • #2
    فداء الكوثر فداء الكوثر
    عضو ماسي











    • تاريخ التسجيل: 05-03-2016
    • المشاركات: 8197


    #1
    🕌🕌 " كيف نستقبل شهر محرم الحرام " !!!؟؟

    28-07-2022, 06:20 PM



    مع بداية كل عام هجري،📒📒

    تتجدد ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الكرام،
    الذين سطروا أروع البطولات وأنبل المواقف على كل الصعد ..

    بحيث تحولت هذه المعركة إلى مدرسة متكاملة للبطولة والوفاء والتضحية والشجاعة والبسالة والاستشهاد ..


    ومع كل عام تتجدد هذه الذكرى بقيمها وأشخاصها ، فنستذكر بطولاتهم ، ونستلهم الدروس والعبر من تضحياتهم .. ونتعلم من هذه المدرسة معاني الوفاء والكرامة وسبل الحفاظ على المقدسات والكرامات ..

    لهذا فإننا بحاجة مع بداية كل عام هجري ، أن نسأل : كيف ينبغي أن نستقبل عاشوراء الحسين ( ع ) ، وكيف ينبغي أن نتعامل مع بطولات أهل بيت الحسين عليهم السلام ، ونبل وتضحيات أصحاب الحسين رضوان الله عليهم جميعا ..

    وبإمكاننا أن نجيب على هذا السؤال من خلال النقاط التالية :

    📒قراءة سيرة الإمام الحسين ( ع ) وسيرة أبطال عاشوراء كبارا وصغارا ، نساءا ورجالا .. لأنه لا يمكننا أن نستفيد من هذه النفحة الربانية ، بدون معرفة سير ومسيرة هؤلاء الأفذاذ ، الذين سطروا أروع البطولات وأنبل التضحيات .. فالمعرفة بعاشوراء ، أهدافها ، دوافعها ، مراحلها ، أحداثها اليومية ، أبطالها ، هو المدخل الطبيعي للاستفادة من هذه المدرسة العظيمة على المستوى الخاص وعلى المستوى العام .. فهي مدرسة لنا كأفراد مؤمنين ينبغي أن نتحمل مسؤوليتنا الدينية والأخلاقية والاجتماعية ، مهما كانت الصعوبات ..كما أنها مدرسة لنا كمجتمع ننتسب إلى مدرسة أهل البيت (ع) ..فهي رافعة لنا جميعا ،ولن تؤثر فينا هذه المدرسة إلا بمعرفتها ، ومعرفة أبطالها وسيرهم المتعددة..

    فحري بنا جميعا ومن مختلف مواقعنا أن نقوم خلال هذه الأيام المباركة من التعرف على سيرة الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الكرام.

    📒📒📒
    وإن هذه التوجيهات ، بحاجة إلى استعداد روحي لاستيعاب هذه التوجيهات والتفاعل مع مقتضياتها وآفاقها ..

    : إن عاشوراء الإمام الحسين (ع ) مدرسة متكاملة في مختلف شؤون الحياة ..

    وإن الاستفادة من بركات هذه المناسبة الدينية العظيمة ، تقتضي منا جميعا تهيئة نفوسنا وعقولنا ، لاستقبال هذه المناسبة أفضل استقبال ، والتفاعل مع الأنشطة والبرامج المرافقة لهذه المناسبة ، وتشجيع كل شرائح المجتمع للمساهمة في إحياء هذه المناسبة ، لأن في إحياءها إحياء لنا جميعا.







    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #3
      الاسلام الغريب الاسلام الغريب
      عضو ماسي











      • تاريخ التسجيل: 26-03-2021
      • المشاركات: 7005


      #1
      محرم الحرام ... شهر البطولة والتضحية والفداء

      29-07-2022, 04:08 PM


      يعد شهر محرم الحرام، شهر ملاحم البطولة والتضحية والفداء الذي رسم تاريخا خالدا وفريدا، جسد انتصار الدم على السيف ،بعدما شهد سفك دماء أفضل خلق الله في ذلك التاريخ، على الأرض ليحفظ الدين الإسلامي المحمدي الأصيل، وبه انتصر سيّد الشهداء في ثورته الخالدة، وانتصرت أهدافه ومبادئه العظيمة، وظلّ مثلاً وأنموذجا أوحدا للكفاح المقدس وشبحا يطارد الظالمين ويؤرق الطغاة علي مدى العصور والأزمان، كما يمدّ الثوار وأباة الضيم بالعزيمة والإرادة والرؤية والبصيرة الثاقبة والموقف الوضاء . ها هو شهر محرم الحرام، اقبل علینا من جدید لیعید ذكرى أوسع واكبر ملحمة فی الوجود وسطرتها الدماء الزاكیات بأحرف من نور تضاهی سعة التاریخ. شهر نشر بظلاله الحزین والمؤلم، وتجددت معه المأساة فی قلوب المحبین، شهر شهد الملحمة التاریخیة التی لازالت أصداؤها تختلج فی النفوس لتشكل مدرسة للإباء ولتعبر الإنسانية بذكرها إلى هناك، حیث الطریق الأقصر إلى الحریة والشهادة والكرامة والسعادة الأبدية . شهر نراه حاضرا كل عاما بكل مأسایه وعلى مر السنین، لیهب للإنسانية دروسا فی التفانی والشجاعة والتضحیة والبطولة فی هذا العالم الفانی . محرم فی الثقافة الإسلامية، هو تاریخ خالد ولیس عابرا ولا تاریخا لحیاة عادیة بل انه تحول عمیق وثورة صنعت التاریخ وبدایة لملحمة عاشوراء، والتی هی من أهم الأحداث التاریخیة بل ومن أهم ما حققته البشریة من انجازات رائعة فی میادین الكفاح ضد الظلم والطغیان . لقد غیرت عاشوراء مجرى التاریخ، وفتحت آفاقا مشرقة للوقوف بوجه الظلم والطغیان . ولاشك أن الإمام الحسین علیه السلام ،هو حامل رایة الإسلام المحمدی الأصيل الذی اظهر بان الإنسان الحقیقی لن یطأطأ هامته أمام الظالم . انه قمة من قمم أهل بیت النبوة علیهم السلام السامیة، الذی لم یتوان لحظة واحدة فی جهاده أمام الیزيدیین والذی أدهش العالم بمواقفه المبدئیة وتضحیاته وتفانیه . حقا إن شهر محرم الحرام هو شهر الملحمة والشجاعة والشهامة ورمز لمقارعة الظلم والاستكبار . ولقد ألهبت ملحمة عاشوراء الخالدة عواطف الأحرار فی كل مكان، ودفعتهم إلى النضال فی سبیل تحریر المجتمعات من نیر العبودیة والذلّ، وإنقاذها من الحكم اللامشروع . لقد اقبل محرم لیستمطر السماء دما ودموعا على فراق العترة الطاهرة .. وستظل البشریة تذرف دموعها دما، حزنا على هذه المأساة الخالدة بخلود التاریخ . ورغم أن الإمام الحسین علیه السلام ثار على الظلم وحارب یزید، إلا أن ثورته الكبرى كانت ضد الجهل والتضلیل، ومن هنا ظلت ملحمة كربلاء منارا ینیر طریق الجهاد ضد المستكبرين على مر التاریخ الإسلامي . نعم إن شهر محرم الحرام هو شهر انتصار الدم على السیف، شهر دفع الباطل إلى هاویة السقوط، وهو شهر ثأر الله وشهید كربلاء . إن ثورة أولياء الله، خلقت عظمة بعظمة تاریخ المسلمین حیرت الإنسان بشتى انتماءاته وعقائده الدینیة، وتحولت هذه الثورة إلى أسوة فی كثیر من الحروب الكبیرة للإنسانية جمعاء، وهي ثورة أراد رائدها العظیم علیه السلام منها تغییر الواقع المریر الذی تعیشه الأمة وتقویم الانحراف الذی أصاب مسیرتها ،جراء الحكم الأموي المنحرف عن جمیع المبادئ الإسلامية والأعراف الدینیة . لقد امتزج اسم محرم دائما بشهامة وبطولة الأشخاص العظماء الذین لم یبخلوا فی تلك الظروف الحساسة، طرفة عین عن الوفاء والتضحیة بأرواحهم وكبروا فی ظلال الخوف من الله والوفاء لدینه وخلقوا ملحمة لا مثیل لها . عظماء أمثال أبي الفضل العباس علیه السلام الذی تقلد بشجاعته وتضحیاته وسام ساقی عطاشى كربلاء، الذی ذهب لیجلب الماء للأطفال .. لكنه لم یعد .. وقضى شهیدا مظلوما بعد أن قدم عظیم الخدمات لامامه أخيه الحسین وللدین الإسلامي الحنیف بالإضافة إلى مواقفه البطولیة الرائعة . أما علي الأكبر علیه السلام ذلك الشاب الذی كان أشبه الناس بجده رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم ،فقد قال الإمام الحسین علیه السلام حینما استأذنه للنزال : ((اللهم أشهد على هؤلاء القوم، فقد برز إلیهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك محمد صلى الله علیه وآله وسلم وكنا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه...)) والذی قضى هو الآخر شهیدا فی سبیل إعلاء كلمة الحق . كما أن القاسم بن الإمام الحسن علیه السلام نزل لساحة الحرب بكل بسالة وشجاعة وهو لا یزال فتى یافعا فی الـ 14 من عمره وجاهد ببطولة لا نظیر لها حتى ارتقى هو الآخر شهیدا . أما عبد الله الرضیع "علی الأصغر" ذلك البرعم الزكی للإمام الحسین الذی كان یبلغ 6 أشهر فقط والذی بكى من شدة العطش، فأخذه الإمام الحسین على یده وكان یقول علیه السلام : إذا كان ذنب للكبار .. ارحموا هذا الطفل".. فرماه فجأة حرملة بن كاهل، بسهم، فذبحه من الورید إلى الورید . أما الحر بن یزید الریاحي كان من أبطال كربلاء فی یوم عاشوراء بعد أن ترك معسكر الأعداء وانضم إلى الإمام الحسین علیه السلام بعد أن انقلب إلى جبهة الحق وقال للإمام الحسین : إني تائب إلى الله تعالى مما صنعت .. فهل ترى لی من ذلك توبة؟ فقال له الحسین علیه السلام : نعم، یتوب الله علیك .. واستأذن الحر الإمام الحسین بقتال أعداء الإسلام وقاتل حتى قُتل شهیدا فی سبیل الله. ولما وصل الإمام الحسین علیه السلام مصرع الحر قال قوله المشهور : "بخ بخ لك یا حر، أنت حر كما سمتك أمك وأنت الحر فی الدنیا والآخرة" . أما الإمام السجاد علي بن الحسین والسیدة زینب بنت أمير المؤمنین علی بن أبي طالب علیهم السلام الذین حضروا واقعة الطف أيضا، ضربوا بعد الواقعة أروع المواقف البطولیة الشجاعة والبسالة وأماطوا اللثام عن الوجه البغیض للیزیدیین وفضحوا حقیقة أمرهم للمسلمین وكشفوا جانبا آخر من واقعة كربلاء بخطبهم الثوریة الخالدة .







      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #4
        عطر الولايه
        عضو ماسي











        • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
        • المشاركات: 8101


        #1
        كم يا هلال محرم..تحيينا!

        31-07-2021, 10:16 PM


        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
        وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
        وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

        السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


        إذا هلَّ الهلال.. لنسأل أنفسنا هذا السؤال:
        أيّ أمرٍ مفصليّ في التاريخ قد حدث في هذا الشهر؟ وأيّ حرمةٍ لله تعالى قد استُبيحت؟ ولماذا كان إحياء هذه المناسبة عبادة لله وشعيرة مقدّسة؟
        إذا سكن وجدانك الآن، اسمح له أن يتهيّأ لإحياء هذه الشعيرة.. وعظّم الله أجوركم..

        * أولاً: اذهب بقلبك إلى كربلاء
        عند استقبـال شهر محرّم الحـــرام، يسترجع المؤمنون أحداث هذه الذكرى، ويستشعر وجدان كلّ منْتَمٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشاعر خاصّة، ومتنوّعة: وقفات العزّة والإباء، والصبر والتحمّل في سبيل الحقّ، مواقف الإمام أبيّ الضيم، وكيف وقف عليه السلام وحيداً فريداً أمام جيش جرّار مدجَّج بالسلاح، ما استكان ولا انهزم، ولا تسلّل الضعف إلى قلبه، ولا تسرّبت الهزيمة إلى نفسه. يسترجع المؤمنون مشاهد شباب ضُرّجوا بدمائهم على ثرى كربلاء، ونحرٍ مذبوحٍ لطفل رضيع تخشّب لسانه عطشاً، وصراخ الأطفال والنساء واليتامى، والأَسر والسبي لقرّة عين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
        بالنسبة إلينا تمثّل عاشوراء إحياء الدين، وبقاء الرسالة واستمرار النبوّة، وديمومة الوحي. فإحياؤها إحياء الدين، وإقامتها الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

        * ثانياً: ابدأ بوعي القضيّة
        ينبغي أن يكون التعامل مع شهر محرّم نابعاً من وعي المحبّ، بأن لا يُقيم مناسبة عاديّة، ولا يؤدّي طقوساً اعتادها، بل أن يشعر بعاشوراء لتحيي القلب والفؤاد، تعيد لذاك المُحبّ الانتماء الحقيقيّ إلى الإسلام الأصيل، حين يعزم في نفسه من بداية شهر محرّم أنه يريد التغيير في روحيّته وذاته، بأن يصير متماهياً مع الأهداف الحسينيّة، ليصبح سلوكه سلوكاً حسينيّاً.

        * ثالثاً: التزم السلوك الحسينيّ
        وعي القضيّة وحجمها وأبعادها، سينعكس لا محالة على السلوك، إن كان الوعي حقيقيّاً.
        فهل يكفي أن يحضر المُحبّ مجلساً حسينيّاً ويرتدي السواد ويرفع الرايات (وهذا كلّه مطلوب)، ثمّ يتصرّف في سلوكه خلاف ما يسمعه من وعظ وإرشاد؟! هنا تبرز أسئلة للحسينيّين الصادقين:
        - هل أحضر مجالس الحسين عليه السلام بجسدي دون أن ينعكس ذلك على نفسي وسلوكي؟!
        - هل أكون حسينيّاً باللطم والبكاء، وأكون متفلّتاً من كلّ تعاليم الحسين عليه السلام من صلاة وصدق وإيثار وصبر؟!
        - هل أكون زينبيَّة بالسواد والرايات، ويكون حجابي وردائي ممّا تنفر منه السيّدة زينب عليها السلام ؟!
        - هل أقيم المجالس ولكنّني لا أقاوم العدوّ، وأقف مواقف الذلّ، وأتركهم يحتلّون أرضي ويدنّسون مقدّساتي؟!

        إنّ مثل هذه النماذج هي في الحقيقة لم تعِ كربلاء ولم تعرف معنى الإباء؛ لذلك من أهمّ الآداب على الموالي أن يعزم في نفسه بأن يصير حسينيّ الموقف، وحسينيّ السلوك. وهذه الأيام العاشورائيّة، خير معين لهذه المهمّة؛ للتغيير الجذريّ في النفس.
        ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: 11).

        * رابعاً: لعاشوراء آداب
        سأعدّد جملة من الآداب التي ينبغي للموالي أن يراعيها، وسأقسم الآداب قسمين:
        1- آداب باطنيّة.
        2- آداب ظاهريّة.

        * الآداب الباطنيّة:
        1- الصبر: عن أمير المؤمنين عليه السلام: "الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، من لا صبر له لا إيمان له"(1). في أيّام محرّم، ننوي أن نكتسب صفة الصبر تأسّياً بالحسين عليه السلام وصبره، يقول عليه السلام: "صبراً على قضائك يا رب، لا إله سواك، يا غياث المستغيثين، ما لي رب سواك ولا معبود غيرك، صبراً على حكمك، يا غياث من لا غياث له..." (2).
        2- العزّة والإباء: إنّما جاء الإسلام ليكون الإنسان عزيزاً متحرّراً من قيود النفس والهوى. يقول الإمام الحسين عليه السلام: "لا والله، لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد"(3).
        3- الوفاء: يشرق الإيمان في قلب الإنسان فيتحوّل إلى نور ينعكس بسلوكه، فها هم أصحاب الحسين عليه السلام وقد أدركوا أنّهم إن ناصروا الحسين عليه السلام سيستشهدون، ومع ذلك قالوا له: "والله لا نفارقك، ولكن أنفسنا لك الفداء ونقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا..." (4).
        4- الثقة بالله: أن يدرك المؤمن أن بيد الله كلّ شيء، وأنّه قادر على كلّ شيء، وأنّ بيده نفعه وضرّه. عن الإمام الحسين عليه السلام: "اللهمّ أنت ثقتي في كلّ كرب، وأنت رجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد..."(5).
        5- عدم الخوف من الموت: عندما يدرك الإنسان أنّ هذه الدنيا فانية وأنّ لقاء الله أمرٌ محتوم وأنّ الموت طريق إلى الجنّة والراحة من الدنيا، يقول الإمام الحسين عليه السلام: "لست أخاف الموت. إنّ نفسي لأكبر من ذلك..."(6).
        6- عشق الله: إنّ طريق الإنسان في الحياة هي أن يصل إلى الله ورضاه. وحبّ الله وعشقه غاية حتّى السالك إلى الله وعنده يهون كلّ شيء.

        * الآداب الظاهريّة:
        1- لبس السواد: لو فقد الإنسان عزيزاً فإنّ العرف لا يرضى إلّا أن يظهر الحزن، وأحد مظاهر الحزن لبس السواد، وهل هناك أعزّ من الحسين عليه السلام ونحن نقول له: "بأبي أنت وأمّي يا أبا عبد الله".
        2- إظهار الحزن: بكلّ وسيلة متاحة من خلال رفع الآيات وتعزية المؤمنين بعضهم بعضاً. عن الإمام الرضا عليه السلام: "كان أبي (صلوات الله عليه) إذا دخل المحرّم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه"(7).
        3- البكاء: إنّ البكاء على الحسين أحد أهمّ الوسائل التي تساعد في الحصول على الآداب الباطنيّة التي تقدَّم ذكرها، فإنّ الدمعة قمّة العاطفة التي يُسقى من خلالها القلب بصفات المبكي عليه وهو الحسين وأهل بيته عليهم السلام. فعن الإمام الرضا عليه السلام: "فعلى مثل الحسين عليه السلام فليبكِ الباكون فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام"(8).
        4- حضور مجالس الحسين عليه السلام: الحضور المباشر، وعدم الاكتفاء بالمشاهدة عبر التلفاز أو المسجّل، بل لا بدّ من قصد وحضور المجالس والتوجّه إليها مباشرة، وهذا أقلّ الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومواساة عترته.
        5- ذكر عطش الحسين عليه السلام: فقد نُسب إلى الإمام الحسين عليه السلام قولٌ: "شيعتي ما إن شربتم عذب ماء فاذكروني... أو سمعتم بغريبٍ أو شهيدٍ فاندبوني"(9). فإنّ ذكر الحسين عليه السلام عند شرب الماء ولعن قاتله له من الثواب عظيم الأجر وجزيل الثواب. فقد ورد عن داود الرقي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام (الصادق) إذ استسقى الماء، فلمّا شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه، ثمّ قال لي: "يا داود، لعن الله قاتل الحسين، إنّي ما شربت ماء بارداً إلا ذكرت الحسين عليه السلام، وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين عليه السلام وأهل بيته ولعن قاتله إلّا كتب الله عزّ وجلّ له مئة ألف حسنة، وحطّ عنه مئة ألف سيّئة، ورفع له مائة ألف درجة، وكأنما أعتق مئة ألف نسمة، وحشره يوم القيامة ثلج الفؤاد"(10).
        هذه أهم الآداب الباطنيّة والظاهريّة التي لو نوى المحبّ التلبّس بها وتحويلها إلى سلوك في حياته؛ لنال السعادة في الدنيا والآخرة.

        والأهم، لك أيّها المحبّ للحسين عليه السلام، أن تراقب نفسك في عاشوراء، وتجعل منها في كلّ عام وُفّقت فيه للمواساة، محطّة تقرّبك خطوة إلى الحسين عليه السلام في المعرفة والسلوك.
        فالحسين سفينة النجاة، عظّم الله أجوركم.







        تعليق


        • #5
          فداء الكوثر
          عضو ماسي











          • تاريخ التسجيل: 05-03-2016
          • المشاركات: 8197


          #1
          "كلمة في استقبال شهر محرم الحرام " 🚩🏴🚩

          05-08-2021, 04:33 PM





          قال الإمام الصادق (عليه السلام):
          «إنّ يوم الحسين أسبل دموعنا...
          وأقرح جفوننا... وأذلّ عزيزناآ».


          تطلّ علينا ذكرى محرّم الحرام...
          تستدر الدموع من الأعماق،
          وتعتصر القلوب حزنا على المقتول بنينوى... وتبعث في النفوس هوى عارماً لدرب الحسين (عليه
          السلام)،
          ولطريق الحسين (عليه السلام)،
          ولإنسانية الحسين (عليه السلام).


          درب عبّده الإباء وزيّنه النصر، وأنارته إشراقة اليقين بلقاء الله،
          وطريق لا أوضح منه ولا أجلى،
          وقفت فيه الثُلَّة المؤمنة على قلّة العدد وخذلان الناصر،

          يتقدّمهم سيد الإباء ورائد الفداء; ليجسّد قوله تعالى: (كَمْ مِنْ فِئَة قَلِيلَة غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ).

          وإنسانية ينتسب إليها كلَّ شريف...


          وكلّ من تمثّل روح الحسين وأخلاقهُ سلوكاً يطفح بالإيثار وإنكار الذات.


          إنّها إنسانية الحسين، تطرد عن ساحتها لقلقة الألسنة المنافقة،
          تطرد كلّ من لا يرى سوى ذاته الضيّقة المحدودة.


          لقد رأى الحسين عليه السلام دينا لا يستقيم إلاّ ببذل دمه الطاهر،
          وأُمّة أشدّ ما تكون احتياجاً للإصلاح...

          فتحرك ركبه من مدينة جدّه النبيّ
          (صلى الله عليه وآله وسلم) متوجهاً إلى مكّة ومنها إلى كربلاء. كان همّه الأكبر أن يعلو شأن الإسلام، وأن ينتشل المستضعفين من أنياب الطواغيت.

          وغادر الحسين مكّة، لئلاّ يضطر أعداؤه المتجردين عن كلّ مبادئ لقتله فيها، وفي ذلك من وجهة نظره انتهاك لحرمة البيت العتيق... فخرج منها وهو يقول: آ«لئن أُقتل على تلّ أعفر، أحبُّ إليّ من أن تنتهك بي حرمة البيتآ».
          واتّجه الركب إلى كربلاء، يقطع الفيافي والوديان... قاصداً الأرض التي عرفها ووصفها له جدّه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)..







          تعليق


          • #6
            المرتجى المرتجى
            مشرف











            • تاريخ التسجيل: 03-04-2010
            • المشاركات: 1993


            #1
            دلالات رواية ابن شبيب التي ينبغي على المؤمن الالتزام بها في كل وقت وفي شهر محرم .

            03-07-2022, 07:16 PM



            بسم الله الرحمن الرحيم
            والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وآل محمد .

            روي عن الريان بن شبيب قال : دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال : يا ابن شبيب أصائم أنت ؟ قلت : لا فقال : ان هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عز وجل فقال : ( رب هب لي من لدنك ذريه طيبه انك سميع الدعاء ) فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا ( وهو قائم يصلى في المحراب ان الله يبشرك بيحيى ) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب الله لزكريا .
            ثم قال : يا ابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساؤه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك ابدا .
            يا ابن شبيب ان كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيهون ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم يؤذن لهم فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم عليه السلام فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين عليه السلام .
            يا بن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام انه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه أمطرت السماء دما وترابا احمر
            يا بن شبيب ان بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا .
            يا بن شبيب ان سرك ان تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام .
            يا بن شبيب ان سرك ان تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي ( ص ) فالعن قتله الحسين .
            يا بن شبيب ان سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين بن علي عليه السلام فقل متى ذكرته : ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما .
            يا بن شبيب ان سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وأفرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو ان رجلا أحب حجرا لحشره الله عز وجل معه يوم القيامة )






            الملفات المرفقة

            تعليق


            • #7
              عطر الولايه
              عضو ماسي











              • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
              • المشاركات: 8101


              #1
              مع إطلالة شهر محرم

              25-07-2022, 02:44 AM


              بسم الله الرحمن الرحيم
              اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
              وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
              وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

              السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته





              وجه الصباح عليّ ليلٌ مظلم

              وربيع أيامي عليّ محرّم

              والليل يشهد لي بأني ساهر

              إن طاب للناس الرقاد فهوَّمُ

              قلقا تقلبني الهموم بمضجعي

              ويغور فكري في الزمان ويتهِم

              من لي بيوم وغى يشب ضرامه

              ويشيب فُودُ الطفل منه فيهرم

              تنطلق هذه الكلمات بصداها المؤجج من أفواه المنابر الحسينية معلنة بداية هلال شهر الحداد والحزن شهر محرم الحرام.

              وتبدأ مع هذه الكلمات ومثيلاتها مراسيم العشرة من المحرم بالندب واللطم والخطابات التي تحيي بها الجموع مناسبة استشهاد الإمام الحسين (ع).

              إن إحياء هذه الثورة هو إحياء للقلوب الميتة، وتجديد لعهد الله الذي عقد في محضر القدسية الإلهية منذ أن كان السؤال: ألست بربكم؟فأجابت الكائنات الإنسانية بلى وربنا... وهي تقلد للمسئولية التي أبت السماوات والأرض حملها وحملها الإنسان، انها تحطيم لكل الأصنام البشرية وإنهاء لكل أحكام الطواغيت على وجه الأرض.

              إن لأيام الحسين حرارة في قلوب المؤمنين تزداد ذروتها كلما قرب يوم الفاجعة التي تلهب الشعور وتحرك الأفئدة فتبكي وتندب الحسين (ع) وتستلهم منه الثورة والعبرة والفكر والأبعاد المعنوية والروحية.







              تعليق


              • #8
                خادمة ام أبيها خادمة ام أبيها
                عضو ماسي











                • تاريخ التسجيل: 23-05-2015
                • المشاركات: 8903


                #1
                🏴🚩🏴إستقبال شهر محرم الحرام ▪🏴

                27-07-2022, 08:59 AM


                ▪إستقبال شهر محرم الحرام ▪

                إن المؤمنين والمؤمنات في شرق الأرضِ وغربها، يستعدون هذهِ الأيام لاستقبال شهر من أشهر الله -عزَ وجل- وهو شهرُ محرم الحرام..
                فالجاهليون الذينَ كانوا يقاتلون على أتفه الأسباب، في مثلِ هذا الشهر كانوا يوقفون القتال..
                قال الرضا (عليه السلام):
                (إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا...).😔

                إن هناك ارتباطا وتجانسا بين عشرات ثلاث:
                ▪العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك،
                ▪ والعشر الأوائل من شهر ذي الحجة الحرام،
                ▪والعشر الأوائل من محرم الحرام..

                لكل عشرة من هذهِ العشرات تأثيرها في النفس، كما أن لكل فاكهة تأثيرها الخاص؛ كذلك فإن لهذه العشرات تأثيرات عميقة في النفس..
                فالعشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، يغلب عليها الجانب التوحيدي، وهذا ما يتجلى بشكل واضح وصريح من خلال: الصلاة، والقيام، والعمرة، والزيارة، وإحياء ليالي القدر المباركة..

                أما العشرة الأولى من شهر محرم، فإنه يغلب عليها الجانب الولائي..
                فإذن، إن شهر رمضان هو شهر القرآن الكريم؛ ربيع القرآن..
                وشهري محرم وصفر، هما شهرا العترة:

                فمحرم شهر الشهادة، وصفر شهر التبليغ.







                الملفات المرفقة

                تعليق


                • #9
                  خادمة ام أبيها
                  عضو ماسي











                  • تاريخ التسجيل: 23-05-2015
                  • المشاركات: 8903


                  #1
                  🖤🚩🏴🖤كيف كان أهل البيت (عليهم السلام) يستقبلون شهر محرم الحرام

                  27-07-2022, 09:05 AM



                  كيف كان أهل البيت (عليهم السلام) يستقبلون شهر محرم الحرام


                  ان مصيبة الحسين (عليه السلام) وابنائه الكرام قد بلغت عنان السماء وبكت لها السموات والارض بالدماء وناحت لها الوحوش والحيتان في لجج الماء واقامت الملائكة فوق سبع الطباق مأتما ونصبت من اجلها مياه البحار والانهار وسكنت بسببها حركات الفلك الدوار كيف لا وقد اصبح لحم رسول الله اشلاء على التراب وأعضاؤه مفصلة بسيوف اهل البغي فلا قرت العيون بعد ذلك المصاب ولا التدت النفوس بلديد الطعام والشراب واعلم ان الشهر شهر حزن اهل البيت وشيعتهم .

                  وعن الامام الرضا (عليه السلام) قال : كان الكاظم (عليه السلام) اذا دخل شهر المحرم لم يرى ضاحكا وكانت كآبته تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة ايام فاذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام

                  وروي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه اذا هل هلال عاشور اشتد حزنه وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسين (عليه السلام) والناس يأتون اليه من كل جانب ومكان يعزونه بالحسين ويبكون وينوحون على مصاب الحسين فإذا فرغوا من البكاء يقول لهم : ايها الناس اعلموا ان الحسين حي عند ربه يرزق من حيث يشاء وهو (عليه السلام) دائما ينظر الى مكان مصرعه ومن حل فيه من الشهداء وينظر الى زواره والباكين عليه والمقيمين العزاء عليه وهو اعرف بهم وبأسمائهم واسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنة وانه ليرى من يبكي عليه فيستغفر له ويسأل جده واباه وامه واخاه ان يستغفروا للباكين عليه والمقيمين عزاه ويقول لو يعلم زائري والباكي علي لانقلب الى اهله مسرورا وما يقوم من مجلسه الا وما عليه ذنب وصار كيوم ولدته امه.

                  وعنه (عليه السلام) قال : لما قتل الحسين (عليه السلام) بكت عليه السموات السبع ومن فيهن من الجن والانس والوحوش والدواب والاشجار والاطيار ومن في الجنة والنار وما لا يرى كل ذلك يبكون على الحسين ويحزنون لاجله الا ثلاث طوائف من الناس فأنها لم تبكي عليه ابدا فقيل فمن هذه الثلاثة التي لم تبك على الحسين (عليه السلام) فقال هم : اهل دمشق واهل البصرة وبنو امية .

                  فما عذر من هلّ عليه شهر عاشور وتغافل عن هذه المصيبة التي ابكت كل عين ؟؟

                  وعن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : اذا هلّ هلال المحرم نشرت الملائكة قميص الحسين (عليه السلام) وهو مخضب بالدماء فنراه نحن ومن احبنا نراه بالبصيرة لا بالبصر أي يعيش في مشاعرنا فتحزن لذلك نفوسنا وعندما يأتي هذا الشهر تأتي معه هذه الذكريات الاليمة تأتي معه صور من واقعة الطف وتعود الى الذهن صور مما جرى في واقعة الطف فيكثر الحزن والالم اذا هل على اهل البيت هذا الشهر يعقدوا له المأتم فلقد كان الامام الصادق (عليه السلام) يجتمع مع شيعته وخاصته ويعقد المأتم ويستدعي بعض الشعراء ويكلفهم ان ينظموا في واقعة الطف القصائد الحزينة ويجلس نساؤه من وراء الستر ويروي المؤرخين لما دخل دعبل الخزاعي على الامام الرضا (عليه السلام) وأنشأ قصيدته بينما هو ينشد الشعر على الحسين (عليه السلام) واذا بجارية من وراء الستر وقد خرجت فاندهش الجالسين لانهم لم يعتادوا ذلك من جواري الامام ان يخرجوا امام الناس خرجت تحمل على يديها شيء ودنت من الامام واذا بها تحمل رضيعا على يديها ووضعته بين يدي الامام لما نظر اليه الامام علا نحيبه لانها ارادت ان تصور له صورة ومشهد من صور الطف وتقرب الى ذهنه شيء مما وقع في كربلاء وهو ذبح الاطفال هذا الطفل اهاج وجد الامام فانتحب انتحابا عاليا وجرت دموعه على خديه وتذكر كلما جرى في هذا الشهر من المصائب .

                  لقد كان هذا الشهر اذا هل هلاله على بني هاشم من بعد واقعة الطف تتحول بيوتهم الى حزن ولوعة . وقيل بالاخص اذا مر هذا الشهر على الوديعة زينب (عليه السلام) فهي التي شاهدت ما جرى فيه من المصائب والمحن

                  مر عليها هذا الشهر تجول بديار بني هاشم من دار الى دار.

                  وروي عن الريان ابن شبيب: قال دخلت على الامام الرضا (عليه السلام) في اول يوم من المحرم فقال لي يابن شبيب اصائم انت ؟ فقلت ان هذا اليوم هو الذي دعا زكريا ربه فقال ربي هب من لدنك درية طيبة انك سميع الدعاء فاستجاب الله تعالى وامر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحي ، يا بن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان اهل الجاهلية يحرمون فيه القتال لحرمته فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نسائه وانتهبوا رحله فلا غفر الله لهم ذلك ، يا بن شبيب ان كنت باكيا لشيئ فابكِ الحسين ابن علي ابن ابي طالب (عليه السلام) فأنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من اهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيه ولقد بكت السماء والارض لقتله ولقد نزل الى الارض من الملائكة اربعة آلاف لنصرته فلم يؤذن لهم فهم عند قبره شعث غبر الى ان يقوم القائم (عليه السلام) فيكونون من انصاره وشعارهم يالثارات الحسين ..

                  يا بن شبيب لقد حدثني ابي عن جده (عليه السلام) انه قال : لما قتل جدي الحسين (عليه السلام) امطرت السماء دما وترابا احمر ، يا بن شبيب ان سرك ان تلقى الله ولا ذنب عليك فزر الحسين ، يا بن شبيب ان سرك ان تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (صلى الله عليه وآله) فالعن قاتله (عليه السلام) يا بن شبيب ان سرك ان تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو ان رجلا احب حجرا لحشره الله معه يوم القيامة.

                  فيجب علينا يا شيعة ان نواسي اهل البيت (عليه السلام) في هذا المصاب الذي اهتز العرش لأجله ونذكر ما جرى عليه ونذكر عطشه وعطش اطفاله وعطش ذلك الطفل الرضيع الذي ابو ان يسقوه الماء وقد كاد قلبه ان ينفطر من الظمأ







                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
                    أن المحرم شهر قد حرم فيه القتال في الجاهلية وكذلك كره فيه الاسلام فعل ذلك ، واتخذه المسلمين بدأ للسنه الهجرية بالرغم من أن الهجرة لم تكن فيه ولكن تم ذلك واعتمد ذلك ،وكل عام يحتفي العالم الإسلامي بقدومه ويتبادلون التهاني والتبريكات ،لكننا نحن شيعة أهل البيت قد فجعنا فيه وبالهنا من فجيعة قد هزت اركان العرش قبل أن تهز قلوب ومشاعر الموالين لاهل البيت عليهم السلام ،لقد انتهكت حرمة الرسول محمد صلى الله عليه و آله و سلم ،وحرمة أهل بيته الطيبين الطاهرين ،وقتلوا ومثل بهم وسبوا وسلبوا من أجل متاع دنيوي ،والذين سبق وأن اوصاى بهم الرسول .ص. أو صيكم خيرا بأهل بيتي ،لا اريد منك جزاء ولا شكورا ،هؤلاء حامتي واهل بيتي يؤلمني ما يؤلمهم ، فكان الالم الاوجع والأكبر لنا ولرسول الله ،بفجيعة ال البيت .ع.
                    فأصبح الفرح حزنا والاختفاء تأبينا .
                    وكلما هل شهر محرم ،اعتصرت قلوبنا ودمعت أعيننا وحتى لا نرغب بالفرح ونتوشح بالسواد كان المصاب قد حدث للتو ،فنحن نحزن لحزن أهل البيت ونتأسى بهم ، نرى أن بيوتنا كأنها أعلنت الحداد ونبذت الزينة وحتى الجدران ارتدت السواد .
                    نحن لا نغالي في الحزن ولكن كلما حاولنا أن نتماشى مع الزمن ،نجد أنفسنا نعيش المواساة في هذا الشهر .
                    عشقت الحسين طفلا والى الان لم افطم .
                    وكلما تذكرت مصابه أعلنت أن كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء..
                    ​​​​​​​

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X