بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
**~~**~~**~~**~~**~~**~~*
السلام عليكِ يا أم المصائب السلام عليك يا كعبة الاحزان
السلام عليك يا فخر المخدرات السلام عليك يا ام المصائب والاحزان السلام عليك يا وديعة علي
السلام عليك يا عزيزة الزهراء........السلام عليك يا مصونة صانك الله وحفظك
السلام عليك ايتها العقيلة الحوراء زينب بنت امير المؤمنين......السلام عليكِ ياكعبة الأحزان أبد الدهر ماحيينا..
نذكر اسطورة الصمود ..مولاتي زينب العقيلة(ع)
لتعيش السيدة زينب وعاشت معها المصائب
فمن كسر ضلع البتول إلى قتيل المحراب ....مرورا ً بكبد الحسن ...
مع وقفتها العظيمة في كربلاء بين كف العباس ورأس الحسين حتى سارت من كربلاء
الى الشام وسارت معها المصائب التي تهد الجبال العواتي ..
اسمها ونسبها(عليها السلام)
السيّدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
كنيتها ولقبها(عليها السلام)
كنيتها: أُمّ كلثوم، أُمّ الحسن، ولقبها: الصدّيقة الصغرى، زينب الكبرى ، العقيلة، عقيلة بني هاشم،
عقيلة الطالبيين، الموثّقة، العارفة، العالمة غير المعلّمة، الكاملة، عابدة آل علي... .
تاريخ ولادتها(عليها السلام) ومكانها
5 جمادى الأُولى 5ه، المدينة المنوّرة.
أُمّها(عليها السلام) وزوجها وأولادها
أُمّها السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، زوجها عبد الله
بن جعفر بن أبي طالب، وأولادها علي وعون.
ممّن روت عنهم
أبوها الإمام علي(عليه السلام) أُمّها السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) أخويها الإمامين الحسن
والحسين(عليهما السلام)
تسميتها(عليها السلام) بأُمّ المصائب
سُمّيت أُمّ المصائب وحقّ لها أن تُسمّى بذلك فقد شاهدت مصيبة وفاة جدّها رسول الله(صلى الله عليه وآله)،
وشهادة أُمّها فاطمة الزهراء(عليها السلام) وشهادة أبيها الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وشهادة أخيها
الإمام الحسن(عليه السلام) وأخيراً المصيبة العظمى، وهي شهادة أخيها الإمام الحسين(عليه السلام)،
في واقعة الطفّ مع باقي الشهداء(رضي الله عنهم).
أخبارها(عليها السلام) في كربلاء
كان لها(عليها السلام) في واقعة كربلاء المكان البارز في جميع المواطن فهي التي كانت تشفي العليل وتراقب
أحوال أخيها الحسين(عليه السلام) ساعةً فساعة وتخاطبه وتسأله عند كلّ حادث وهي التي كانت تدبّر أمر العيال والأطفال وتقوم في ذلك مقام الرجال.
والذي يلفت النظر أنّها في ذلك الوقت كانت متزوّجة بعبد الله بن جعفر فاختارت صحبة أخيها على البقاء
عند زوجها وزوجها راضٍ بذلك وقد أمر ولديه بلزوم خالهما والجهاد بين يديه فمن كان لها أخ مثل الحسين (عليه السلام) وهي بهذا الكمال الفائق فلا يستغرب منها تقديم أخيها على بعلها.
ندبتها(عليها السلام) لأخيها الحسين(عليه السلام)
في اليوم الحادي عشر من المحرّم أمر عمر بن سعد بحمل النساء والأطفال إلى الكوفة فمرّوا بهم على مصرع الإمام الحسين(عليه السلام)، فندبت زينب(عليها السلام)
أخاها وهي تقول: «بأبي مَن فسطاطه مقطع العُرى بأبي مَن لا غائب فيُرتجى ولا جريح
فيُداوى، بأبي مَن نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتّى قضى بأبي العطشان
حتّى مضى، بأبي مَن شيبته تقطر بالدماء، بأبي مَن جدّه محمّد المصطفى ...».
(أخبارها عليها السلام في الكوفة)
لمّا جيء بسبايا أهل البيت(عليهم السلام) إلى الكوفة بعد واقعة الطفّ أخذ أهل الكوفة ينوحون ويبكون فقال حذلم بن ستير:
رأيت زينب بنت علي(عليهما السلام) فلم أرَ خَفِرة (عفيفة) قطّ أنطق منها كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين(عليه السلام) وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا فارتدّت الأنفاس وسكتت الأصوات فقالت:
«الحمد الله والصلاة على أبي رسول الله أمّا بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والخذل فلا رقأت العبرة ولا هدأت الرنّة فما مثلكم إلّا كالتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ أنكاثاً
تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم ألا وهل فيكم إلّا الصلف النطف...».
(أخبارها عليها السلام في الشام)
أرسل عبيد الله بن زياد والي الكوفة السيّدة زينب(عليها السلام) مع سبايا آل البيت(عليهم السلام)بناءً على طلب يزيد
ومعهم رأس الحسين(عليه السلام) وباقي الرؤوس إلى الشام وعندما دخلوا على يزيد دعا برأس الحسين(عليه السلام)
فوضع بين يديه فلمّا رأت زينب(عليها السلام) الرأس الشريف بين يديه صاحت بصوت حزين يقرح القلوب:
«يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن فاطمة الزهراء» فأبكت جميع الحاضرين في المجلس ويزيد ساكت.
وروي أنّ يزيد عندما أخذ ينكث ثنايا الإمام الحسين(عليه السلام) بقضيب خيزران قامت(عليها السلام) له في ذلك المجلس وخطبت قائلة:
« الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على رسوله وآله أجمعين... أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار
الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُساق كما تُساق الأُسراء أنّ بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسروراً
أمِنَ العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله(صلى الله عليه وآله)سبايا قد هَتكتَ ستورهنّ وأبدَيتَ وجُوههُن تحدوا بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد...»
(جلالة قدرها عليها السلام)
قال يحيى المازني: كنت في جوار أمير المؤمنين(عليه السلام) في المدينة مدّة مديدة وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته فلا والله ما رأيت لها شخصاً
ولا سمعت لها صوتاً وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدّها رسول الله
(صلى الله عليه وآله) تخرج ليلاً والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وأمير المؤمنين(عليه السلام) أمامها فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين(عليه السلام)فأخمد ضوء القناديل فسأله الحسن(عليه السلام)مرّة عن ذلك فقال(عليه السلام)
أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أُختك زينب
وجاء في بعض الأخبار: إنّ الحسين(عليه السلام) كان إذا زارته زينب يقوم إجلالاً لها وكان يجلسها في مكانه.ويكفي في جلالة قدرها ونبالة شأنها ما ورد في بعض الأخبار
من أنّها دخلت على الحسين(عليه السلام) وكان يقرأ القرآن، فوضع القرآن على الأرض وقام إجلالاً له وخاطبها الإمام زين العابدين(عليه السلام) بقوله:
«أنت بحمد الله عالمة غير معلّمة، وفهمة غير مفهّمة».
(فضائل السيده زينب عليها السلام)
للعقيلة زينب مناقب وفضائل عديدة سواء من حيث علمها أو تقواها ومواقفها التي وقفت جنبا إلى جنب مع أخيها الحسين (ع) فمنذ طفولتها ارتبطت برباط روحي
مع الحسين (ع) لدرجة أنها لم تكن تستطيع فراقه ولو ليوم واحد حتى انه عندما تقدم لخطبتها ابن عمها عبدا لله بن جعفر الطيار وافق أمير المؤمنين على تزويجها له بمهر يعادل مهر أمها الزهراء (ع ) ولكن بشرطين يتضمنها العقد
الأول: أن يأذن عبدا لله للعقيلة بزيارة أخيها الحسين (ع )كل يوم لأنها لا تستطيع قضاء يوم واحد دون رؤيته
الثاني: أن لا يمانع عبدا لله الطيار مرافقة العقيلة زينب لإمام الحسين (ع 9 في سفره إن طلب الإمام ذلك هذان الشرطان وضعهما أمير المؤمنين عليه السلام ضمن العقد بسبب الرابطة القوية التي كانت العقيلة بأخيها الحسين ولهذا نرى عبد الله الطيار لم يمانع من
خروج السيدة زينب مع الإمام الحسين (عليه السلآم )
(اوصافها)(العبادة)
كانت السيدة زينب (عليها السلام) مثالا حيا من مثل أهلها فكانت صوامة قوامة قانتة لله تعالى تائبة اليه تقضي أكثر لياليها متهجدة تالية للقرآن الكريم, ولم تترك كل
ذلك حتى في أشد الليالي عليها كربا وهي ليالي كربلاء فكانت مع أخيها الامام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام )وأهل بيته يقطعون الليل في تلاوة القرآن والعبادة لا تغفل لهم عين ولا يهجعون. وما تركت نوافلها الليلية حتى في يوم استشهاد أخيها الامام
الحسين واليوم الذي يليه رغم المصائب والمحن التي نزلت بها. وكان لعبادتها (عليها السلام) وخشوعها لله تعالى, وسمو روحها, وكثرة اطلاعها, أكبر الأثر فيمن حولها
كما كان له كذلك تأثير في كلامها
(الزهد)
كانت السيدة العقيلة زينب عليها السلام المثل الاعلى في القناعة والزهد والبعد عن متاع الدنيا ونعيمها فأعرضت عن زهرة الحياة من المال الوفير لدى زوجها عبد الله بن جعفر
كما أعرضت عن الولد والحشم والخدم فخرجت مع أخيها الامام أبي عبد الله الحسين
(عليه السلام)باذلة النفس والنفيس في سبيل الحق ونصرة الدين ورغم علمها بما قد يجري عليهم من المصائب والاحداث مؤثرة الآخرة على الدنيا والآخرة خير وأبقى
مؤثرة الآخرة على الدنيا والآخرة خير وأبقى.
(الصبر)
تحملت السيدة العقيلة الطاهرة عليها السلام ما تعرضت له من احداث الدهر من استشهاد امها وابيها وأخويها عليهم السلام صابرة محتسبة ومفوضة أمرها الى الله تعالى
راضية بقضائه وتدبيره, قائمة بما ألقي على كاهلها من عبء مراعاة العيال ومراقبة الصغار واليتامى من أولاد اخوتها وأهل بيتها, رابطة الجأش بايمانها
الثابت وعقيدتها الراسخة حتى أنها قالت عندما وقفت على جسد أخيها الشهيد الامام الحسين سلام الله عليه وهو مقطع الأوصال:اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان.
(الشجاعة)
كانت قصة زينب عليها السلام ومسرحيتها على مسرح هذه الحياة تبدأ منذ أن قتل أبو عبد الله الحسين عليه السلام.ومنذ أن غرقت أرض كربلاء في الدماء الزكية من آل الرسول
الكريم صلى الله عليه وآله وسلم. فمنذ تلك اللحظات الرهيبات ومن تلك الفترات المظلمات بدأت هذه السيدة العظيمة على مسرح تاريخ البطولات تسجل لنفسها تلك
الصحائف البيض بمداد من النور. فلم تهب السلطة ولم تخف السطوة ولم تحذر القوة ولم تقم لهم وزناً أبداً
كما لم تحسب لهم أي حساب!! لانها رأت نفسها مع الحق والحقيقة ولاحظتهم بأنهم مع الباطل.
(البلاغة والفصاحة)
اما فصاحتها وبلاغتها عليها السلام وقدرتها على الابانة والتعبير والوصول والانتهاء الى حسن الكلام بسلاسة وسهولة مع تخير اللفظ واصابة معناه واستواء في التقسيم
وتعادل في الاطراف وتشابه اعجازه بصدره وموافقة أواخره ببداءته بحيث يصبح المنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه وجودة مقطعه وكمال صوغه وتركيبه
فيصير عذبا جزلا سهلا به رونق وحلاوة يقبله الفهم الثاقب ولا يرده ويستوعبه السمع الصائب ولا يمجه فهذا كله مما ورثته السيدة الطاهرة العقيلة عن ابيها الامام
علي بن ابي طالب عليه السلام.فقد كان عليه السلام معروفا بسيد الفصحاء وامام البلغاء
حتى لقد قيل عنه كلامه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق. هذه البلاغة العلوية والفصاحة الهاشمية ورثتها السيدة الكريمة بشهادة العرب أنفسهم, وهم اهل البلاغة
والفصاحة. وهكذا اصبحت تمتاز بمحاسنها الكثيرة وأوصافها الجليلةوخصالها الحميدة. ومفاخرها البارزة وفضائلها الظاهرة عن نساء العالمين. ولا عجب؟ فانها هي
من تلك الشجرة التي فرعها وأصلها في السماء.
(زينب عالمة)
معروف أن العلم عند ألائمة حالة فطرية وليس علما مكتسبا كما هو الحال مع خاتم الأنبياء إذ جاء في
القران ( واتيناه من لدنا علما ) ولم تكن العقيلة زينب بعيدة عن هذه العناية الإلهية فكانت نبعا صافيا للعلم والمعرفة
.اللسان الموحد علكم سمعتم بهذه الرواية عندما كانت اللعقيلة زينب في الثانية أو الثالثة
من عمرها كانت جالسة في حجر والدها الإمام علي عليه السلام يلاطفها ويمسح رأسها فقال لها: قولي واحد يا ابنتي فقالت واحد فقال قولي اثنين فسكتت ولم تجب فكرر الإمام طلبه فأجابته تلك الصبية:يا والدي من يقل واحد كيف يمكنه أن يقول اثنين
وكانت تقصد عبارة التوحيد ( لا اله إلا الله ) ورغم أن أمير المؤمنين كان يقصد العدد
إلا أن ذهن العقيلة انتقل إلى موضوع التوحيد لذا قبلها الإمام وضمها إلى صدره بحرارة قائلا: فديتك .
(عالمة غير معلمة)
للتدليل على مدى علم العقيلة يكفي أن نعرف أن الإمام السجاد يعترف بعلمها الفطري فهو يقول لها:أنت بحمد لله عالمه غير معلمة " فاهمه غير مفهمة " من هنا ندرك مدى
عظمة الخطب التي ألقتها العقيلة في الكوفة والشام وأذهلت فطاحل الكلام والعم وأوقفتهم على عظمة منزلة السيدة المخدرة .
(دعاء زينب المستجاب)
ومن الكر مات التي خص بها الباري عز وجل العقيلة زينب استجابة دعائها آنيا كما هو الحال مع أخيها الحسين عليه السلام عندما لعن عددا من محاربيه ودعا
عليهم بالهلاك فهلكوا على الفور وللسيدة زينب أيضا مكرمات كهذه فعلى أبواب الشام عليها سالت هذه المراة الناصبية: أين راس الإمام الحسين فأشار الناس إلى الرأس فرمته بحجر لم تطق
العقيلة صبرا فقد تحملت الكثير من الإهانات لأخيها الشهيد رفعت رأسها إلى السماء وقالت: اللهم احرقها بنار الدنيا قبل الآخرة واهدم بيتها وعلى الفور نزلت
صاعقة من السماء فأحرقت البيت وصاحبته أم الحجام ورفيقاتها الأربع اللواتي كن معها
اللهم ارزقنا زيارة العقيلة زينب وجعلنا ممن يستجاب دعائهم عندها
وعظم الله أجوركم جميعاً بمصاب سيد الشهداء وابا الاحرار الأمام الحسين(ع)
​
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
**~~**~~**~~**~~**~~**~~*
السلام عليكِ يا أم المصائب السلام عليك يا كعبة الاحزان
السلام عليك يا فخر المخدرات السلام عليك يا ام المصائب والاحزان السلام عليك يا وديعة علي
السلام عليك يا عزيزة الزهراء........السلام عليك يا مصونة صانك الله وحفظك
السلام عليك ايتها العقيلة الحوراء زينب بنت امير المؤمنين......السلام عليكِ ياكعبة الأحزان أبد الدهر ماحيينا..
نذكر اسطورة الصمود ..مولاتي زينب العقيلة(ع)
لتعيش السيدة زينب وعاشت معها المصائب
فمن كسر ضلع البتول إلى قتيل المحراب ....مرورا ً بكبد الحسن ...
مع وقفتها العظيمة في كربلاء بين كف العباس ورأس الحسين حتى سارت من كربلاء
الى الشام وسارت معها المصائب التي تهد الجبال العواتي ..
اسمها ونسبها(عليها السلام)
السيّدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
كنيتها ولقبها(عليها السلام)
كنيتها: أُمّ كلثوم، أُمّ الحسن، ولقبها: الصدّيقة الصغرى، زينب الكبرى ، العقيلة، عقيلة بني هاشم،
عقيلة الطالبيين، الموثّقة، العارفة، العالمة غير المعلّمة، الكاملة، عابدة آل علي... .
تاريخ ولادتها(عليها السلام) ومكانها
5 جمادى الأُولى 5ه، المدينة المنوّرة.
أُمّها(عليها السلام) وزوجها وأولادها
أُمّها السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، زوجها عبد الله
بن جعفر بن أبي طالب، وأولادها علي وعون.
ممّن روت عنهم
أبوها الإمام علي(عليه السلام) أُمّها السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) أخويها الإمامين الحسن
والحسين(عليهما السلام)
تسميتها(عليها السلام) بأُمّ المصائب
سُمّيت أُمّ المصائب وحقّ لها أن تُسمّى بذلك فقد شاهدت مصيبة وفاة جدّها رسول الله(صلى الله عليه وآله)،
وشهادة أُمّها فاطمة الزهراء(عليها السلام) وشهادة أبيها الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وشهادة أخيها
الإمام الحسن(عليه السلام) وأخيراً المصيبة العظمى، وهي شهادة أخيها الإمام الحسين(عليه السلام)،
في واقعة الطفّ مع باقي الشهداء(رضي الله عنهم).
أخبارها(عليها السلام) في كربلاء
كان لها(عليها السلام) في واقعة كربلاء المكان البارز في جميع المواطن فهي التي كانت تشفي العليل وتراقب
أحوال أخيها الحسين(عليه السلام) ساعةً فساعة وتخاطبه وتسأله عند كلّ حادث وهي التي كانت تدبّر أمر العيال والأطفال وتقوم في ذلك مقام الرجال.
والذي يلفت النظر أنّها في ذلك الوقت كانت متزوّجة بعبد الله بن جعفر فاختارت صحبة أخيها على البقاء
عند زوجها وزوجها راضٍ بذلك وقد أمر ولديه بلزوم خالهما والجهاد بين يديه فمن كان لها أخ مثل الحسين (عليه السلام) وهي بهذا الكمال الفائق فلا يستغرب منها تقديم أخيها على بعلها.
ندبتها(عليها السلام) لأخيها الحسين(عليه السلام)
في اليوم الحادي عشر من المحرّم أمر عمر بن سعد بحمل النساء والأطفال إلى الكوفة فمرّوا بهم على مصرع الإمام الحسين(عليه السلام)، فندبت زينب(عليها السلام)
أخاها وهي تقول: «بأبي مَن فسطاطه مقطع العُرى بأبي مَن لا غائب فيُرتجى ولا جريح
فيُداوى، بأبي مَن نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتّى قضى بأبي العطشان
حتّى مضى، بأبي مَن شيبته تقطر بالدماء، بأبي مَن جدّه محمّد المصطفى ...».
(أخبارها عليها السلام في الكوفة)
لمّا جيء بسبايا أهل البيت(عليهم السلام) إلى الكوفة بعد واقعة الطفّ أخذ أهل الكوفة ينوحون ويبكون فقال حذلم بن ستير:
رأيت زينب بنت علي(عليهما السلام) فلم أرَ خَفِرة (عفيفة) قطّ أنطق منها كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين(عليه السلام) وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا فارتدّت الأنفاس وسكتت الأصوات فقالت:
«الحمد الله والصلاة على أبي رسول الله أمّا بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والخذل فلا رقأت العبرة ولا هدأت الرنّة فما مثلكم إلّا كالتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ أنكاثاً
تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم ألا وهل فيكم إلّا الصلف النطف...».
(أخبارها عليها السلام في الشام)
أرسل عبيد الله بن زياد والي الكوفة السيّدة زينب(عليها السلام) مع سبايا آل البيت(عليهم السلام)بناءً على طلب يزيد
ومعهم رأس الحسين(عليه السلام) وباقي الرؤوس إلى الشام وعندما دخلوا على يزيد دعا برأس الحسين(عليه السلام)
فوضع بين يديه فلمّا رأت زينب(عليها السلام) الرأس الشريف بين يديه صاحت بصوت حزين يقرح القلوب:
«يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن فاطمة الزهراء» فأبكت جميع الحاضرين في المجلس ويزيد ساكت.
وروي أنّ يزيد عندما أخذ ينكث ثنايا الإمام الحسين(عليه السلام) بقضيب خيزران قامت(عليها السلام) له في ذلك المجلس وخطبت قائلة:
« الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على رسوله وآله أجمعين... أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار
الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُساق كما تُساق الأُسراء أنّ بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسروراً
أمِنَ العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله(صلى الله عليه وآله)سبايا قد هَتكتَ ستورهنّ وأبدَيتَ وجُوههُن تحدوا بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد...»
(جلالة قدرها عليها السلام)
قال يحيى المازني: كنت في جوار أمير المؤمنين(عليه السلام) في المدينة مدّة مديدة وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته فلا والله ما رأيت لها شخصاً
ولا سمعت لها صوتاً وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدّها رسول الله
(صلى الله عليه وآله) تخرج ليلاً والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وأمير المؤمنين(عليه السلام) أمامها فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين(عليه السلام)فأخمد ضوء القناديل فسأله الحسن(عليه السلام)مرّة عن ذلك فقال(عليه السلام)
أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أُختك زينب
وجاء في بعض الأخبار: إنّ الحسين(عليه السلام) كان إذا زارته زينب يقوم إجلالاً لها وكان يجلسها في مكانه.ويكفي في جلالة قدرها ونبالة شأنها ما ورد في بعض الأخبار
من أنّها دخلت على الحسين(عليه السلام) وكان يقرأ القرآن، فوضع القرآن على الأرض وقام إجلالاً له وخاطبها الإمام زين العابدين(عليه السلام) بقوله:
«أنت بحمد الله عالمة غير معلّمة، وفهمة غير مفهّمة».
(فضائل السيده زينب عليها السلام)
للعقيلة زينب مناقب وفضائل عديدة سواء من حيث علمها أو تقواها ومواقفها التي وقفت جنبا إلى جنب مع أخيها الحسين (ع) فمنذ طفولتها ارتبطت برباط روحي
مع الحسين (ع) لدرجة أنها لم تكن تستطيع فراقه ولو ليوم واحد حتى انه عندما تقدم لخطبتها ابن عمها عبدا لله بن جعفر الطيار وافق أمير المؤمنين على تزويجها له بمهر يعادل مهر أمها الزهراء (ع ) ولكن بشرطين يتضمنها العقد
الأول: أن يأذن عبدا لله للعقيلة بزيارة أخيها الحسين (ع )كل يوم لأنها لا تستطيع قضاء يوم واحد دون رؤيته
الثاني: أن لا يمانع عبدا لله الطيار مرافقة العقيلة زينب لإمام الحسين (ع 9 في سفره إن طلب الإمام ذلك هذان الشرطان وضعهما أمير المؤمنين عليه السلام ضمن العقد بسبب الرابطة القوية التي كانت العقيلة بأخيها الحسين ولهذا نرى عبد الله الطيار لم يمانع من
خروج السيدة زينب مع الإمام الحسين (عليه السلآم )
(اوصافها)(العبادة)
كانت السيدة زينب (عليها السلام) مثالا حيا من مثل أهلها فكانت صوامة قوامة قانتة لله تعالى تائبة اليه تقضي أكثر لياليها متهجدة تالية للقرآن الكريم, ولم تترك كل
ذلك حتى في أشد الليالي عليها كربا وهي ليالي كربلاء فكانت مع أخيها الامام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام )وأهل بيته يقطعون الليل في تلاوة القرآن والعبادة لا تغفل لهم عين ولا يهجعون. وما تركت نوافلها الليلية حتى في يوم استشهاد أخيها الامام
الحسين واليوم الذي يليه رغم المصائب والمحن التي نزلت بها. وكان لعبادتها (عليها السلام) وخشوعها لله تعالى, وسمو روحها, وكثرة اطلاعها, أكبر الأثر فيمن حولها
كما كان له كذلك تأثير في كلامها
(الزهد)
كانت السيدة العقيلة زينب عليها السلام المثل الاعلى في القناعة والزهد والبعد عن متاع الدنيا ونعيمها فأعرضت عن زهرة الحياة من المال الوفير لدى زوجها عبد الله بن جعفر
كما أعرضت عن الولد والحشم والخدم فخرجت مع أخيها الامام أبي عبد الله الحسين
(عليه السلام)باذلة النفس والنفيس في سبيل الحق ونصرة الدين ورغم علمها بما قد يجري عليهم من المصائب والاحداث مؤثرة الآخرة على الدنيا والآخرة خير وأبقى
مؤثرة الآخرة على الدنيا والآخرة خير وأبقى.
(الصبر)
تحملت السيدة العقيلة الطاهرة عليها السلام ما تعرضت له من احداث الدهر من استشهاد امها وابيها وأخويها عليهم السلام صابرة محتسبة ومفوضة أمرها الى الله تعالى
راضية بقضائه وتدبيره, قائمة بما ألقي على كاهلها من عبء مراعاة العيال ومراقبة الصغار واليتامى من أولاد اخوتها وأهل بيتها, رابطة الجأش بايمانها
الثابت وعقيدتها الراسخة حتى أنها قالت عندما وقفت على جسد أخيها الشهيد الامام الحسين سلام الله عليه وهو مقطع الأوصال:اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان.
(الشجاعة)
كانت قصة زينب عليها السلام ومسرحيتها على مسرح هذه الحياة تبدأ منذ أن قتل أبو عبد الله الحسين عليه السلام.ومنذ أن غرقت أرض كربلاء في الدماء الزكية من آل الرسول
الكريم صلى الله عليه وآله وسلم. فمنذ تلك اللحظات الرهيبات ومن تلك الفترات المظلمات بدأت هذه السيدة العظيمة على مسرح تاريخ البطولات تسجل لنفسها تلك
الصحائف البيض بمداد من النور. فلم تهب السلطة ولم تخف السطوة ولم تحذر القوة ولم تقم لهم وزناً أبداً
كما لم تحسب لهم أي حساب!! لانها رأت نفسها مع الحق والحقيقة ولاحظتهم بأنهم مع الباطل.
(البلاغة والفصاحة)
اما فصاحتها وبلاغتها عليها السلام وقدرتها على الابانة والتعبير والوصول والانتهاء الى حسن الكلام بسلاسة وسهولة مع تخير اللفظ واصابة معناه واستواء في التقسيم
وتعادل في الاطراف وتشابه اعجازه بصدره وموافقة أواخره ببداءته بحيث يصبح المنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه وجودة مقطعه وكمال صوغه وتركيبه
فيصير عذبا جزلا سهلا به رونق وحلاوة يقبله الفهم الثاقب ولا يرده ويستوعبه السمع الصائب ولا يمجه فهذا كله مما ورثته السيدة الطاهرة العقيلة عن ابيها الامام
علي بن ابي طالب عليه السلام.فقد كان عليه السلام معروفا بسيد الفصحاء وامام البلغاء
حتى لقد قيل عنه كلامه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق. هذه البلاغة العلوية والفصاحة الهاشمية ورثتها السيدة الكريمة بشهادة العرب أنفسهم, وهم اهل البلاغة
والفصاحة. وهكذا اصبحت تمتاز بمحاسنها الكثيرة وأوصافها الجليلةوخصالها الحميدة. ومفاخرها البارزة وفضائلها الظاهرة عن نساء العالمين. ولا عجب؟ فانها هي
من تلك الشجرة التي فرعها وأصلها في السماء.
(زينب عالمة)
معروف أن العلم عند ألائمة حالة فطرية وليس علما مكتسبا كما هو الحال مع خاتم الأنبياء إذ جاء في
القران ( واتيناه من لدنا علما ) ولم تكن العقيلة زينب بعيدة عن هذه العناية الإلهية فكانت نبعا صافيا للعلم والمعرفة
.اللسان الموحد علكم سمعتم بهذه الرواية عندما كانت اللعقيلة زينب في الثانية أو الثالثة
من عمرها كانت جالسة في حجر والدها الإمام علي عليه السلام يلاطفها ويمسح رأسها فقال لها: قولي واحد يا ابنتي فقالت واحد فقال قولي اثنين فسكتت ولم تجب فكرر الإمام طلبه فأجابته تلك الصبية:يا والدي من يقل واحد كيف يمكنه أن يقول اثنين
وكانت تقصد عبارة التوحيد ( لا اله إلا الله ) ورغم أن أمير المؤمنين كان يقصد العدد
إلا أن ذهن العقيلة انتقل إلى موضوع التوحيد لذا قبلها الإمام وضمها إلى صدره بحرارة قائلا: فديتك .
(عالمة غير معلمة)
للتدليل على مدى علم العقيلة يكفي أن نعرف أن الإمام السجاد يعترف بعلمها الفطري فهو يقول لها:أنت بحمد لله عالمه غير معلمة " فاهمه غير مفهمة " من هنا ندرك مدى
عظمة الخطب التي ألقتها العقيلة في الكوفة والشام وأذهلت فطاحل الكلام والعم وأوقفتهم على عظمة منزلة السيدة المخدرة .
(دعاء زينب المستجاب)
ومن الكر مات التي خص بها الباري عز وجل العقيلة زينب استجابة دعائها آنيا كما هو الحال مع أخيها الحسين عليه السلام عندما لعن عددا من محاربيه ودعا
عليهم بالهلاك فهلكوا على الفور وللسيدة زينب أيضا مكرمات كهذه فعلى أبواب الشام عليها سالت هذه المراة الناصبية: أين راس الإمام الحسين فأشار الناس إلى الرأس فرمته بحجر لم تطق
العقيلة صبرا فقد تحملت الكثير من الإهانات لأخيها الشهيد رفعت رأسها إلى السماء وقالت: اللهم احرقها بنار الدنيا قبل الآخرة واهدم بيتها وعلى الفور نزلت
صاعقة من السماء فأحرقت البيت وصاحبته أم الحجام ورفيقاتها الأربع اللواتي كن معها
اللهم ارزقنا زيارة العقيلة زينب وجعلنا ممن يستجاب دعائهم عندها
وعظم الله أجوركم جميعاً بمصاب سيد الشهداء وابا الاحرار الأمام الحسين(ع)
​
تعليق