منذ بدء الرسالة الاسلامية، دأب أعداءُ الإسلام على استخدام كافة الوسائل من أجل القضاء على الدين الاسلامي السماوي الذي يدعو الى اشاعة القيم السامية والمبادئ النبيلة، وينتصف للمظلوم من الظالم حتى تتمكن البشرية من العيش بسعادة حقيقية في ظل مبدأ العدالة الاجتماعية والإخوة الإنسانية.
إن مصالح رموز الجاهلية قد قضى عليها الإسلام، وساوى بين السادة والعبيد؛ لأن أكرمهم عند الله أتقاهم، وقد دارت حروب طاحنة بين المعسكرين، سُفكت فيها دماء كثيرة، وقدم الإسلام العظيم قوافل من الشهداء حتى تم له النصر المؤزّر في فتح مكة، ولكن الجاهلية الماكرة بعد أن أدركت حقيقة هزيمتها، استغلت سماحة النبي الأكرم (ص) عندما قال بعد الفتح: اذهبوا فأنتم الطلقاء.. ودخلت الإسلام صاغرة مكرهة، في قلوبها أمراض كثيرة.. واستمر الصراع عبر الأزمنة الى أن وصلت الى العصر الحديث.
وبعد أن منّ الباري (جلت قدرته) علينا وأنقذنا من أشرس نظام بربري همجي عنصري دموي.. تنفس الشعبُ الصعداء، ولكن هل كفّ أعداءُ الإسلام الحسيني المحمدي الأصيل عن محاربتنا؟
بالتأكيد مازالت الحربُ قائمة وخاصة بعد القضاء على الطاغية، فقد ذعر أعداء الله من المتغيرات الجذرية التي حصلت في العراق، وراحوا بجميع وسائل الإرهاب والقمع والبربرية محاربتنا للقضاء علينا نهائياً؛ وقد أعلن الوهابيون ذلك من خلال تنظيمهم العميل للإمبريالية والصهيونية (تنظيم القاعدة) بأنه عازم على قتل أبناء هذا المذهب الذي ينتمي الى البيت النبوي الطاهر، ولقد وضعت له إمكانيات مادية خيالية تجاوزت 250 مليار دولار، وشنّ الأعداءُ حربهم بصورة علنية ومن جميع الجهات ولكن.. (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ).
ومع كل ذلك، علينا أن نحذر من مؤامرتهم وأساليبهم الدموية؛ لأن هؤلاء العملاء قد فقدوا ضمائرهم، وباعوا شرفهم الى أسيادهم الصهاينة، ففقدوا بذلك آدميتهم، وأصبحوا أكثر خطورة من الوحوش الضارية..
إذن نكرر.. حذاري من كشف صدورنا الى الأعداء، لقد أعطينا من التضحيات ما لا يُصدّق، فحذاري من التفرّق والتشرذم والاختلاف داخل الجسد الواحد.. علينا أن لا نضيع هذه الفرصة التاريخية، علينا أن نستغل هذا الهامش من الحرية، ونعمل على تحقيق آمال وأحلام شعبنا؛ لا خير في قائد أو سياسي مسئول في السلطة، يتنصل عن الوعود التي قطعها للذين انتخبوه من أجل بناء عراق متقدم مزدهر تسود فيه مبادئ العدالة الاجتماعية، وترفرف فوق روابيه راية الإسلام العظيم.
هذه فرصة تاريخية، وهذا وقت العمل الموحد المشترك، وهذا وقت الإخلاص والتفاني من أجل المبادئ..
الانسان يساوي الموقف، والحياة ليست مكاسب مادية فقط، والوطن أكبر منه فئة أو طائفة أو مذهب.
علينا جميعاً أن نعمل من أجل العراق.. عراق الأنبياء والأئمة المعصومين عليهم السلام، حتى يأخذ دوره الطبيعي بين الأمم كشعب له حضارته وأصالته وانتماؤه الفكري الأصيل المرتبط بمبادئ السماء.