المعلومات والأخبار والحوادث التاريخية .. ممكن أن تنتقل من جيل الى جيل ولمئات بل الاف الأجيال وبالمستوى الذي يقلل فيه فارق المسافة الزمنية بين الجيل الأول الذي تحمّل الخبر والجيل الأخير الذي أدّاه أو وصل إليه .. فكلاهما يمكن أن يقطع بتلك المعلومة أو ذلك الخبر ، وتسمّى مثل هكذا أخبار في العلوم الإسلامية بالأخبار المتواترة أو الأخبار المحفوفة بقرائن تجعلها موثوقة وبقيمة التواتر والقطع ..
أمّا أن تتواتر العاطفة ويتواتر الحزن والشعور بالمصيبة وبنفس الدرجة وربما أعلى أحياناً من جيل الى جيل ولمئات الأجيال .. فهذا ما لا تفسّره لنا قواعد علوم الرواية والدراية ...!!
فالجانب الغيبي والعناية السماوية واضحة وجلية بالموضوع، فأحدنا يفقد حزنه وعاطفته على فقد أبيه خلال أيام او شهور قليلة ، أما عاطفتنا على فقد أسلافنا القريبة فضلاً عن البعيدة فهي معدومة بل لا نجد لها مبرراً أيضا .. ولهذا يقول النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه : إِنَّ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ حَرَارَةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَبْرُدُ أَبَداً ..
لا نقول أن هذه الحرارة ليس لها نقلَة وحملَة ، بل نقول أن نفس تناقلها وتناولها عبارة عن كرامة بل أمر خارج عن العادة البشرية .. جزا الله حملتها من علماء وخطباء ومفجوعيم وخدمة ومعزّين كل خير في الدنيا والآخرة ..
تعليق