اللهم صل على محمد وآل محمد
رضِيَ اللهُ سبحانه من كلّ شيء بالقليل وعيَّنَ له حدّاً، فمثلاً جعل الصلوات خمساً والصيام شهراً، وجعل للزكاة نصاباً معيّناً
لكنّه لم يُحدّد للذكر مقداراً معيّناً، وهذا هو مضمون الحديث الشريف الذي رواه ثقة الإسلام الكليني في كتاب الدعاء من أصول الكافي بإسناده عن ابن القداح عن أبي عبد الله الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:
"مَا مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ وَلَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ إِلاَّ اَلذِّكْرَ، فَلَيْسَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اَلْفَرَائِضَ فَمَنْ أَدَّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ، وَشَهْرَ رَمَضَانَ فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ، وَاَلْحَجَّ فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ إِلاَّ اَلذِّكْرَ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَرْضَ مِنْهُ بِالْقَلِيلِ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ اَلْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)} (سورة الأحزاب)
فَقَالَ لَمْ يَجْعَلِ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ"
وعلّة عدم جعل حدٍّ للذكر هي أنّ على الإنسان أن يجعل جميع شؤون حياته على وفق الحكم الإلهي، ويكون ذاكراً لله في جميع أحواله مع حفظ المراقبة وحضور القلب: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} (النور: 37)
----------------------
المصدر:
رسالة نور على نور في الذكر والذاكر والمذكور للشيخ حسن زاده آملي
تعليق