د
"الباقر" لقبٌ يُعبّر عن تلك الحقيقة التي انطوى عليه من مكنون علم،وينمُّ عن بحرٍ زاخر ما لا يقدر أحدٌ أن يُحصي كُنهه. ولقد توفرت في شخصيته المباركة جميع الصفات الكريمة التي أهّلته لزعامة هذه الأمة. حيث تميّز هذا الإمام العظيم بمواهبه الروحية والعقلية العظيمة وفضائله النفسية والأخلاقية السامية ممّا جعل صورته صورة متميّزة من بين العظماء والمصلحين، كما تميّز بحسبه الوضّاح، بكل ما يمكن أن يسمو به هذا الانسان، وكان العلماء يُطأطئون رؤوسهم عندأعتاب علومه،لينالوا شيئاً من فتات معارفه..
ففي علم الكلام له صولة ،وعلم التفسير والحديث والتاريخ له ألف جولة،فقد كان عصر الإمام الباقر عليه السلام الزمن الذي تُمَّ فيه التقاء الحضارات وأدّى ذلك إلى طرح الكثير من المسائل الكلامية المعقَّدة والتي عجز الجميع عن الإجابة عنها فلم يبق إلا الإمام الباقر عليه السلام في الميدان للتصدِّي لتلك الأفكار والإجابة عنها بالحجة الراسخة والبرهان القطعي وتزييفها وإسقاطها من الأذهان.
وبما أنّ القرآن المعجزة الخالدة وخاتم الكتب السماوية فهو يحتاج إلى المزيد من العناية والحفظ حتّى على مستوى التفسير لكيلا تؤوّل آياته بطريقة استغلالية من قبل الطواغيت أو بيانه بأسلوب يخدم أصحاب الأهواء والترف الفكري, ولذا اعتصم الإمام محمد الباقر ع كبقيَّة آبائه وأبنائه البررة بالقرآن الكريم حفظاً وتفسيراً وتعليماً وتلاوة لتحقيق أمرين أساسَيْن, أوّلاً، بيان مضمون القرآن والإشارة إلى بعض حقائقه بهدف إيصال الكنوز المعرفيَّة والحكمية والأحكام الواقعية الى الناس إذ هو أحد أفراد الراسخين في العلم وثانياً، لصيانة الكتاب العزيز من أيدي العابثين وإبطال زيف أفكارهم ولبيان أنَّ دين الله لا يصاب بالعقول.
وكما في علم الحديث يُعتبر الإمام الباقرع مع ولده الصادق الرائدين الأساسَين للسّنة لكثرة ما صدر عنهم من أحاديث ولكثرة تلاميذهما الذين تحملوا عنهما الروايات ونشروها حتَّى بلغت الخافقين وبحسب المتتبِّع فالذي يبدو أنَّ المرويّ عن الإمام الباقر ع يقارب سبعين ألف حديث كما وكان لهما الفضل في تأسيس جامعة أهل البيت ع.
من جملة اهتمامات الإمام الباقر ع ما يتعلَّق بحكم الأنبياء السابقين ع وسننهم. وقد نقل عنه الشيء الكثير من ذلك, فقد عرض ع لأصحابه ما أوحى الله به لآدم من الحكم (1) ونقل لهم دعاء نوح عليه السلام على قومه وحكى لهم حكمة سليمان ع وما تتضمنَّه التوراة. وقد صرَّح لأصحابه أنَّ النبي إسماعيل ع (2)هو أوّل من تكلّم بالعربية حيث قال "أوّل من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن عشر سنين". (3)ولم يقتصر ع في علم التاريخ على علم الأنبياء السابقين بل نقل الكثير من تاريخ جديه خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين ع .
فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم استُشهد ويوم يُبعثُ حياً..
المصادر:
(1) بحار الأنوار،ج 11، ص 290.
(2) شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج 3، ص 159.
((3)بحار الأنوار، ج 35، ص 141.
"الباقر" لقبٌ يُعبّر عن تلك الحقيقة التي انطوى عليه من مكنون علم،وينمُّ عن بحرٍ زاخر ما لا يقدر أحدٌ أن يُحصي كُنهه. ولقد توفرت في شخصيته المباركة جميع الصفات الكريمة التي أهّلته لزعامة هذه الأمة. حيث تميّز هذا الإمام العظيم بمواهبه الروحية والعقلية العظيمة وفضائله النفسية والأخلاقية السامية ممّا جعل صورته صورة متميّزة من بين العظماء والمصلحين، كما تميّز بحسبه الوضّاح، بكل ما يمكن أن يسمو به هذا الانسان، وكان العلماء يُطأطئون رؤوسهم عندأعتاب علومه،لينالوا شيئاً من فتات معارفه..
ففي علم الكلام له صولة ،وعلم التفسير والحديث والتاريخ له ألف جولة،فقد كان عصر الإمام الباقر عليه السلام الزمن الذي تُمَّ فيه التقاء الحضارات وأدّى ذلك إلى طرح الكثير من المسائل الكلامية المعقَّدة والتي عجز الجميع عن الإجابة عنها فلم يبق إلا الإمام الباقر عليه السلام في الميدان للتصدِّي لتلك الأفكار والإجابة عنها بالحجة الراسخة والبرهان القطعي وتزييفها وإسقاطها من الأذهان.
وبما أنّ القرآن المعجزة الخالدة وخاتم الكتب السماوية فهو يحتاج إلى المزيد من العناية والحفظ حتّى على مستوى التفسير لكيلا تؤوّل آياته بطريقة استغلالية من قبل الطواغيت أو بيانه بأسلوب يخدم أصحاب الأهواء والترف الفكري, ولذا اعتصم الإمام محمد الباقر ع كبقيَّة آبائه وأبنائه البررة بالقرآن الكريم حفظاً وتفسيراً وتعليماً وتلاوة لتحقيق أمرين أساسَيْن, أوّلاً، بيان مضمون القرآن والإشارة إلى بعض حقائقه بهدف إيصال الكنوز المعرفيَّة والحكمية والأحكام الواقعية الى الناس إذ هو أحد أفراد الراسخين في العلم وثانياً، لصيانة الكتاب العزيز من أيدي العابثين وإبطال زيف أفكارهم ولبيان أنَّ دين الله لا يصاب بالعقول.
وكما في علم الحديث يُعتبر الإمام الباقرع مع ولده الصادق الرائدين الأساسَين للسّنة لكثرة ما صدر عنهم من أحاديث ولكثرة تلاميذهما الذين تحملوا عنهما الروايات ونشروها حتَّى بلغت الخافقين وبحسب المتتبِّع فالذي يبدو أنَّ المرويّ عن الإمام الباقر ع يقارب سبعين ألف حديث كما وكان لهما الفضل في تأسيس جامعة أهل البيت ع.
من جملة اهتمامات الإمام الباقر ع ما يتعلَّق بحكم الأنبياء السابقين ع وسننهم. وقد نقل عنه الشيء الكثير من ذلك, فقد عرض ع لأصحابه ما أوحى الله به لآدم من الحكم (1) ونقل لهم دعاء نوح عليه السلام على قومه وحكى لهم حكمة سليمان ع وما تتضمنَّه التوراة. وقد صرَّح لأصحابه أنَّ النبي إسماعيل ع (2)هو أوّل من تكلّم بالعربية حيث قال "أوّل من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن عشر سنين". (3)ولم يقتصر ع في علم التاريخ على علم الأنبياء السابقين بل نقل الكثير من تاريخ جديه خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين ع .
فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم استُشهد ويوم يُبعثُ حياً..
المصادر:
(1) بحار الأنوار،ج 11، ص 290.
(2) شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج 3، ص 159.
((3)بحار الأنوار، ج 35، ص 141.