إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دعاءُ الندبةِ والعزاءِ الحُسيني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعاءُ الندبةِ والعزاءِ الحُسيني


    ✸ نقرأ في دعاءِ الندبةِ هذه العبارات:
    (فعلى الأطائب مِن أهلِ بيتِ محمّدٍ وعليٍّ "صلّى الله عليهما وآلهما" فليبكِ الباكون، وإيّاهم فليندب النادبون، ولِمِثلهم فلتُذرف الدموع، وليصرخ الصارخون، ويضجَّ الضاجّون، ويعجَّ العاجّون،
    أين الحسنُ أين الحسين؟ أين أبناء الحسين؟..)
    إلى أن يقول الدعاء:
    (أين بقيّةُ اللهِ التي لا تخلو مِن العترة الهادية)

    هذه الأجواءُ المذكورةُ في الدعاء هي التي يُريدُ أهلُ البيتِ عليهم السلام أن نأتيَ بها في مراسمِ العزاءِ الحسيني،
    فأهلُ البيتِ يُريدونَ أجواءً فيها ضجيجٌ وعجيجٌ ونياحة، وفيها صراخٌ وعويلٌ وندبة وبكاءٌ عالٍ،
    وهذه العناوين ليس لها مِن مصاديق إلّا المواكبُ الحسينيّة -الّتي يقولُ عنها البعض أنّها ظاهرةٌ غيرُ حضارية!-

    الأئمةُ في دعاءِ الندبةِ يضعُونَ تأسيساً وبرنامجاً للمواكبِ الحسينيّة

    ✦ عبارة: (فليبكِ الباكون، وإيّاهم فليندب النادبون، ولِمِثلهم فلتُذرف الدموع، وليصرخ الصارخون، ويضجَّ الضاجّون، ويعجَّ العاجّون)
    الدعاءُ هنا كأنّه يُرتّبُ لنا مسيرةَ المواكب، بحيث تشتمل هذه المسيرة على هيئات:
    (هيئة الصارخون، هيئة الضاجّون، العاجّون، النادبون، وهكذا)
    فهذا تأسيسٌ مِن الأئمة للمواكبِ الحسينيّة الراجلة والراكبة بأيِّ لونٍ مِن الألوان؛
    ضجيج وعجيج وصُراخ، وغيرها..
    لأنّ الضجيجَ والعجيجَ لا يصنعُهُ شخصان ولا ثلاثة،
    الضجيجُ والعجيج تصنعُهُ جماهير

    حين يكونُ الشخصُ وحدهُ يُمكن أن يأتي هذا التعبير: (فليبكِ الباكون)
    أمّا قولُ الدعاء: (فليندُب النادبون) فهو يُشير إلى مجموعة، لأنّ النُدبةَ تكونُ ضِمن مجموعة، على الأقل تكونُ بين اثنين أحدُهما يتكلّم والآخرُ يُجيب،
    وأمّا الضجيجُ والعجيجُ فيتحقّقُ في وسَطِ الجماهيرِ الكثيرة

    • ثمّ يأتي الدعاءُ بأمثلة على الندبةِ والصراخِ والضجيجِ فيقول:
    (أين الحسن؟ أين الحسين؟ أين أبناء الحسين؟)
    يعني إذا أردتم أن تُقيموا مراسمَ العزاءِ الحسيني وتندبوا وتصرخوا.. فاصرخوا بهذه المضامين التي تندبُ أهلَ البيتِ وترفعُ صوتَ ظُلامتِهم عالياً

    عِلماً أنّ الأئمةَ يُريدونَ مِن شِيعتِهم هذه الأجواء وهذه الألوانَ المُختلفة مِن العزاء على نحو (الوجوب) وليس الاستحباب،
    لأنّ الدعاءَ حين يقول: (فليبكِ الباكون، فليندُب النادبون) هذه الصِيَغُ هي صيغةُ فعلٍ مضارع مع لام الأمر، وهذه الصيغةً تدلُّ على الوجوب، كما في قولِ إمامِنا الصادق:
    (فإذا قال أحدكم لا إله إلّا الله محمّدٌ رسولُ الله فليقل عليٌّ أمير المؤمنين)

    بل إنّ هذا الوجوبَ الموجودَ في صيغةِ الفعلِ المضارع المسبوق بلام الأمر هو أقوى في الوجوب مِن (فعل الأمر)
    فإنّ فِعلَ الأمرِ يمكنُ أن نؤدّيه مرّةً واحدة، أمّا الفِعل المضارعُ المسبوقُ بلامِ الأمر فيدلُّ على الوجوب المُستمر،
    يعني أنّ هذا الأمرَ المطلوبَ منكم هو أمرٌ واجبٌ مُستمرٌّ في الحاضرِ والمُستقبل،
    يعني ما دُمتَ حيّاً فالبكاءُ على الحسين واجبٌ قائم مِن دون تحديدٍ لزمانٍ ومكان

    أساساً دعاء النُدبة مِن الأدعية التي يُستحبُّ أن تُقرأ في الأعياد.. فإذا كان الأئمةُ يُوجبونَ علينا أن نبكي عليهم في الأعياد -حيث يفرحُ الناسُ ويرقصون- فما بالك في سائر الأيّام؟!

    عِلماً أنّ الأمورَ المهمّةَ والواجبةَ بالدرجةِ الأولى عند أهلِ البيتِ دائماً تأتي بصيغةِ الفعلِِ المضارع المسبوقِ بلام الأمر

    فهناك أمرٌ واضحٌ مِن الأئمةِ لشيعتِهم بالبكاءِ والندبةِ والصراخِ والضجيجِ والعجيجِ بشكلٍ مفتوح ومِن دون تحديدٍ وتقييد،
    والسبب في جعل الأمرِ مفتوحاً دون قيود: هو أنّنا مهما فعلنا فإنّنا لن نستطيعَ أن نستشرف معاني الألم الحسيني،
    ولذا فإنّ الأبوابَ مفتوحةٌ أمامَنا في الجزعِ على الحسين بكلّ ألوان الجزع

    فهذه التعابير (البكاء، الندبة، الصراخ، الضجيج، العجيج، العويل) هي كلُّ التعابيرِ التي تُستعمَلُ في لُغةِ العرب والتي يستطيعُ الإنسانُ مِن خلالها أن يحشدَ كلّ معاني الأسى ومعاني التعبير عن الألم وعن الرزيّة والأحزان،
    يعني أي شيءٍ نستطيعُ أن نفعلَهُ مِن ألوانِ العزاء والإحياء لأمر الحسين يجبُ علينا فِعله،
    هذه واجباتٌ شرعيّة، وهي جزءٌ مِن الوفاء للحسين

    والقضيّةُ لا تقف عند هذا الحدّ،
    فبعد أن يأمرَ الأئمةُ الشيعةَ بالبكاءِ والندبةِ والصراخ والضجيج.. تتواصلُ عبائرُ الدعاء في الاستغاثةِ بإمامِ زمانِنا والندبةِ له، فتقول:
    (أين الطالب بذُحول الأنبياء وأبناء الأنبياء، أين الطالب بدم المقتول بكربلاء)
    فالشعائرُ الحسينيّة الواعية -بغضّ النظر عن أيّة مُمارسة- لابُدّ أن تربط الشيعة بإمامِ زمانهم

    منقول بتصرف

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	67875_511399248891141_50704457_n.jpg 
مشاهدات:	360 
الحجم:	164.8 كيلوبايت 
الهوية:	979638
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X