تويت
يقول الله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا )
سورة الاحزاب 21
ان الله سبحانه وتعالى شرع الاخلاق لتنظيم وتسوية السلوك الانساني بشكل يحقق لهم السعادة والرفاه في الحياة الدنيا والرضوان في دار السلام . ان الاخلاق الحسنة من اهم مقومات التعامل الاجتماعي الحسن مع الناس على أساس ان يصلح بينه وبين الله لكي يصلح بينه وبين الناس.
من هذا المنطلق لا بد من اختيار قدوة في الحياة يكون فيها صفات كمال وجمال لتكون نموذجا يحتذى به
يحثه على بشر المعروف وينهاه عن المنكر والوقوع في المهالك والعواقب السيئة ولاننا بشر معرضون نتيجة غلبة غرائزنا فعلينا اتباع من لا يضل ولا ينسى وهو الله سبحانه الذي امرنا بالتأسي بنبيه محمد صلواته عليه وأله كمفتاحا لرضوانه .
ان اتباع الرسول الاكرم والسير بنهجه الاخلاقي يوصلنا الى درجة القرب من الله ورضاه وهذه اعلى الدرجات
حيث مدحه تعالى في كتابه الكريم قائلا (وانك لعلى خلق عظيم) نعم وأي نعمة اعظم واشرف من نعمة وجوده المبارك. ان اختيارنا الرسول الاكرم قدوة واسوة لنا يعني ان علينا السعي لامتلاك الصفات والفضائل التي كان يتحلى بها وهي محاسن الاخلاق حيث قال ص "أدبني ربي فأحسن تاديبي" وقال مخاطبا بني عبد المطلب"انكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم باخلاقكم "بحار الانوار ج71
اي حينماتجد ان مالك لا يسع الاخرين فهناك الجانب الاخلاقي فبكلماتك المؤدبة وادابك السمحة ونفسك المهذبة وتصرفاتك السوية يمكنك ان تجمع الناس من حولك على الالفة والمحبة.
ان النبي محمد ص وضع اسس اكبر تغيير جذري لسعادة البشرية في الدارين واستطاع بحكمته واخلاقه ان يغير وجه العالم عبر من اختارهم من الاصفياء الذين ننشروا الدين في أصقاع الارض وكان قد جمعهم على كلمة التقوى دون خلقه الرفيع وبمداراته لهم والاحسان اليهم كما سائر الناس.
من هنا ان المؤمن هو من يتخلق باخلاق الله سبحانه ورسوله والذي سئل صلوات الله عليه أي المؤمنين افضلهم فقال "احسنهم خلقا"(المصدر معاني الاخبار الصدوق 333)
ان النبي محمد ص ببصيرته النافذة وحكمته وسموه وما ينطق عن الهوى انما هو وحي يوحى استطاع ان جذب النفوس لدعوة الاسلام حتى انتشر في بقاع الارض , قال فيه المفكر وول ديورانت : " اذا حكمنا على العظماء بما كان للعظيم من اثر في الناس قلنا كان محمد اعظم العظماء"(المصدر قصة الحضارة ج3)
نعم ان منهج الاخلاق عند نبينا الاكرم ص له اثار لا تحصى في الدنيا والاخرة وهنا تكمن عظمة الاسلام حيث يقول الامام زين العابدين ع في الدعاء الثاني من الصحيفة السجادية "الحمدلله الذي منً علينا بمحمد نبيه صلى الله عليه واله وسلم ..اللهم فصل على محمد امينك على وحيك ونجيبك من خلقك وصفيك من عبادك امام الرحمة وقائد الخير ومفتاح البركة .."
