بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين المعصومين
قال الله تعالى : " وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال إني جاعلك للناس إمام ،قال ومن ذرتي قال لا ينال عهدي الظالمين" صدق الله العلي العظيم
في هذه الاية الكريمة يبين لنا بان الإمامة منصب ألاهي يعطيه الله لمن يشاء من عبادة لقولة : جاعلك للناس إماما كما توضح الاية بان الإمامة هي عهد من الله لا يناله الا العباد الصالحين الذين اصطفاهم الله لهذا الغرض لا نتفاه من الظالمين الذين لا يستحقون عهده سبحانه وتعالى
قال الشيخ مكارم الشيرازي في الأمثل :
فمنزلة الإِمامة أسمى ممّا ذكر ، بل أسمى من النّبوة والرسالة، وهي المنزلة التي نالها إبراهيم من قبل الله بعد أن اجتاز الإِمتحان تلو الإِمتحان.
وقال تعالى "وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وآيتان الزكاة وكانوا لنا عابدين "
صدق الله العلي العظيم
وقال سبحانه تعالى : " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآيتنا يقنون " صدق الله العلي العظيم
وقال أيضا : :نريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين
وقد يتوهم البعض بان مدلول الآيات المذكورة يفهم منها بان الإمامة المقصودة هنا هي النبوة والرسالة وهو خطا في المفهوم العام للإمامة ،لان كل رسول هو نبي وإمام وليس كل إمام رسول او نبي !!!!
الخلافة جعل رباني في القرآن الكريم
قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ سورة البقرة، الآية: ۳٠.
﴿يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الاَْرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾ سورة ص، الآية: ۲٦.
الله سبحانه هو من يبعث نبي وهو من يستخلف خليفة
صحيح البخاري باب بطانة الإمام وهل مشورته ج 6 ص 2632 رقم الحديث :
6773 - حدثنا أصبغ أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصم الله تعالى )
المصدر .
[ صحيح البخاري ]
الكتاب : الجامع الصحيح المختصر
المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي
الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت
الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987
تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق
عدد الأجزاء : 6
مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب البغا