خواطر كربلائية:
٥.
إنها كربلاءُ , بقعةٌ من الأرض جرداءُ الملامحِ , بينها وبين الفرات مسافةُ عطش وصليلُ حديد ودهرٌ من التّضحيات ,
(كربَلا لا زِلتِ كَرباً وَبَلا
ما لَقي عِندَكِ آلُ المُصطَفى
كَم عَلى تُربِكِ لَمّا صُرِّعوا
مِن دَمٍ سالَ وَمِن دَمعٍ جَرى)
إنها كربلاء , الأرضُ التي اختارتها المشيئة الإلهية منذ أن قيل (يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ) نصب سيدُ الضّوء خيمه عليها وهو يعلم أن من هذا المكان ستنطلق كلمة الحق وعليه ينصب منبرُ الحقيقة, إيه أيتها الأرض التي ستشرع أبوابَ التّضحيات على امتداد الأزمنة , أيها الترابُ الذي سيتحول إلى عمود نور ونبراسٍ للأباة , على مرمى من الوقت ستراق عليك دماءُ أقدس إنسان في الوجود , من أين لك كلُّ هذا الصّبر وأنت تشاهدين المأساة تُمزجُ مع التّضحية والحزنَ يُعجنُ بالانتصار, كربلاءُ يا مساماتِ الشّمس ويا بسملةَ الأديان , ها هو الرجلُ الإلهي يقف على ثراك متأملاً المكان بنبوءة السابقين , الفصولُ تتوحد فلا ربيعَ هنا ولا شتاءَ وحدَه القيظُ يتحكم بالوقت , الحسينُ يقرأ ملامح آل بيته وأصحابُه جمعَهم ثم أعلن فيهم النبوءةَ المقدسةَ التي ادّخرتها السماء
(إنّه قدْ نَزَل بنا من الأمر ما قد تَرَون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبَر مَعروفُها،ولم تبقَ منها إلّا صبابة كَصبابة الإناء، وخَسيس عَيشٍ كالمَرْعى الوَبيل، ألا تَرَون إلى الحقِّ لا يُعمَل به، وإلى الباطلِ لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمنُ في لقاء ربِّه مُحقّاً، فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة، والحياة مع الظالمين إلّا بَرَماً )
وكأن ثرى كربلاء ردد تلك النبوءةَ قائلاً
(كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ
فَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ
أَلا في سَبيلِ اللَهِ مَن عُطِّلَت لَهُ
فِجاجُ سَبيلِ اللَهِ وَانثَغَرَ الثَغرُ) .
يتبع.........
٥.
إنها كربلاءُ , بقعةٌ من الأرض جرداءُ الملامحِ , بينها وبين الفرات مسافةُ عطش وصليلُ حديد ودهرٌ من التّضحيات ,
(كربَلا لا زِلتِ كَرباً وَبَلا
ما لَقي عِندَكِ آلُ المُصطَفى
كَم عَلى تُربِكِ لَمّا صُرِّعوا
مِن دَمٍ سالَ وَمِن دَمعٍ جَرى)
إنها كربلاء , الأرضُ التي اختارتها المشيئة الإلهية منذ أن قيل (يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ) نصب سيدُ الضّوء خيمه عليها وهو يعلم أن من هذا المكان ستنطلق كلمة الحق وعليه ينصب منبرُ الحقيقة, إيه أيتها الأرض التي ستشرع أبوابَ التّضحيات على امتداد الأزمنة , أيها الترابُ الذي سيتحول إلى عمود نور ونبراسٍ للأباة , على مرمى من الوقت ستراق عليك دماءُ أقدس إنسان في الوجود , من أين لك كلُّ هذا الصّبر وأنت تشاهدين المأساة تُمزجُ مع التّضحية والحزنَ يُعجنُ بالانتصار, كربلاءُ يا مساماتِ الشّمس ويا بسملةَ الأديان , ها هو الرجلُ الإلهي يقف على ثراك متأملاً المكان بنبوءة السابقين , الفصولُ تتوحد فلا ربيعَ هنا ولا شتاءَ وحدَه القيظُ يتحكم بالوقت , الحسينُ يقرأ ملامح آل بيته وأصحابُه جمعَهم ثم أعلن فيهم النبوءةَ المقدسةَ التي ادّخرتها السماء
(إنّه قدْ نَزَل بنا من الأمر ما قد تَرَون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبَر مَعروفُها،ولم تبقَ منها إلّا صبابة كَصبابة الإناء، وخَسيس عَيشٍ كالمَرْعى الوَبيل، ألا تَرَون إلى الحقِّ لا يُعمَل به، وإلى الباطلِ لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمنُ في لقاء ربِّه مُحقّاً، فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة، والحياة مع الظالمين إلّا بَرَماً )
وكأن ثرى كربلاء ردد تلك النبوءةَ قائلاً
(كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ
فَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ
أَلا في سَبيلِ اللَهِ مَن عُطِّلَت لَهُ
فِجاجُ سَبيلِ اللَهِ وَانثَغَرَ الثَغرُ) .
يتبع.........
تعليق