مازلت في مدن الضلالة منبرا
ودما بارجاء الحقيقة كبرا
تستل منك يد الزمان ملاحما
شمسا واقمارا تمر على الورى
عباس جرحك مذ أفاق بكربلا
في كل داج مستريب اقمرا
كفاك مذ وثبا ترجل منهما
ملك تلا عشق الحسين وفسرا
عيناك مذ رستا تفجر منهما
نجمان في جدب البسيطة ازهرا
لك ياسليل الاشجغين شجاعة
جعلت من الطفل الرضيع غضنفرا
دمك المحلق كان يصهل فاضحا
من حز عنق المكرمات واقفرا
عباس نخلك مذ غرست بكربلا
طرا قناديل الهداية اتمرا
آيات قربتك النبيلة أينعت
خلدا وسهم المرجفين تصحرا
حتى جوادك فرط نبلك سيدي
قد عاد منعتق الصهيل محررا
عباس إنا أمة مختارة
شتلت على جدر الحشاشة حيدرا
وصدورنا رغم الطغاة مساجد
رشفت أباذر وعبت قنبرا
في باب نهرك ياكريم تزاحمت
كل الفصول وقد وردن الكوثرا
أمي التي قراتك في سفر الأسى
آيات دمع لاتباع وتشترى
كانت تضم إلى الرغيف دموعها
شوقا وتلعن من أباح وانكرا
في كل صبح تستعير لحزنها
قلبا بأطفال الحسين تسورا
أمي قناة للطفوف حزينة
نقلت على جنح المنية ماجرى
لي حزن شلال اطل فلم يجد
حضنا فضم فراغه وتكسرا
لم ادن من ماء القوافي ظاميا
لكن طمحت بجرعتين لاسكرا
الماء ترياق النفوس فمن ترى
للماء أفتى كي يحول خنجرا