اللهم تقبل منا هذا القربان دعاء دعت به عقيلة الطالبين بقلب سليم و إيمان كامل و تسليم لأمر الله و قضائه بعدما رمقت بعينيها المغرورقتين إلى السماء و رفعت جسد أخيها الحسين عليه السلام قليلا من على الارض و نادت (اللهم تقبل منا هذا القربان) هو دعاء العرفان بنعمة الله و فضله على اهل بيت النبوة
فالقربان هو كل ما يتقرب به إلى الله في دم او غيره للوصول الى الهدف الاسمى و تحقيق معنى العبودية لله سبحانه وتعالى و قد ذكر القربان في القران الكريم في قصة ابني ادم قابيل و هابيل قال تعالى: (و اتلوا عليهم نبأ ابني ادم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما و لم يتقبل من الاخر قال لاقتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين ) فالحسين عليه السلام هو اعظم القرابين و اجلها من الذين ذبحوا و سفكت دمائهم على عتبة الحرية و الكرامة و كانت الحوراء زينب موكلة من قبل اهل بيت النبوة بتقديم هذا القربان نيابة عنهم عن جدها و ابيها و امها و اخيها و كانت اهل لتلك الوكالة فهي من اكملت مسيرة الحسين في ثورته على بني أمية و حاربت ظلمهم و فسادهم بعده لاصلاح امة جدها فكان نحر الحسين هو نهر الحياة للامة الإسلامية بعد ان اماتها الظلم و الطغيان .
و قد ترك دمه الشريف الذي اريق يوم عاشوراء في ارض الطف اثراً عميقاً في الانسانية جمعاء على مر الدهور فهو ثار الله و الوتر الموتور وريث الانبياء و وارث كل من اريق دمه في سبيل الله وقد روي كل ذلك في زيارة وارث(يا وارث ادم صفوة الله و وارث اسماعيل ذبيح الله و ورارث موسى و عيسى و وراث كل الانبياء)
ان للقربان دلالات و قيم منذ ادم و ابراهيم و اسماعيل جسدها الحسين عليه السلام بأحسن صورها فكان جزاء هذا القربان ما اعطاه الله له من الرفعة و السمو و خصه بخصائص رحمته (يختص برحمته من يشاء) أي ان الائمة من ولده و الشفاء من تربته و استجابة الدعاء تحت قبته
اذن فالحسين هو وريد الحياة في جسد الامة الذي احيا بها ذكر الله و رسوله فدمه الشريف بنى صرح الحرية و الفداء على اساس الثورة ..
فهو مصباح الهدى و سفينة نجاة الامة انقذها من بحر ظلمات الظلم و الجور الى شاطئ الامان و نور الحرية و المبادئ و القيم السامية في التضحية
فواجب علينا ان نحيي مراسم عاشوراء و ننحر القرابين لهذه الذكرى الأليمة عرفانا من الإنسانية جمعاء بسيد الشهداء و لأمنا الزهراء و لسيد الأوصياء و خير الانبياء و لزينب الحوراء بطلة كربلاء لذلك الجميل
(فاللهم تقبل منا هذا القليل)
المصادر
زيارة وارث
سورة المائدة ايه ٢٧