بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
الإمام الحسين (عليه السلام) إنسانٌ سماوي،
متصل بالغيب اتصالاً وثيقا، فقد رسم له الغيب دورا رساليا،
وحدد له خطوات المسير فنفذها ـ بدقة ـ على الرغم من طابعها المأساوي.
يقول الشهرستاني : « تلوح من السيرة الحسينية المثلى انه مسبوق العلم بأنباء من جده وأبيه وأمه وأخيه وحاشيته وذويه بأنه مقتول بسيف البغي ـ خضع أو لم يخضع ، وبايع أو لم يبايع ـ فهلا يرسم العقل الناضج لمثل هذا الفتى المستميت خطة غير الخطة التي مشى عليها حسين الفضيلة ، قوامها الشرع وزمامها النبل » (نهضة الحسين / الشهرستاني : ١٨).
ومن أجل ذلك فقد رفض كل الدعوات والنصائح التي تدعوه إلى عدم الخروج من مكة، وتحذره من مغبة التوجه إلى العراق.
وهذا الفهم لايتنافى ـ بطبيعة الحال ـ مع الحسابات الواقعية التي كانت تحتم على الإمام (عليه السلام) بأن يأخذ زمام المبادرة، بعد أن استأثر الأمويون بالسلطة، وطمسوا معالم الدين، واتخذوا مال اللّه دولاً وعباده خِولاً.
اجل لقد تحرك الإمام (عليه السلام) على ضوء المعطيات العملية ، ومنها :
1- وصول يزيد الفاسق إلى سدة الحكم.
2- اكراهه الحسين (عليه السلام) على لزوم البيعة له.
ولكن كان هذا التحرك ـ مع ذلك ـ بمشيئة وارادة إلهية.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين