تويت
جميع الطالبات يحملن الشغف العالي لمعرفة الأمور الغير معروفة بالنسبة لأعمارهن، ودخول عوالم الانترنت وقراءة الكثير من أمور التشويش على المسائل الفكرية، ومماحكة البعض للمعلومات، فعَّل هذا الشغف الإيمان بحتمية المعرفة والبحث المثابر، لكن تبقى القضية صعبة، قضية المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف، قضية فلسفية كبيرة وأنا تعودت ألا أعتمد على الأسئلة فقط، وإنما أبحث لإضافة أشياء نافعة أغلب المحاور التي تدار اليوم في شبكات التواصل الاجتماعي هي ذات غرض سياسي، قلت لأسأل الطالبات عن الفارق بين معجزة النبي عيسى عليه السلام والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كادت الأجوبة تصل إلى المطلوب، لكن لزيادة التوضيح شرحت لهن الغاية من بعثة النبي عيسى عليه السلام، لم تكن رسالة خالدة أو خاتمة بل هي رسالة مؤقتة، نبوة مؤقتة لأن الغاية مؤقتة أعطي معجزة مؤقتة، يبرئ الأكمه والابرص ويحي الموتى بإذن الله، أما رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسالة خاتمة دائمة وخالدة، أعطي معجزة خالدة، أعطي القرآن الكريم، تعابير وجوه الطالبات معبرة حتى كدت أؤمن بان الطالبات معي بأرواحهن وقلوبهن وعقولهن، وهذا الأمر يشجعني أن أفكر بإضافة شيء علمي لهن، ما دام هناك استعداد للقبول، النبي عيسى والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أقاما العدالة حسب رسالتهما، لكن العدالة الظاهرية، رسالة المهدي عجل الله تعالى فرجه، حسب تشخيص جده النبي محمد (يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما) بمعنى أن مهمته هي إقامة العدالة الواقعية، وبمعنى أنه سيحقق مالم تحققه الرسل والأنبياء، الذي يفرحني بأن الطالبات في حراك ذهني يحمل الكثير من الأسئلة لكن الإنصات له لذته وبهجته ـ إذا كان المحتوى جديد على العقل، أحدى الطالبات تسأل:ـ إذا كان المنهل واحدًا لمهمة النبي والإمام، أين هو الجديد في المهمة وجميع الأنبياء عملهم إقامة العدل ونفي الظلم، أليست هذه الواقعية قلت لأصحح المعلومة لها، إقامة العدالة الواقعية لا تعني نفي الظلم، و ألا يكون هناك طغيانًا، المعنى الأتم للعدالة الواقعية هي أن الناس يتحولون إلى أناس عادلين، المناهج التربوية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام، متقنة تهتم بالإنسان العادل، لذلك هو يصنع الأمة أمة عادلة، هو يحولها كلها إلى أمة عادلة،
هذه هي العدالة الواقعية التي لم يقم بها نبي ولا رسول، يحتاج الأمر إلى موائمة نفسية بين حجم المعلومة وذهنية الطالبات ومستوى أعمارهن، على كل حال لا بد أن يوضع في البال، التأثير الكبير لموضع الإمام المهدي عج ومعجزة الغيبة، موضوع مهم من حيث قيمة استيعاب المعجزة الإلهية، لهذا سألتني أحدى الطالبات عن العمر، ما أهمية تواجده الزمني المعاصر، لو نلاحظ أن الأسئلة التي تعرض تحفل بالكثير من الفطنة والذكاء، أجبتها والتشخيص المهم للسيد منير الخباز بان هذه الواقعية تحتاج إلى شهادة واقعية على جميع ما فعلته الأمم، والحضارات، وما صنعت الدول، هذه تسهلها عملية التواجد الزماني، عمر الإمام الطويل عاصر مختلف المظالم، الدول، المجتمعات، لأني أدرك عمق الموضوع قلت لأضيف إليهن جرعة معرفية أكبر نقدر من خلالها أن تزيد الانبهارية للمحاورات، قلت هناك إضافة معلومة مهمة وهي أن الإمام عليه السلام لا يحتاج إلى المشاهدة العينية كي يعلم بمجريات الأحداث، فهو يعلم بأمر الله بكل الأمور، والأمة هي التي تحتاج إلى هذه المعالجة كونها لا تقنع إلا بالشهادة الغيبية يتفاعل مع الشهادة ويتفاعل معها، الله سبحانه وتعالى يريد من الإمام الحجة إقناع الأمة بعدالته، يختلف أمر الدرس عن مناوشات الانترنت وسطحية ما يطرح عن قضية المهدي المنتظر فهو عندهم غير منتظر، ويحملون المواضيع بعض الثغرات الموضوعة قسرا، وإلا نحن نبحث عن سطوع الفكرة عن جوهرها النقي وكل ما توصلنا إليه في الدرس يرتبط، بمفهوم حديث الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما أن تمسكتم بها لن تضلوا بعدي، وقد أنبأني اللطيف الخبير بإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ويقر معظم مؤرخي أهل العامة أن الحديث صحيح، رواه أكثر من خمس وثلاثين صحابيا، والقرآن معاصر للعترة ففي كل زمان قرآن وإمام.