يبدو ان مشاكسة القمر في غير محلها ، فهو الليلة في كمال أناقته يرتدي النورالذي يسطع على المكان ، فيعيق مهمتنا ، الاراضي التي ينيرها القمر لاتجعلنا نتحرك بامان ، همست بإذنه :ـ أول مرة اكره القمر ، لكن يجب ان لا نتركه عندهم الليلة ، :ـ يبدو اننا تأخرنا ،
:ـ لااعتقد فالليل باوله ، الأرض المفتوحة قد تعرقل حريتنا في الزحف ، وبدأت انفاسنا تسمع اثر التعب ، كل شيء في الجبهة لا يمكن ان يحزر ، حتى شكل الأرض تتغير ، المكانات تنسى نفسها وتتحول الى مكانات فاقدة الوعي ، كنا نتقدم غير مبالين بما يحدث ساعين الى النتيجة لابد ان نصل المكان ، ، الخشية ان ينقلوا جسد مؤيد من مكانه وتضيع علينا الفرصة ويذهب تعبنا الى عبث ، المشكلة اننا اتفقنا انا وجاسم دون أ ن نخبر احد بتقدمنا لإنقاذ الجسد من محنة الاسر ، ، تزداد دقات القلب كلما اقتربنا إلى المكان فهو تحت سيطرة المرتزقة لو فشلنا عن سحب جسد مؤيد سيمثل به ويقطعوا رأسه ، سمعنا هسيس حركة يبدو أنهم يبحثون عنه بين الجثث رأيت تجمعهم بهذا الشكل وبهذا العدد علينا مشاغلتهم ولكي تاتي امداداتهم الجديدة نكون نحن تجاوزنا منطقة الخطر ، قررت ان لا اعود دون مؤيد ، قال جاسم انت شجاع يا علي وسكت ،القضية ليس قضية شجاعة لو كنت انا هنا هل كان مؤيد يتركني وينام ؟ لا ابدا كان بالتأكيد يعمل نفس الذي عملت ، علينا ان نسكت ليس الوقت وقت كلام ، تقربنا الى الخطر ، الى المواجهة ، الى مواجهة الكمين ، الجرأة وحدها غير كافية بمثل هذه المواقف المطلوب قوة ارادة وذكاء لأن لامحل للسهو او الخطأ ، نور القمر يعرضنا الى الخطر كل شيء يتحرك صوب الانفجار لحظتها اغرورقت عيني بالدموع وشعرت بان جاسم يبكي :ـ ربما مؤيد ما زال على قيد الحياة ، قلت :ـ اعتقد انه استشهد توجهت اليه حزمة نار من اسلحة متنوعة ، بدأ الالم يزحف الى ركبتي ليس من صالحنا اطالة الوقت لابد ان ننهي كل شيء باسرع وقت ممكن ، المكان يبعد عنا خطوات، ذاك هو مؤيد خمنت عدد افراد الكمين قليليون نحن منتبهون والكمائن لاتنجح الا مع الغفلة ،، رايتهم واقفون كانهم يحرسون الاجساد او ينتظرون من يقدم منا لإنقاذ هم ، القمر ما زال يشاكسنا فجأة فتح جاسم النار باتجاه افراد الكمين واستلمت انا الجهة الثانية واستطعنا ابادتهم و استثمرنا غفلة الجراح واصوات تتجه نحونا حملنا جسد مؤيد وما هي الا خطوات واذا بكمين اخر يشاغلنا عن قرب واستطعنا القضاء عليه وعدنا لنرفع جسد مؤيد رأيت جسد جاسم ينزف دما ويشير إلي وشعرت انه فقد الحياة ، تفحصت جسدي واذا انا ايضا انزف وقدمي اصيبت باكثر من رصاصة رفعت الجسدين على ظهري وقدمي المصابة وعدت زاحفا بصمت كان المي لايطاق ، والمسافة ليست قليلة ، والعدو يحيطنا من كل مكان ، وان أحمل على جراحي جسدين ، وأوصلهما الى خط الامآن ،وبعدها فقدت الوعي تماما ، قرر الاطباء ان تبتر قدمي وما زلت احمل الالم ومعاناة البتر لكن هناك من اخبرني بالمفاجأة ، المفاجأة التي تستحق ان اقدم حياتي لها والتي لن انساها مادمت اتنفس هواء الله ، ابناء جاسم وابناء مؤيد في غرفتي يعانقوني وهم يحملون هداياهم قلوب بيضاء وباقات دعاء الله ما اجملها من مفاجأة