على شريعة الفرات وامواجه الرقراقة التي راحت تداعب كفيّ الجود وهمّت لتغويه ببرودة معينها
ليشرب منها غرفة!
وهمّ ليغترف بيده غرفة
وفجأة
رمى الماء على الماء وكأنه رأى برهان ربه الذي رآه يوسف الصديق عندما همّ بالفرار عندما همّت زليخا بأغوائه.
عطش قلب العباس عليه السلام لارواء امام زمانه واهل بيته سواء الارواء المادي او المعنوي كان اكبر بكثير من عطش جوارحه رغم انه لم يذق الماء منذ ثلاثة ايام في صحراء كربلاء اللاهبة اضافة الى قتاله جيش ابن سعد ليكشفهم عن المشرعة الا انه لم يشرب ويرتوي وامام زمانه عطشانا فقال ارجوزته الخالدة
يا نَفْسُ من بعدِ الحسينِ هُوني
وبعدَهُ لاَ كُنْتِ أنْ تَكوني
هذا حسينٌ واردُ المَنونِ
وتَشْربينَ بارِدَ المَعينِ
تاللهِ ما هذا فِعالُ دِيني
ولا فِعَالُ صَادِقِ اليقينِ
نعم فعطش القلوب هو سيد الموقف
يال عطش قلبك مولاي لنصرة امام زمانك ومواساته في احلك الظروف.
وفي مشهد عاشورائي اخر لعطش قلب ابي الفضل سلام الله عليه ليعتنقه امام زمانه قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة
رفض بأبي هو وامي رغم توقه لاحضان امام زمانه فالان هو في حجر امام زمانه وبعد ساعة من يضع امام الزمان في حجره في لحظاته الاخيرة
فاكتفى بكلمة اخي عوضا عن سيدي
اخي تلك الكلمة التي لم يجرؤ على قولها منذ ولد ولكن ها هو القدر قد لملم ارواقه الاخيرة فكان لا بد من قولها.
تأملت قليلا في هذين المشهدين
وسألت نفسي :
هل لقلبي عطش معنوي كعطش قلب العباس لنصرة امام زمانه ومواساته وآثره على نفسي وعائلتي واقدمها اولا ؟
وهل لارواء امام زماني المعنوي من سبيل وانا غارقة في بحور اثامي وانشغالي عنه روحي له الفدا؟
وهل سأوفق لسقاية دين الله ام سأُسلب ذلك التوفيق؟
&&&