.
الحمد الله الذي جعلني مع مولاي الحسين عليه السلام في طريق النصر (أنا المَيْمون) من نسل خيل رسول عليه أفضل الصلاة والسلام، كُنت أعلم إني أحمل على ظهري سيد السادة وقائد القادة خامس اصحاب الكساء، وبن سيدة النساء
أنا من اجود الخيول وافضلها، عندما امشي اتفاخر بين الخيل فمن مثلي وأنا احمل على ضهري أبن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
ذلك الإمام الرؤف، فهو للحُلمِ سيدٌ وفي الحرب قائدٌ ضرغام، إمام وبن الإمام، خرجت به من مدينة جده إلى أرض كربلاء، نعم كان يمتطيني ملك الملوك، ويعاملني كأب حنون، يرويني الماء قبل أن يشرب هو،
سرنا وسارت المنايا معنا كما قال سيدي الحسين الأبنه علي الأكبر عليهما السلام، حتى وصلنا أرض يُقالُ لها الطفوف أو الغاضرية، وقال عنها مولاي الحسين كربلاء، نعم قال كربلاء انتي كرب وبلاء،
نُصِبَت خيام آل الرسول وإنتظرنا أنا والمطهم جواد) قمر بني هاشم سيدي العباس عليه السلام) اليوم الموعود يوم الظفر، يوم نَصرُ الحقِ على الباطل، يوم الجهاد بين يدي أولاد علي وفاطمة عليهم السلام،
خرج المطهم بأكثر من جولة مع سيدي العباس عليه السلام لجلب الماء وأنا انتظر دوري بلهفة وشوق، حتى إسُتشهِدَ جميع الأبطال من آل هاشم وكذلك الأصحاب عليهم السلام ،
لم يبقى سوا طفل رضيع يشتكي العطش فخرج مولاي الحسين عليه السلام يطلب الماء لطفلهِ الرضيع وبدل أن يعطوه الماء سقوه من دم نحرهِ بسهم ذو ثلاث شعب فطر قلب ولاده،
عاد الإمام الحسين عليه السلام إلى الخيام واعطى سيدتي زينب عليها السلام طفلهُ الرضيع وهو مذبوح وقد ارتوى بدم النحر ، ونادى بصوت حزين من يُعطني جوادي وأنا الحسين أبن علي الكرار؟
من يعطني جوادي وأنا أبن رسول الله؟ فتقدمت العقيلة زينب وامسكت بزمامي واخذتني إلى حيث الإمام الحسين عليه السلام وهي تقول: من مثلي تُقدمُ جواد المنية الأخيها؟
هُنا أدركت أنهُ اليوم الموعود، اليوم الذي سأكون بهِ مع مولاي الحسين عليه السلام لنصرة دين الإسلام ، امتطاني إمامي الحسين عليه السلام ودخلنا المعركة سوياً صال وجال بين الأعداء حتى قَتَلّ منهم مقتلة عظيمة ،لكنّ بينما هو كذلك وإذا باللعين يضربهُ بحجر، وآخر بسهم مثلث، وهجم عليه الأعداء من كل مكان،
سقط الإمام من على ضهري وتكالبت عليه السيوف من كل حدب وصوب، فصار سيدي الحسين ينظر لي كانه يقول لي أرجع للخيام ياميمون واخبر زينب بما جرى وقل لها أن تستعد لما هو أكبر من قتلي،
هجت وارتعدت وصرت أُدافع عن مولاي الحسين بما آتاني الله من قوة لكن دون جدوى، فهم كثر وسيدي الحسين جريح، وأنا جواد بلا فارس،
إجتمعت عليّ القوم، ففررت منهم وركضت نحو الخيام وصهلت بأعلى صوتي الضليمة الضليمة من أمة قتلت بن بنت نبيها ،
وأنا أنظر بحسرة لمولاتي زينب وهي تصرخ بصوت الصمت والصبر والإسترجاع لله وتقول: أصبر ياميمون واحتسب ماجرى لأخي الحسين فأنه بعين الله،
فويلٌ لقوم لم ينصرونا وويلٌ لمن قاتلونا وما راعوا فينا قرابتنا من رسول الله،
وصارت تُردد إنا لله وإنا إليه راجعون، هنا أدركت الموقف وصرت اصهل بالظليمة وأركض في صحاري كربلاء،
ولن ارجع حتى أكون مع من يأخذ الثأر، مع سيداً من أولاد الحسين عليه السلام،