إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل ألقى الإمام الحسين نفسه في التهلكة لقلة ناصريه؟؟؟ جواب جديد.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل ألقى الإمام الحسين نفسه في التهلكة لقلة ناصريه؟؟؟ جواب جديد.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين. اللهم صل على محمد وآل محمد.
    أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى إستشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) في يوم عاشوراء.
    هناك شبهة وان كانت قديمة في طرحها وهذا نصها : كيف يخرج الحسين للقتال إلا يعد ذلك من إلقاءٌ النفس في التهلكة؟ باعتبار أنّ هذا الخروج كان بعددٍ قليلٍ من الأفراد أمام جيوش بني أمّية الذين يبلغون عشرات الآلاف ؟؟
    إلا أن الجواب عنها جديد نابع من الآيات القرآنية الشريفة ومستفاد من أحاديث أهل البيت(عليهم السلام)وأقوال العماء الأعلام، وهذا نص جوابها والرد عليها:
    قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَىَّ وَلَا تُنظِرُونِ). سورة يونس، الآية71.
    من خلال هذه الآية الكريمة يتبين أن نبي الله نوح(عليه السلام)قد وقف موقف الضد من قومه الذين يعبدون الأصنام ورغم دعوته لعبادة الله الواحد الأحد لم يؤمن معه إلا القليل، علماً أن العدد الذي آمن مع نوح(عليه السلام)كان أقل بكثير من العدد الذي كان مع جيش الإمام الحسين(عليه السلام)فروي عن الامام الباقر(عليه السلام)أنه قال في قوله تعالى:{وما آمن معه إلا قليل}: كانوا ثمانية). الريشهري العلامة الشيخ محمد، ميزان الحكمة، الريشهري، ج4، ص3040. نقلاً عن كتاب بحار الأنوار.
    وقال آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي بخصوص الآية المتقدمة في صدر الجواب: (إن نوحاً رسول الله الكبير صمد مقابل أعداءه الأقوياء المعاندين وواجههم بقاطعية وحزم وفي منتهى الشجاعة والشهامة مع أصحابه القليلين الذين كانوا معه، وكان يستهزئ بقواهم ويريهم عدم اهتمامه بخططهم وأفكارهم وأصنامهم، وبهذه الطريقة كان يوجه ضربة نفسية عنيفة إلى أفكارهم.
    وإذا علمنا أن هذه الآيات نزلت في مكة في الوقت الذي كان يعيش فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ظروفا تشبه ظروف نوح، وكان المؤمنون قلة، سيتضح أن القرآن يريد أن يعطي للنبي - أيضا - نفس هذا الدرس بأن لا يهتم بقدرة العدو، بل يسير ويتقدم بكل حزم وجرأة وشجاعة، لأن الله يسنده وينصره، ولا تستطيع أية قوة أن تقف في مقابل قدرته). الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج6، ص409.
    ومما تقدم يعلم بأن القلة لأهل الحق غير مانعة للاعتراض أو للقتال على الكثرة من أهل الباطل، ولو كانت القلة مانعة وموجبة للوقوع في التهلكة- كما صوت الشبهة ذلك- للزم من هذا القول الإعتراض على نبي الله نوح (عليه السلام) وإتهامه بالوقوع في التهلكة أمام أهل الباطل الذين لا يحصى عددهم وكثرتهم إلا الله سبحانه وتعالى.
    ومن الجدير بالذكر ان الإمام الحسين(عليه السلام)قد قرأ على بني أمية (لعنهم الله) نفس الآية الكريمة التي قرأها نبي الله نوح (عليه السلام) على قومه، وكأن الإمام الحسين(عليه السلام)يريد أن يخبرهم بأن النصر حليف للمؤمنين، ولا يقصد الإمام الحسين(عليه السلام) بالنصر النصر في زمان المعركة بل النصر الذي سيأتي بعد سنوات من إستشهاده(روحي له الفدا) تشبيهاً بالنصر المتأخر الذي جاء لنوح(عليه السلام) بعد ثمانين سنة من مقاطعة قومه وبناء سفينته، وأن مصير قومه الهلاك في الدنيا والآخرة، كما هلك قوم نوح(عليه السلام) بالطوفان والغرق، ولعل هناك وجوه أخرى لإستشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) بالآية ولكنها خفيت علينا.
    ونقل الشيخ المفيد(رحمه الله) الكلمة التي قرأها الإمام الحسين(عليه السلام) على بني أمية لإلقاء الحجة عليهم، وهذا نص الحدث: (ثم دعا الحسين براحلته فركبها ونادى بأعلى صوته: " يا أهل العراق " - وجلهم يسمعون - فقال: " أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم علي وحتى أعذر إليكم، فإن أعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد، وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فأجمعوا رأيكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين!.
    ثم حمد الله وأثنى عليه وذكر الله بما هو أهله، وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وعلى ملائكة الله وأنبيائه، فلم يسمع متكلم قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه، ثم قال: " أما بعد: فانسبوني فانظروا من أنا، ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم، وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين المصدق لرسول الله بما جاء به من عند ربه، أوليس حمزة سيد الشهداء عمي، أوليس جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمي، أو لم يبلغكم ما قال رسول الله لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟! ...). الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص97.

    التعديل الأخير تم بواسطة المرتجى; الساعة 27-07-2023, 02:48 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X