"يا ابن عباس، تشير على سيّدنا بأن يخلفنا ها هنا، ويمضي وحده لا والله بل نحيا معه، أو نموت وهل أبقى الزمان لنا غيره لا نفارقه أبداً حتى يقضي الله ما هو كائن".(1)
كلمات أجابت بها عقيلة الطالبيين ابن عباس حينما طلب من الإمام الحسين عليه السلام أن لا يصحب النساء معه خوفاً عليهن، فكان ردها واضحاً
وصلباً، واختارت الوقوف بجنب أخيها وقدمت أولادها للجهاد معه ولم يصدر منها أي تذمر أو ندم على هذا الموقف بل أكملت مسيرته المقدسة في
الجهاد واستخدمت الجانب الإعلامي عن طريق خطبها الرنانة التي ما تزال تصدح في صفحات التاريخ بفضح الظالمين على الرغم من آلامها
وأحزانها بفقد صفوة آل هاشم، فهي لم تكتفِ بتقديمهم قرابين لله عز وجل بل أكملت دورها في إنجاح الثورة حتى بعد استشهادهم وتسييرهم من
بلد إلى بلد ورؤوس أحبائها تحوطها أينما أدارت رأسها والأطفال اليتامى الذين استشهدوا في الطريق من قلة الراحة ومن هول المصيبة كالسيّدة
رقية والسيّدة خولة عليهما السلام.
فمن تتحمل ما قاسته تلك السيّدة؟ فلم يبقَ ألم إلا وقد عانت منه ولم يبقَ حزن إلا وطرق بابها ولم تبقَ مصيبة إلا وقد تحملتها، فمن مثل ابنة
السيّدة الزهراء عليها السلام ؟
من مثلها؟
...........................
(1)نساء الطفوف: ص65.
تم نشره في المجلة العدد88
تعليق