يظلّ الزمانُ حقيقةً موهومةً, لولا!!..
لولا بعضُ الأعمالِ الخالدةِ التي تؤرِّخُهُ..
لتكونَ هذه الأعمالُ كبيرةً على زمنٍ نعيشُ فيه, ويُمثّل لنا حقيقةً..
لتكونَ جراحاتُ الحسينِ في الفؤادِ هي الأعظمُ..
جراحٌ تسألُ الأينَ؟ وبأيِّ لغةٍ تتكلّم؟..
جراحٌ فاقت الكيفَ, وأتعبتْ الكَم..
وسَرحَ الفكرُ متسائلاً، هل بقيتْ جانحة لَم تتألمْ..
ليجيبَ الفكرُ في كتبِ التأريخِ عن أمرٍ فاقَ الكيفَ والكَم..
مكمّلاً إجابتَه في زيارةِ عاشوراءَ، لتخبرَنَا عن الكيفِ, والجامعةُ بها الكَم..
وتكسّرتْ جوانحُ أسمعتْ مَن صُمّ, وأنطقتْ مَن أُبكم..
فغدا كلُّ جرحٍ منها في الدّنيا مُعجما..
معجمٌ للجراحاتِ كلّما تغيّظَ السوادُ وبالغ في إظهارِ طبيعتِهِ أضافَ كوكبةً لمَن كَتبَ بجوانحِهِ المُعجما..
فضمّتْ كربلاءُ قطعةَ الرسولِ وبَضعةَ حيدرةَ والبتولِ إلى صدرِهَا المشتاقِ المُتألّمِ..
فكان بلسماً داوى به ما قد عجَزَ عن مداواتِهِ ابنُ مَريمَ..
فجراحاتُكِ نزفتْ كجراحاتِ ابنِ مريمَ..
نادية الشمري
تم نشره في المجلة العدد 88