فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون..
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وآل محمد.
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام).
إنّ الحديث حول البكاء على الإمام الحسين(عليه السلام) طويل ومتشعبٌ، لكنّي ارتأيتُ تناوله في هذا المقال بكلّ إيجاز واختصار ومن زاويتين وحسب، مكتفياً بما قلّ ودلّ:
الأولى- ما تثبت له من الخصائص والمميّزات.
الثانية- ما تترتّب عليه من الآثار والبركات.
أمّا الخصائص فأهّمها أربعة:
1ـ عدم بطلان الصلاة به.. إذ لا يخفى على المؤمنين أنّ تعمد البكاء أثناء الصلاة؛ من المبطلات!، غير أنّ عدداً من الفقهاء العظام قد استثنوا من هذا الحكم: (البكاء على مصيبة سيد الشهداء بقصد القربة) بل توسّع بعضهم فيه ليشمل البكاء على مصائب أهل البيت عموماً، على ما جاء في رسائلهم العمليّة(انظر- المنهاج ج1ص236).
2ـ الاستثناء من الجزع المكروه. والروايات في هذا المعنى كثيرة، منها ما صحّ عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين.
3ـ أنّه من علائم الإيمان. ويحفظ المؤمنون قول الإمام الحسين بن علي(صلوات الله عليه): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى. وفي كامل الزيارات بابٌ كاملٌ في هذا، وهو الباب السادس والثلاثون: في أنّ الحسين... لا يذكره مؤمن إلا بكى!.
4-إنّ البكاء عليه كونيٌّ، والأخبار في هذا مستفيضة عند المسلمين جميعاً، من بكاء السماء والأرض والملائكة والجن والحجر وانكسفت الشمس، وبدتْ الكواكب نصف النهار حتى ظُنّ أنّها القيامة(انظر-مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج9، ص196)..ولقد بكتْ له جميع الخلائق، وما يرى ومالا يرى (الكافي، ج4، ص576).
وأمّا الآثار المترتّبة فدونك أربعة منها أيضاً:
1ـ أنّ العين التي بكته لا تبكي يوم القيامة، ففي حديث طويل عن أمير المؤمنين جاء فيه : " كلّ عين يوم القيامة باكية..ساهرة، إلّا عين من اختّصه الله بكرامته وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمّد عليهم السلام "(الخصال، ج2، ص610).
2ـ حضور الأئمة عند احتضار الباكي ، وقد جاء هذا في حديث الإمام الصادق مع مِسْمَع بن عبدالملك البصريّ: رحِمَ الله دَمعتَك..أما إنّك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيّتهم ملكَ الموت بك ، وما يلقّونك به مِن البشارة أفضل ، ولملك الموت أرقّ عليك وأشدُّ رَحمةً لك من الاُمّ الشّفيقة على ولدها..(كامل الزيارات، ص204).
3ـ أنّه يوجب نظرة علي والحسين، (عليهما السلام)، فقد روى ابن قولويه بسنده عن الإمام الصادق(عليه السلام): إنّ الحسين لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له و يسأل أباه الاستغفار له ..(المصدر السابق، ص103)، كما أنّ فيه مواساة للزهراء على ما في حديث الإمام الصادق مع أبي بصير: يا أبا بصير ان فاطمة (عليهما السلام)تبكيه وتشهق..أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة(المصدر نفسه، ص171).
4- النجاة من النار، واستحقاق الجنّة، وغفران الذنوب..على ما نطقت به الآثار، و استفاضت به الأخبار، والملفت في هذه الأخبار لغة التوسّع والتعميم الواضحة موضوعاً وأثراً:
فأمّا التوسّع من جهة الموضوع(البكاء) فإنّ مفهومه-حسب الأخبار عامٌ وشامل حتى لمثل التباكي..! كما أنّه يشمل أيضاً الأفراد الضعيفة مثل: من دمعت عيناه، أو خرج منها قطرة من الدمع، أو بمقدار جناح ذبابة..!
وأمّا التوسع في جهة الأثر ففي حديث الإمام الرضا(عليه السلام) مع الريّان: إن بكيتَ على الحسين غفر الله لك كلّ ذنب أذنبتَه: صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً..(أمالي الصدوق، ص192).
فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون؛ فإنّ البكاءَ عليه يحطُّ الذنوب العظام.!
. منقول للفائدة من كاتب المقالة السيد الأستاذ علي العزام الحسيني .
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وآل محمد.
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام).
إنّ الحديث حول البكاء على الإمام الحسين(عليه السلام) طويل ومتشعبٌ، لكنّي ارتأيتُ تناوله في هذا المقال بكلّ إيجاز واختصار ومن زاويتين وحسب، مكتفياً بما قلّ ودلّ:
الأولى- ما تثبت له من الخصائص والمميّزات.
الثانية- ما تترتّب عليه من الآثار والبركات.
أمّا الخصائص فأهّمها أربعة:
1ـ عدم بطلان الصلاة به.. إذ لا يخفى على المؤمنين أنّ تعمد البكاء أثناء الصلاة؛ من المبطلات!، غير أنّ عدداً من الفقهاء العظام قد استثنوا من هذا الحكم: (البكاء على مصيبة سيد الشهداء بقصد القربة) بل توسّع بعضهم فيه ليشمل البكاء على مصائب أهل البيت عموماً، على ما جاء في رسائلهم العمليّة(انظر- المنهاج ج1ص236).
2ـ الاستثناء من الجزع المكروه. والروايات في هذا المعنى كثيرة، منها ما صحّ عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين.
3ـ أنّه من علائم الإيمان. ويحفظ المؤمنون قول الإمام الحسين بن علي(صلوات الله عليه): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى. وفي كامل الزيارات بابٌ كاملٌ في هذا، وهو الباب السادس والثلاثون: في أنّ الحسين... لا يذكره مؤمن إلا بكى!.
4-إنّ البكاء عليه كونيٌّ، والأخبار في هذا مستفيضة عند المسلمين جميعاً، من بكاء السماء والأرض والملائكة والجن والحجر وانكسفت الشمس، وبدتْ الكواكب نصف النهار حتى ظُنّ أنّها القيامة(انظر-مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج9، ص196)..ولقد بكتْ له جميع الخلائق، وما يرى ومالا يرى (الكافي، ج4، ص576).
وأمّا الآثار المترتّبة فدونك أربعة منها أيضاً:
1ـ أنّ العين التي بكته لا تبكي يوم القيامة، ففي حديث طويل عن أمير المؤمنين جاء فيه : " كلّ عين يوم القيامة باكية..ساهرة، إلّا عين من اختّصه الله بكرامته وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمّد عليهم السلام "(الخصال، ج2، ص610).
2ـ حضور الأئمة عند احتضار الباكي ، وقد جاء هذا في حديث الإمام الصادق مع مِسْمَع بن عبدالملك البصريّ: رحِمَ الله دَمعتَك..أما إنّك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيّتهم ملكَ الموت بك ، وما يلقّونك به مِن البشارة أفضل ، ولملك الموت أرقّ عليك وأشدُّ رَحمةً لك من الاُمّ الشّفيقة على ولدها..(كامل الزيارات، ص204).
3ـ أنّه يوجب نظرة علي والحسين، (عليهما السلام)، فقد روى ابن قولويه بسنده عن الإمام الصادق(عليه السلام): إنّ الحسين لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له و يسأل أباه الاستغفار له ..(المصدر السابق، ص103)، كما أنّ فيه مواساة للزهراء على ما في حديث الإمام الصادق مع أبي بصير: يا أبا بصير ان فاطمة (عليهما السلام)تبكيه وتشهق..أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة(المصدر نفسه، ص171).
4- النجاة من النار، واستحقاق الجنّة، وغفران الذنوب..على ما نطقت به الآثار، و استفاضت به الأخبار، والملفت في هذه الأخبار لغة التوسّع والتعميم الواضحة موضوعاً وأثراً:
فأمّا التوسّع من جهة الموضوع(البكاء) فإنّ مفهومه-حسب الأخبار عامٌ وشامل حتى لمثل التباكي..! كما أنّه يشمل أيضاً الأفراد الضعيفة مثل: من دمعت عيناه، أو خرج منها قطرة من الدمع، أو بمقدار جناح ذبابة..!
وأمّا التوسع في جهة الأثر ففي حديث الإمام الرضا(عليه السلام) مع الريّان: إن بكيتَ على الحسين غفر الله لك كلّ ذنب أذنبتَه: صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً..(أمالي الصدوق، ص192).
فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون؛ فإنّ البكاءَ عليه يحطُّ الذنوب العظام.!
. منقول للفائدة من كاتب المقالة السيد الأستاذ علي العزام الحسيني .