بقع ضوء تنتشر على المسرح / وفي كل بقعة ضوء امرأة / بحركات متنوعة.
بقعة ضوء ترفع اليد بالدعاء / وبقعة ضوء تصلي / وبقعة ثالثة تقرأ في مصحف / تظهر الصحفية تتجول بين بقع الضوء مستغربة لهذا الحضور الزينبي.
الصحفية: ـ (تسأل نفسها) من منهن زينب عليها السلام؟
بقع الضوء: ـ (مجموعة) أنا
ومن جانب من جوانب المسرح شيخ كبير السن، يقف خارج بقع الضوء ليدلي بشهادتِه
الشيخ: ـ هي زينب بأمر رب العالمين / هكذا شاء الله أن يسميها زينب
الصحفية: ـ (تخاطب البقع الضوئية) من منكن زينب. أنا أبحث عن زينب عليها السلام
بقعة ضوء 1: ـ أنا زينب كل الأزمان
بقعة ضوء 2: ـ في كل جيلٍ ستريني صابرة الجراح
بقعة ضوء 3: ـ وصلاتي بذرة الدين والحياة
بقعة ضوء 3: ـ وصمت صبري عاصفة
بقعة ضوء 1: ـ سأطلع في كل حسين، أتحدى بصبري كل الطغاة، أجز الخوف عن قواميس الناهضين.
الصحفية تدور بين بقع الضوء وهي تنادي زينب / أنا أبحث عن زينب / لأعرف كيف استقبلت خبر الرحيل؟
بقعة ضوء 1: ـ بيقظة المنتظرين للفرج العظيم
بقعة ضوء تلتقي مضيف، ـ يا ابن العم / الحسين قد عزم المسير،
عبد الله بن جعفر: ـ إلى أين؟
بقعة ضوء 2: ـ إلى العراق، وأنت تعلم سطوة المعزة التي لا تطيق الصبر دونه.
الصحفية: ـ من تتبع إماما معصوما لا تحتاج لاستئذان زوج
بقعة ضوء 3: ـ إنها تربية إمام معصوم، يسطع من جبينها الرشد
بقعة ضوء 2: ـ يصحو قلبها النابض بالود، عند ذكر الحسين، يصير الكون كله محراب صلاة.
بقعة ضوء 1: ـ (مع عبد الله بن جعفر) تعلم سطوة المعزة التي لا تطيق الصبر دونه ولا يحق لي المسير إلا باستئذان.
بقعة ضوء 1: ـ امتثال مطيع.. وثق ستكون حينها لا حياة
بقعة ضوء 3: ـ لا شيء يسكت هذا الأنين من بعده سوى الموت
الشيخ: ـ من ضمن الشرط الوارد في العقد
صوت: ـ لا تمنع مشوار الرحيل / اذا جاءتك وفي نواحيها شجو كربلاء
بقعة ضوء 3: ـ أعدَّها رب العرش لنصرة الحسين عليه السلام
عبد الله بن جعفر: ـ (يطلع من مضيفه يقف أمام إحدى بقع الضوء)
- أنا لا أجهل ما ترومين إليه
(مع أولاده) قم يا عون ويا محمد مع أمكما للمسير إلى نصرة سيدي الحسين
بقعة ضوء 2: ـ وقال ما تحيا على نبضاته القلوب
عبد الله بن جعفر: ـ (مع ولديه) أوصيكما بالجهاد دون سيد هذا البيت
بقعة ضوء 3: ـ كان يدري سيلد من رحم الصبر / زينب بكل ما تملك من وقار المبجلين
الصحفية: ـ مازلت اسأل من منكن زينب
بقع الضوء جميعها: ـ أنا
بقعة ضوء 2: ـ منذ المشوار الأول / لملتقى المسير
بقعة ضوء 3: ـ عاشرت المصائب لوعة لوعة، وهي ابنة قائد الصبر في العالمين
الصحفية: ـ جميل أن تعرض على سفوح الحزن / آهة أهة كي نلم جراح الواقعة في بوتقة الضمير
بقعة ضوء 1: ـ هي نبوءة جدي الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم وما يحدث هو الدليل بأن حدقات الإمامة ظل نبي
بقع الضوء: ـ حدقات الإمامة ظل نبي
بقعة ضوء 1: ـ زيت قنديل لا يقدر أن ينير ما تنيره التضحيات
بقعة ضوء 2: ـ منذ قرون وهي تحمل وجع المصاب في دفاتر مصحف يحمل في حقيبته الضوء.. البصير
بقعة ضوء3: ـ تتشابه ملامح الجرح في كل جيل.
بقعة ضوء 1: ـ مخيفة هي الحياة دون صحوك يا حسين
الصحفية: ـ في بهاءات التعليل جاء تأويل بقامة الشروق
صوت: ـ هل تعرفوني
بقعة ضوء 2: ـ من لا يعرف أعماق الإيمان / وهج العلو السارح في كل فجر يتأهب للصلاة
بقعة ضوء 3: ـ ابن الضلع المكسور من أجل بصمة الرفض
الشيخ: ـ وهو يسير بين بقع الضوء.. بين الوجد والوجد / جرح غليظ في قلب الجنة عمَّ
الصحفية: ـ كان الدليل إليه
الشيخ: ـ عاطلة هي اليقظة يا ابن علي، وأنهم يعلمون أن الرواء في آخرة الله يصلي بين يدي أبيك، ومع هذا لا يفارقون ضماك إلا قتيلا
(تتحرك البقع الضوئية / تتداخل وتنتثر حتى لم يعد بالإمكان التميز بين بقعة وبقعة)
صوت 1: ـ الحسين يقظة الفجر
صوت 2: ـ يحمل الظمأ المنسوج / ليغزل الندى تواريخا مترعة بالوفاء.
صوت 3: ـ لا تمزقوا ستر النور إذا عانق الظهيرة مورد الرحيل
الشيخ: ـ هي الدنيا عناوين رحيل / رحل الأطهر / والأصفى / والأنبل / وسيرحل بعده الأطهر / والأصفى / والأنبل / هي دورة حياة تواكب إشراقة النضوج.
الصحفية: ـ هو نفس الفارق ما بين الموت والحياة
صوت الحسين: ـ يا أبا الفضل أصرفهم عنا الليلة لنصلي ونتلو كتاب الله الأعظم
عمر بن سعد: ـ (يطلع بشكل مباغت يدور بين بقع الضوء يتوعدهم) لا لن أمنحَهم أكثر من هذا الصمت /
شبث بن ربعي: ـ لم هذا الأمر؟
عمر بن سعد: ـ لنشعلَ قلبَ هذا الليلُ نارا
شبث بن ربعي: ـ هل تحب العتمات يا ابن سعد؟
عمر بن سعد: ـ أنا لست أنت يا ابن ربعي، إني أرى الفارق بين ليلهم وليل عسكرنا
ليلهم المؤمن سيعبدون الله فيه، يرتلون كتاب الله، ويدعون طوال الليل، يدعون بهلاكِنا
شبث بن ربعي: ـ إذا كنت تخشى الدعاء فما ينب
الشيخ: ـ ابحثي عنها فيك، وكل ليبحث عنها فيه
فهي كانت فيكم بصرختها العظيمة
بقع الضوء: ـ (جوقة) كد كيدك / واسع سعيك فو الله لا تمحو ذكرنا
الشيخ: - يا حسين...
يستدرج الجمهور، (يا حسين يا حسين يا حسين).