كان يوم لم ولن يأتي في عالم الدنيا مثله ابداً، كانت البهجة تعم أهل السماوات قبل أهل الارض، فكل المخلوقات قد ادركت عظم ما سيحدث، حتى الشمس كانت ساطعة جدا، ساطعة لدرجة أن حرارتها كانت مميزة تُنبأ عن شدة بهجتها، إلا وجوه الكثير من البشر لم يُرى في محياها الاستبشار والفرح مع أنهم المخصوصين بهذه البشارة، فهي اتت لتحقيق سعادتهم الدنيوية والاخروية، لتحقق العدالة والسلام فيما بينهم، كان عيد اعلان المنهج الاقوم لمن أراد أن يحفظ دينه ويبلغ كماله ويسير على صراط ربه الاقوم، لكن قلوب بعضهم كانت كالحجارة بل أشد قسوة! كانت منكرة وجاحدة بما أنزل من وحي الرب المتعال على نبيها المصطفى (صلى الله عليه واله)، بل ومن الحجارة ما كانت مسرورة وخاضعة لأمر خالقها، وقد خضعت لولاية المرتضى(عليه السلام).
ومع أنهم من أهل الاسلام؛ فلتوا قد عادوا من اداء فريضة حج بيت الله الحرام، فهم قالوا: بخ بخ لك يا علي، لكن على مضض، فقلوبهم لم تكن سليمة، فأنعكس على منطقهم وسلوكهم، بواطنهم لم تكن خاضعة لأمر مولاها إلا من رحم ربي من القلة الذين ثبتوا وأسلموا وأطاعوا، فهم ممن قد بلغوا البشارة؛ إذ كانت للإسلام صدورهم منشرحة، وبحقيقة الايمان قلوبهم مترسخة، ولإتباع الحق المتمثل بالإمام المنصب من قبل الله تعالى أرواحهم متلهفة ومنقادة.
أعجبني
تعليق