غمام الثائرين /آمنة المياح

[حميدة العسكري]

(غمام الثائرين) آمنة المياح

تعانقُ ضوءَ الفجرِ فيكَ شقائقُ
لأنّكَ يَنبُوعٌ من الله دافقُ

على مجدِ ذكراكَ الأثيلِ تعلّقتْ
شموسٌ تناجي الصبحَ فيها حقائقُ

بجدبِ قلوبٍ تكتبُ الماءَ نجمةً
على قفرِ صحراءٍ فتصحو بوارقُ

لتهمي غمامَ الثائرين مرابعاً
تطوفُ بأنداءٍ عليها حدائقُ

وترسمُ لونَ الشمسِ أحجيّة المدى
بدربِ أبي الأحرارِ يخلدُ عاشقُ

حكايا دماءٍ مازجتها مروءةً
بها صورة المعنى يضجُّ تسامقُ

تنادي جراح الآلِ مرأى بصيرةٍ
لذا ساكبات الدمعِ فيها مَهَارقُ

نماءٌ على أمواهِ أنهارِها الضنى
فيأتي فراتاً كي تفزَّ زنابقُ

فتنتثرُ الأقمارُ طفَّ بطولةٍ
مطافٌ على أفلاكِهِ سارَ خافقُ

بعينٍ يحاكي السهم مغزى كرامةٍ
بكفِّ الفدا يغفو وتعلو بيارق ُ

وكيفَ لعاشوراءَ أنْ تسكبَ الندى
وهذا حسينٌ ظامئٌ ومفارقُ

ويطوي الرحيلُ الموتَ قسراً ولوعةً
عويلُ عيالٍ إذْ تشبُّ حرائقُ

ليعلنَ نسرينُ الحياةِ مواسماً
تباهتْ بها الجنّاتُ والعشقُ عابقُ