عرف السيد محمود المقدس الغريفي القربان بانه كل ما يتقرب به إلى الله ، والقرابين من أوائل العبادات وجدت على الأرض وهي من شعائر الله ، القرآن الكريم يقص قصة ولدّي آدم ، كل منهما قرب قربانا فتقبل من احدهما ولم يقبل من الآخر ، ويرى سماحة الشيخ جعفر آل ربح إن قبول قربان هابيل سبب حسدا كثيرا في قلب قابيل فقتل أخاه ، وأشار السيد الطباطبائي قدس سره إلى أن اليهود يتقربون بالذبائح وباكورة الثمار والنصارى يتقربون بالخبز والخمرة ويزعمون بأنه يتحول إلى لحم المسيح ، ومن أحد القرابين الى الله تعالى قربان خليل الله إبراهيم عليه السلام ، ولده إسماعيل عليه السلام وقربان عبد المطلب بن هاشم ولده عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن السماء فدتهما كلا على طريقته وجعل قربانهما فريضة ثابتة ، يفتخر رسول الله حين قال انا ابن الذبيحين ، وفي كربلاء نظرت زينب عليها السلام الى هذا الجهاد غير متكافىء ، وليس هناك انتصار ظاهري ولا دنيوي فوجهت الأمر الى قضية التضحية يرى الشيخ شفيق جرادي من لبنان ،(اللهم ) ذكر الله سبحانه ، اسم الذات الإلهية التي ينسب إليها العابدون المتفانون فيه سبحانه وكأنما كان سلام الله عليها تكرر كلمات الحسين عليه السلام ( أنت ولي كل نعمة ، وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة ) ( تقبل ) تكشف روح تواضع أهل الصفاء وأهل العشق الإلهي إذ الروح والأهل وكل غال هو تقدمة خجولة بين يدّي الله سبحانه ، تقبل يأرب فأنت مدبر أمري ولا أعظم من أخي الحسين عليه السلام ، الذي بموته مات اليوم جدي رسول الله ، وأبي علي وفاطمة وأخي الحسين ، بقيت بلا سبب لي موصول إليك الا أنت فتقبل ( منا ) نحن آل بيت رسول الله صلواتك عليه وآله ( هذا ) هي تعلم من هو هذا لتتوجه به إلى ربها انه الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السلام ( القربان ) النعمة التي تقدم إليك يا منعم في سبيل نعمة لا تنقضي ، ان دعاء زينب في مشهد كان الأعداء ينتظرون أي موقف ضعف وهذا الدعاء عده بعض أهل الرأي بانه من الأساليب التبليغية ، هذا الدعاء يشير الى صلابة الإيمان والثبات ثم خاطب الله تعالى ( يا عماد من لاعماد له يا سند من لاسند له ، يا من سجد لك سواد الليل وبياض النهار وشعاع الشمس وحفيف الشجر ودوي الماء ، يا الله ، يا الله ، يا الله ، ويرى السيد محمود المقدسي ان القربان الحسيني هو قربان فلسفي ، التقرب بالأجساد الى الله سبحانه فيسلمها إلى الموت وترك الخوف وان أعظم القرابين هو ترك النفس محبة الدنيا والزهد فيها وقلة الخوف من الموت وفي إراقة دم القربان ميل القلب عن حب الدنيا ، وليصبح الحسين عليه السلام رمزا إلهيا في بذل النفس فقرر ان يكون هو القربان إلى الله تعالى مخلصا صادقا في بذل النفس والروح ، وجاء في بعض المصادر أنها قالت ( اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان )فكسرت عين كل ناظر وأخمدت شماتة الأعداء وكان عزاؤها بأخيها ان قدمته قربانا إلى الله تعالى وطاعة له العقيلة زينب عليها السلام أعلنت عن دراية وإخبار بما حدثت به من امها وأبيها وأخويها بان الحسين عليه السلام هو قربان آل محمد ويدك يازينب من تقرب هذا القربان الى المولى الجليل