بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
أسباب قراءة مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) قبل الظهر وليس بعده؟
السّببُ الأوّل: يظهرُ مِن بعضِ الرواياتِ المرويّةِ عن أئمّتِنا (عليهم السلام) أنّ قراءةَ المقتلِ لا بدّ أن يكونَ في صدرِ النهارِ قبلَ الزوال، حيثُ روى ابنُ قولويه بسندِه عن مالكٍ الجهني ، عن أبي جعفرٍ الباقر (عليهِ السلام) ، قالَ : ((مَن زارَ الحُسينَ (عليهِ السلام) يومَ عاشوراء حتّى يظلَّ عندَه باكياً لقيَ اللهَ عزَّ وجلَّ يومَ القيامةِ بثوابِ ألفي ألفِ حجّةٍ وألفي ألفِ عُمرةٍ وألفي ألفِ غزوةٍ ، وثوابُ كلِّ حجّةٍ وعُمرةٍ وغزوةٍ كثوابِ مَن حجَّ واعتمرَ وغزا معَ رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله) ومعَ الأئمّةِ الرّاشدين (عليهم السلام).
قالَ : قلتُ : جُعلتُ فداكَ فما لمَن كانَ في بُعدِ البلادِ وأقاصيها ولم يُمكِنه المسيرُ إليه في ذلكَ اليوم ؟
قالَ : إذا كانَ ذلك اليوم برزَ إلى الصحراءِ أو صعدَ سطحاً مُرتفِعاً في دارِه ، وأومأ إليه بالسلامِ واجتهدَ على قاتلِه بالدعاء ، وصلّى بعدَه ركعتين ، يفعلُ ذلكَ في صدرِ النهارِ قبلَ الزوال ، ثمَّ ليندب الحُسين (عليهِ السلام) ويبكيهِ ويأمر مَن في دارِه بالبكاءِ عليه ، ويقيم في دارِه مُصيبتَه بإظهارِ الجزعِ عليه ، ويتلاقونَ بالبكاءِ بعضَهم بعضاً بمُصابِ الحُسينِ (عليهِ السلام) ، فأنا ضامنٌ لهم إذا فعلوا ذلكَ على اللهِ عزَّ وجل جميعَ هذا الثواب ...)) [1].
حيثُ يظهرُ مِن هذهِ الروايةِ أنّ الزيارةَ والدّعاءَ وصلاةَ الرّكعتين، وقراءةَ المَقتلِ والبكاءَ عليهِ إنّما يكونُ قبلَ الزوال.
السببُ الثاني: المشهورُ بينَ عُلمائِنا أنّه (عليهِ السلام) قد استشهدَ بعدَ الزوال، ولكِن ذهبَ بعضُ المؤرّخينَ إلى أنّه (عليهِ السلام) قد استشهدَ قبلَ الزوالِ أي قبلَ أذانِ الظهر.
قالَ ابنُ شهرِ آشوب: ومضى قتيلاً يومَ عاشوراء، وهوَ يومُ السبتِ العاشرِ منَ المُحرّم قبلَ الزوال .
ويقالُ يومُ الجُمعةِ بعدَ صلاةِ الظهر وقيلَ يومُ الاثنينِ بطفِّ كربلاء بينَ نينوى والغاضريّة مِن قُرى النهرينِ بالعراقِ سنةَ ستّين منَ الهجرةِ ويقالُ سنةَ إحدى وستّين، ودُفنَ بكربلاء مِن غربي الفرات. [2].
وممَّن ذهبَ إلى شهادتِه قبلَ الزوال: الشيخُ المُفيد[3]، (ولكنّهُ ذهبَ في الإرشادِ أنّهُ استشهدَ بعدَ الزوالِ كما سيأتي) والشيخُ الطوسي[4]، والعلّامةُ [5] .
ولكنَّ المعروفَ أنَّ استشهادَه كانَ بعدَ أن أدّى صلاةَ الظهرِ مِن يومِ العاشرِ مِن شهرِ مُحرّمٍ الحرامِ لسنةِ إحدى وستّين.[6] .
السببُ الثالث: إنَّ قراءةَ المقتلِ وإتمامَه قبلَ الزوال، ليسَ إتّباعاً للرواياتِ فقط.
بل لأنَّ المعركةَ في الواقعِ قد بدأت قبلَ الزوالِ واستمرَّت الى ما بعدَه، فإذا أرادَ الخطيبُ أن يقرأ المقتلَ في وقتِه الحقيقيّ سيقعُ جُزءٌ منهُ وقتَ الصلاةِ وهذا لا يتناسبُ وقُدسيّة الصّلاة، لذلكَ يقرأونَ المقتلَ ويُنهونَه قبلَ حلولِ الزوال.
---------------------------------------------------------------------
[1] كاملُ الزياراتِ لابنِ قولويه، ص325 – 326 بابُ 71 رقم 9، مصباحُ المُتهجّدِ للطوسي، ص772.
[2] المناقبُ لابنِ شهرِ آشوب، ج 3، ص 231.
[3] المُقنعة، ص467.
[4] التهذيبِ شرحُ المُقنعة، ج 6، ص 41 – 42.
[5] مُنتهى المطلب (ط.ق)، ج 2، ص 892.
[6] لاحِظ: الإرشادُ للمُفيد، ج 2، ص 133.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
أعظم الله اجوركم بشهادة أبي عبد الله الحسين عليه السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
أسباب قراءة مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) قبل الظهر وليس بعده؟
السّببُ الأوّل: يظهرُ مِن بعضِ الرواياتِ المرويّةِ عن أئمّتِنا (عليهم السلام) أنّ قراءةَ المقتلِ لا بدّ أن يكونَ في صدرِ النهارِ قبلَ الزوال، حيثُ روى ابنُ قولويه بسندِه عن مالكٍ الجهني ، عن أبي جعفرٍ الباقر (عليهِ السلام) ، قالَ : ((مَن زارَ الحُسينَ (عليهِ السلام) يومَ عاشوراء حتّى يظلَّ عندَه باكياً لقيَ اللهَ عزَّ وجلَّ يومَ القيامةِ بثوابِ ألفي ألفِ حجّةٍ وألفي ألفِ عُمرةٍ وألفي ألفِ غزوةٍ ، وثوابُ كلِّ حجّةٍ وعُمرةٍ وغزوةٍ كثوابِ مَن حجَّ واعتمرَ وغزا معَ رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله) ومعَ الأئمّةِ الرّاشدين (عليهم السلام).
قالَ : قلتُ : جُعلتُ فداكَ فما لمَن كانَ في بُعدِ البلادِ وأقاصيها ولم يُمكِنه المسيرُ إليه في ذلكَ اليوم ؟
قالَ : إذا كانَ ذلك اليوم برزَ إلى الصحراءِ أو صعدَ سطحاً مُرتفِعاً في دارِه ، وأومأ إليه بالسلامِ واجتهدَ على قاتلِه بالدعاء ، وصلّى بعدَه ركعتين ، يفعلُ ذلكَ في صدرِ النهارِ قبلَ الزوال ، ثمَّ ليندب الحُسين (عليهِ السلام) ويبكيهِ ويأمر مَن في دارِه بالبكاءِ عليه ، ويقيم في دارِه مُصيبتَه بإظهارِ الجزعِ عليه ، ويتلاقونَ بالبكاءِ بعضَهم بعضاً بمُصابِ الحُسينِ (عليهِ السلام) ، فأنا ضامنٌ لهم إذا فعلوا ذلكَ على اللهِ عزَّ وجل جميعَ هذا الثواب ...)) [1].
حيثُ يظهرُ مِن هذهِ الروايةِ أنّ الزيارةَ والدّعاءَ وصلاةَ الرّكعتين، وقراءةَ المَقتلِ والبكاءَ عليهِ إنّما يكونُ قبلَ الزوال.
السببُ الثاني: المشهورُ بينَ عُلمائِنا أنّه (عليهِ السلام) قد استشهدَ بعدَ الزوال، ولكِن ذهبَ بعضُ المؤرّخينَ إلى أنّه (عليهِ السلام) قد استشهدَ قبلَ الزوالِ أي قبلَ أذانِ الظهر.
قالَ ابنُ شهرِ آشوب: ومضى قتيلاً يومَ عاشوراء، وهوَ يومُ السبتِ العاشرِ منَ المُحرّم قبلَ الزوال .
ويقالُ يومُ الجُمعةِ بعدَ صلاةِ الظهر وقيلَ يومُ الاثنينِ بطفِّ كربلاء بينَ نينوى والغاضريّة مِن قُرى النهرينِ بالعراقِ سنةَ ستّين منَ الهجرةِ ويقالُ سنةَ إحدى وستّين، ودُفنَ بكربلاء مِن غربي الفرات. [2].
وممَّن ذهبَ إلى شهادتِه قبلَ الزوال: الشيخُ المُفيد[3]، (ولكنّهُ ذهبَ في الإرشادِ أنّهُ استشهدَ بعدَ الزوالِ كما سيأتي) والشيخُ الطوسي[4]، والعلّامةُ [5] .
ولكنَّ المعروفَ أنَّ استشهادَه كانَ بعدَ أن أدّى صلاةَ الظهرِ مِن يومِ العاشرِ مِن شهرِ مُحرّمٍ الحرامِ لسنةِ إحدى وستّين.[6] .
السببُ الثالث: إنَّ قراءةَ المقتلِ وإتمامَه قبلَ الزوال، ليسَ إتّباعاً للرواياتِ فقط.
بل لأنَّ المعركةَ في الواقعِ قد بدأت قبلَ الزوالِ واستمرَّت الى ما بعدَه، فإذا أرادَ الخطيبُ أن يقرأ المقتلَ في وقتِه الحقيقيّ سيقعُ جُزءٌ منهُ وقتَ الصلاةِ وهذا لا يتناسبُ وقُدسيّة الصّلاة، لذلكَ يقرأونَ المقتلَ ويُنهونَه قبلَ حلولِ الزوال.
---------------------------------------------------------------------
[1] كاملُ الزياراتِ لابنِ قولويه، ص325 – 326 بابُ 71 رقم 9، مصباحُ المُتهجّدِ للطوسي، ص772.
[2] المناقبُ لابنِ شهرِ آشوب، ج 3، ص 231.
[3] المُقنعة، ص467.
[4] التهذيبِ شرحُ المُقنعة، ج 6، ص 41 – 42.
[5] مُنتهى المطلب (ط.ق)، ج 2، ص 892.
[6] لاحِظ: الإرشادُ للمُفيد، ج 2، ص 133.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
أعظم الله اجوركم بشهادة أبي عبد الله الحسين عليه السلام