- يا من أقسم بك الرحمن في كتابه. يا مناراً لحلكت الدجى يامن فضل الله مداده على دماء الشهداء.
اعاتبك أيها القلم ، فسمع عتابي، ورد جوابي ، كيف سوّلت لك نفسك أن تخط ما أملوه عليك أولئك البطرين ؟ كيف تسطر مايقول المزورين ؟ عن سيدتي ومولاتي آمنة بنت الحسين، الملقبة بسَكينة .تلك السيدة العظيمة المستغرقة في جميع أوقاتها في ذات الله ، « وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله فلا تصلح لرجل » ؛ كلمة قالها بحقها ابيها ؛ تبين عظمتها ، شغلتها الآخرة عن الأولى ، فهي في تسبيح وتقديس وتذكير وتفكير ونظر الى نور الملكوت ؛ مما لا ترى معه شيء يدور حولها ؛ هذا هو الاستغراق.
أتدري أيها القلم أي منزلة وسمو وعظمة لمن ينعتها الإمام المعصوم وهو حجة الله على عباده" بخيرة النسوان"؟
أيها القلم إنها من البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وعاشت في كنف إمامين معصومين ، فأخوها زين العابدين وسيد الساجدين "ع" ذلك الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم ، وحسبك مربياً هادياً ومرشدا ً
وابن أخيها الإمام الباقر؛ باقر علوم آل محمد الذي كانت علماء الدنيا وما زالت تنحني له اجلالاً وهيبةً
فهل يقبل المنطق او يرتضي لك عقل؟ أن تعيش هذه السيدة في ظليهما وفي بيتيهما ، تدخل المغنين وتسمع اليهم وتساهر الشعراء حتى الصباح، ما هذا الهراء والنعيق الذي تسطره بحقها؟!
-- قبل كل شئ أطلب العذر والعفو من سيدتي ومولاتي سكينة وهم أهله . ماذا عساه أن يقول ويعتذر قلم أسير ، لفت به أنامل الكفر ، غذوني من محابر نفاقهم ، و اجبرني أن أسطر ملاحم غزل ابنتهم، سكينة بنت خالد بن مصعب بن الزبير، والصقها في بيت الطهر...
يحدوهم الأمل في إسقاط أهل الحق من أعين الناس ، وإبعاد الأمة عنهم ، لانهم رأوا أفئدة الناس تهوي إليهم ، وفي ذلك تبديد لاحلامهم ....
حرفوا الروايات ؛ ليلصوا بسيدتي سكينة بنت الحسين الشبهات ...هيهات فلم يحبّك صناعها صياغتها وتدبيجها وبان عوارها ، وهل يخفى على ذوي الأبصار هذه الأكاذيب الموضوعة...؟
إن رائد وضع هذه الأكاذيب الملفقة والأخبار الطاعنة هو مصعب الزبيري ثم تلاه الزبير بن بكار بعد إن اخزتهم ابنتهم الماجنة بما شاع من ملاحمها ومغامراتها مع الشعراء الخلاعة والمجون والمغنين في مجالس لهوٍ وطربٍ وسكرٍ يندى لها الجبين الحي .
- من أين تخجل وجوه سكبت حيائها؟ اكمل أيها القلم
-- سيدتي واضح لكل من أبحر في صفحات التاريخ الإسلامي ، دأب الوضّاعون ، يقلبون الحقائق ، ويحرفون الكلم طعناً منهم في مخالفيهم ويجيدون دفع الرذائل ؛ ليوصموا فيها أهل الحق و الفضائل .
-أخبرني أيها القلم عن حديث الأزواج.
-- وضع المبطلون لها عدد من الأزواج في رواياتهم ، وصوروها تترامى في أحضان أزواجها الأمويين والزبيرين بين مفارق لها وخاطب وكاره ومطلق ؛ كأن لم يكن من بني هاشم كفء يتولى أمرها أو ولي يحسن منعها !!
-أيها القلم لا يقبل عاقل غيور حديث الازواج هذا وحياة اللهو للسيدة سكينة بنت الحسين "ع"
فكيف لمن تربت في بيوت يسبح لله فيها بكرةً وعشياً حضور مجالس الشعر والغناء ؟ وكيف لمن رات مصارع أهلها مجزورين على رمضاء كربلاء، وعاشت مأساة المجزرة الدامية التي نابت أبوها و الصفوة الطاهر قبول حياة اللهو ؟
وكيف لها قبول هؤلاء الأزواج من زبيرين و أمويين ؟!المعرفين بعدائهم لآل البيت .
هذه الأكاذيب لا يصدقها ألا السذّج ولا يتناقلها الا المغرضون .
أن السيدة آمنة بنت الحسين الملقبة "بسكينة" تزوجت ابن عمها عبد الله بن الحسن الأكبر ولم يدخل بها ، قتل في طف كربلاء ولم تتزوج بعده ، بقيت بدون زواج حتى توفيت في سنة 117ھ في المدينة المنورة.
-- آه آه أشهد أن كل هذه الأحاديث وضعها المغرضون لينتقصوا من العترة الطاهرة
وانا 'القلم' أداة تخط ما ينضح من قلوبهم الممتلئة بالحقد. لا حول لي ولا قوة، واعلم لا يزال بعض أبناء جنسي اسارى خلف قصبان أنامل ذراريهم المزورين....
- لاحول ولا قوة إلا بالله وسيعلم الذين ظلموا آل محمد اي منقلب ينقلبون.
................................................
المصدر ،عقيلة قريش آمنه بنت الحسين الملقبة "سكينة"، السيد محمد علي الحلو