لغة الحوار ستكون انفع واعمق وأصدق ، وتحمل لهفة الحنين الى روح التأريخ ، الحوار مع كتاب يعني مع وجدان قبل ان يكون على ورق ، انتبهت فجأة لأراه على الرف الذي امامي يجلس مطمئنا بانتظار القارىء ، قرأت العنوان كتاب المزار للسيد مهدي القزويني ، قلت لابد ان أبدأه السلام ،
اجاب :ـ عليكم السلام ،
ويبدو انه عرف اني اريد محاورته ، اراد ان يسهل علي المهمة ، :ـ انا مدخل لتعيين قبور الانبياء والشهداء واولاد الائمة عليهم السلام ، ومن تحقيق الدكتور جودت التميمي ،
س:ـ ما علاقتك بكتاب ( فلك النجاة في احكام الهداة ) المطبوع عام 1881 م ؟
ج:ـ انا قسم منه.. قسمني المؤلف الى قسمين
الكتاب الاول في مشروعية الزيارة
الكتاب الثاني في زيارة النبي صلى الله عليه وآله والمعصومين عليهم السلام ، ورتبني على فصول
الاول ... زيارة النبي عليه وعلى اله افضل الصلوات
، والثاني ... زيارة فاطمة الزهراء عليها السلام ،
الثالث .... زيارة الائمة الاثنى عشر عليهم السلام
الفصل الرابع ..زيارة الانبياء عليهم السلام وتعيين مراقدهم
س:ـ كم نبي ذكرهم المؤلف فيك ؟
ج :ـ ذكر اسم عشرين نبيا
الفصل الخامس ... ذكر الشهداء الذين قتلوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم والائمة الاطهار وعدد منهم شهداء بدر وذكر اسم الحمزة عم النبي سيد الشهداء الذي قتل في أحد ، واشار الى شهداء صفين وكربلاء والكوفة والموصل والمدائن والربذة،
الفصل السادس... اسماء قبور المشاهير المعروفين من أولاد الائمة عليهم السلام ، وذكر منهم ثلاثة عشر اسما ،
قلت الذي اعرفه انه بيّن قبور جملة من العلماء والمجتهدين الذين تولوا الزعامة الدينية على مر العصور ، اجابني :ـ ابتداء من النواب الاربعة ، ثم الطبقة التي تليهم كطبقة الشيخ الكليني صاحب كتاب ( الكافي ) والشيخ المفيد والمرتضى وشيخ الطائفة الطوسي ، ثم عين مراقد جملة من علماء الحلة في عصور ازدهار ثقافتها في القرن السادس والسابع والثامن ، كما ذكر علماء النجف ، وبعض علماء جبل بني عامل ،
سألته :ـ طيب وبقية الفصول ؟
ج:ـ تتعلق بشكل عام بآداب الزيارة واحوال الائمة عليهم السلام
س:ـ انا لا يمكن لي ان انسى انك اصبحت منذ عصرك مصدرا اصليا لجميع من كتب عن سيرة الائمة عليهم السلام ، واولادهم ، وكان اهتمامك بتعيين قبورهم ومزاراتهم ، والاختلاف بمواضع مدافنهم ، لكن الذي اريد معرفته هل فعلا انك اكتشفت لنا بعض المراقد التي لم تكن معروفة في الحلال ،
ج:ـ نعم انا اكتشفت للعالم قبر الحمزة حفيد العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام ( الحمزة الغربي ) بالهاشمية وانا الذي عينت قبر الامام الشهيد يد بن علي بالكوفة ــ الكناسة موضع صلبه وحرقه ، وتضمنت ما يقرب من مائة واربعين ترجمة لأسماء الاعلام الواردة بالنجف ، وقبل ان تذهب احب ان اعرفك بان السيد مهدي القزويني قام بتصنيف العلوم وهو ابن عشر سنوات ، واشتغل بالرأي والعمل باجتهاده وهو ابن ثمانية عشر سنة ، وتوفي عام 1831م الى رحمة الله