إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) تخطيط إلهيّ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) تخطيط إلهيّ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    قرآننا عزنا وشرفنا​​​



    تؤكّد الروايات الشريفة على أنّ التخطيط لفاجعة الطف كان إلهيّا، وأنّ الله تعالى قد عهد للإمام الحسين (عليه السلام) وأمره بتنفيذ مشروع لحفظ الدين عن الاندراس ينتهي باستشهاده واستشهاد من معه وبأسر نسائه وغير ذلك من الحوادث الفظيعة والشنيعة التي حصلت.. روى المحدّثون عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((إنّ الله عزّ وجلّ أنزل على نبيّه (صلّى الله عليه وآله) كتابا قبل وفاته، فقال: يا محمّد، هذه وصيّتك إلى النجبة من أهلك، قال: وما النجبة يا جبرئيل؟ فقال: عليٌّ بن أبي طالب وولده (عليهم السّلام)، وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وأمره أن يفكّ خاتما منه ويعمل بما فيه، ففكّ أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتما وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى ابنه الحسن (عليه السلام) ففكّ خاتما وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى الحسين (عليهما السلام)، ففكّ خاتما فوجد فيه: أن أخرج بقوم إلى الشهادة، فلا شهادة لهم إلّا معك، وأشر نفسك لله (عزّ وجلّ)، ففعل، ثمّ دفعه إلى عليّ بن الحسين (عليهما السلام) ففكّ خاتما فوجد فيه: أن أطرق واصمت والزم منزلك واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين، ففعل...)).[1].

    فيظهر من هذه الرواية وغيرها: أنّ خروج الإمام الحسين (عليه السلام) كان امتثالا للأمر الإلهيّ الذي عهد به إليه بالوصيّة الشريفة، وذلك لتنفيذ مشروع عظيم لحفظ الدين والملّة عن الاندراس والأفول، ويكون ذلك باستشهاده واستشهاد أصحابه.
    والسؤال الذي يرد هنا هو ما علّة عدم إرسال الله تعالى العذاب الفوري على جيش عمر بن سعد (لعنهم الله)؟
    والجواب: لا شكّ بوجود علّة داعية لذلك؛ إذ أفعال الله تعالى معلّلة بالأغراض والغايات، ولا تصدر عنه الأفعال بلا غاية، ولكنّ الإنسان غير مكلّف بمعرفة علّة فعل الله تعالى، قال الله تبارك وتعالى: ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ[2] ، وحينئذ لو جاءت النصوص ـ القرآنيّة والقدسيّة والمعصوميّة ـ في بيان العلّة والحكمة فنسلّم لها، وإن لم تردنا نصوصٌ فيها فنسلّم لها أيضا ونذعن بوجود علّة خافية عنّا.
    ولا يخفى أنّ الملائكة والجنّ والحيوان وسائر ما خلقه الله مأمورون باتّباع الإمام (عليه السلام) ومنقادون لإرادته، والإمام هو الحجّة عليهم، كما دلّت عليه البراهين. والملائكة الموكّلون بالعذاب هم من جملة المخلوقات التي تأتمّ بالمعصوم، وترجع إليه، وتأتمر بأمره وتنزجر بنواهيه كما هو واضحٌ، فلا يسعها إنزال العذاب دون إذنه وإرادته وطلبه، وهم معصومون لا يفعلون إلّا وفق ما يمليه عليهم تكليفهم من الانصياع لحجّة الله تعالى؛ لأنّ الله تعالى أمر خلقه بالانصياع لأوامر حجّته.

    وقد جاءت جملةٌ من الروايات أنّ الملائكة عرضت النصر على سيّد الشهداء (عليه السلام)، وطلبت الإذن لقطع دابر القوم الظالمين، وكذلك جاءت الجنّ وعرضت النّصرة، ولكن لم يأذن الإمام (عليه السلام) لهم، كما أنّ النصر رفرف فوق رأسه الشريف وخيّر بين النصر والشهادة فاختار الشهادة..

    فقد نقل السيّد ابن طاووس عن الشيخ المفيد بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصّادق (عليهم السلام) قال: ((لمّا سار أبو عبد الله الحسين بن عليّ (عليهما السلام) من مكّة ليدخل المدينة لقيه أفواجٌ من الملائكة المسوّمين والمردفين في أيديهم الحراب على نجب من نجب الجنّة، فسلّموا عليه وقالوا: يا حجّة الله على خلقه بعد جدّه وأبيه وأخيه، إنّ الله (عزّ وجلّ) أمد جدك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بنا في مواطن كثيرة، وإنّ الله أمدّك بنا، فقال لهم: الموعد حفرتي وبقعتي التي أستشهد فيها وهي كربلاء، فإذا وردتها فأتوني، فقالوا: يا حجّة الله، إنّ الله أمرنا أن نسمع لك ونطيع، فهل تخشى من عدوّ يلقاك فنكون معك؟ فقال: لا سبيل لهم عليّ ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي، وأتته أفواجٌ من مؤمني الجنّ، فقالوا له: يا مولانا، نحن شيعتك وأنصارك فمرنا بما تشاء، فلو أمرتنا بقتل كلّ عدوّ لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك، فجزاهم خيرا، وقال لهم: أما قرأتم كتاب الله... فقالت الجنّ: والله يا حبيب الله وابن حبيبه، لولا أن أمرك طاعةٌ وأنّه لا يجوز لنا مخالفتك لخالفناك وقتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك، فقال لهم (عليه السلام): نحن والله أقدر عليهم منكم، ولكن ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيي عن بيّنة)). [3]

    ​-----------------------------------------------
    [1] ينظر: الكافي، ج1، ص281، الإمامة والتبصرة، ص38، الأماليّ للصّدوق، ص487، الأماليّ للطوسيّ، ص441، وغيرها.
    [2] سورة الأنبياء، الآية: 23.
    [3] اللهوف، ص41.


    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X