قال الإمام الصادق (عليه السلام) :
كان عمّنا العباس نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، له منزلة عند الله يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة .
وكانت ولادة العباس سنة ست وعشرين من الهجرة ، وقُتل أبوه أميرالمؤمنين
(عليه السلام)وله من العمر نحو أربعة عشر سنة ، وقُتل هو بالطف وقد بلغ أربعاً وثلاثين سنة ،
وهو آخر من قُتل من المحاربين مع الحسين (عليه السلام)
ولم يقتل بعده إلاّ الأطفال .
ولمّا رأى العبّاس بن علي (عليه السلام) وحدة أخيه الحسين أقبل يستأذنه في القتال
ويقول : يا أخي هل من رخصة ،
فبكى الحسين
ثمّ قال : يا أخي أنت حامل لوائي ومجتمع عسكري وإذا مضيت تفرّق عسكري .
فقال العبّاس :
قد ضاق صدري وسئمت من الحياة وأُريد أن أطلب ثاري من هؤلاء المنافقين ،
فقال له الحسين : فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء ،
فذهب العبّاس ووعظهم وحذّرهم فلم ينفع الوعظ والتحذير
فرجع إلى أخيه فأخبره ،
فسمع الأطفال ينادون العطش العطش فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة وقصد نحو الفرات ، فأحاط به أربعة آلاف ممّن كانوا موكّلين بالفرات
ورموه بالنّبل فكشفهم وقتل منهم ثمانين رجلاً
وهو
يرتجز ويقول :
لا أرهبُ الموتَ إذا الموت زقا***ولا أخافُ الشَرَّ يوم المُلْتَقى
إنّي أَنَا العَبّاسُ أغدو بالسِّقا***نَفسي لسبْطِ المصطفى الطّهر وِقا
حتّى دخل الماء ، فلمّا أراد أن يشرب غرفة من الماء ذكر عطش الحسين وأهل بيته فرمى الماء وملأ القربة وحملها على كتفه الأيمن وتوجّه نحو الخيمة ،
فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كلّ جانب فحاربهم ،
فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه على يمينه فقطعها ، فحمل القربة على كتفه الأيسر وهو يقول :
واللهِ إنْ قَطعْتُمُ يميني***إنّي أُحامي أبداً عَن دين
وعن إمام صادق اليَقينِ***نَجْلِ النبيِّ الطاهرِ الأمينِ
فكمن له حكيم بن الطفيل فضربه على شماله فقطعها من الزند ،
فحمل القربة بأسنانه وجاءه سَهمٌ فأصابَ القرْبة وأُريق ماؤها ثمّ جاءه سهمٌ آخرُ فأصابَ صدره وضربه آخَرُ بعمود من حديد على أُمّ رأسه فانقلب عن فرسه وصاح :
يا أبا عبدالله عليكَ منّي السّلام ، فلمّا أتاه ورآه صريعاً بكى ونادى :
الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوّي .
اليَوْمَ نامَتْ أعينٌ بِكَ لَمْ تَنَمْ***وَتَسهَّدتْ أُخرى فَعزَّمَنامُها .
كان عمّنا العباس نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، له منزلة عند الله يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة .
وكانت ولادة العباس سنة ست وعشرين من الهجرة ، وقُتل أبوه أميرالمؤمنين
(عليه السلام)وله من العمر نحو أربعة عشر سنة ، وقُتل هو بالطف وقد بلغ أربعاً وثلاثين سنة ،
وهو آخر من قُتل من المحاربين مع الحسين (عليه السلام)
ولم يقتل بعده إلاّ الأطفال .
ولمّا رأى العبّاس بن علي (عليه السلام) وحدة أخيه الحسين أقبل يستأذنه في القتال
ويقول : يا أخي هل من رخصة ،
فبكى الحسين
ثمّ قال : يا أخي أنت حامل لوائي ومجتمع عسكري وإذا مضيت تفرّق عسكري .
فقال العبّاس :
قد ضاق صدري وسئمت من الحياة وأُريد أن أطلب ثاري من هؤلاء المنافقين ،
فقال له الحسين : فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء ،
فذهب العبّاس ووعظهم وحذّرهم فلم ينفع الوعظ والتحذير
فرجع إلى أخيه فأخبره ،
فسمع الأطفال ينادون العطش العطش فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة وقصد نحو الفرات ، فأحاط به أربعة آلاف ممّن كانوا موكّلين بالفرات
ورموه بالنّبل فكشفهم وقتل منهم ثمانين رجلاً
وهو
يرتجز ويقول :
لا أرهبُ الموتَ إذا الموت زقا***ولا أخافُ الشَرَّ يوم المُلْتَقى
إنّي أَنَا العَبّاسُ أغدو بالسِّقا***نَفسي لسبْطِ المصطفى الطّهر وِقا
حتّى دخل الماء ، فلمّا أراد أن يشرب غرفة من الماء ذكر عطش الحسين وأهل بيته فرمى الماء وملأ القربة وحملها على كتفه الأيمن وتوجّه نحو الخيمة ،
فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كلّ جانب فحاربهم ،
فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه على يمينه فقطعها ، فحمل القربة على كتفه الأيسر وهو يقول :
واللهِ إنْ قَطعْتُمُ يميني***إنّي أُحامي أبداً عَن دين
وعن إمام صادق اليَقينِ***نَجْلِ النبيِّ الطاهرِ الأمينِ
فكمن له حكيم بن الطفيل فضربه على شماله فقطعها من الزند ،
فحمل القربة بأسنانه وجاءه سَهمٌ فأصابَ القرْبة وأُريق ماؤها ثمّ جاءه سهمٌ آخرُ فأصابَ صدره وضربه آخَرُ بعمود من حديد على أُمّ رأسه فانقلب عن فرسه وصاح :
يا أبا عبدالله عليكَ منّي السّلام ، فلمّا أتاه ورآه صريعاً بكى ونادى :
الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوّي .
اليَوْمَ نامَتْ أعينٌ بِكَ لَمْ تَنَمْ***وَتَسهَّدتْ أُخرى فَعزَّمَنامُها .