يركز العالم المثقف على موضوع خطبة سيدة نساء العالمين ، الخطبة لها موجبات أي بمعنى أستوجبت الظروف أن تبين الزهراء عليها السلام موقفها لتبين للناس الحقيقة ولا ينطلي عليها الزيف ، ولكي لا يستغل صمتها بمعنى ان يقال لو في الأمر خطأ لما سكتت الزهراء عليها السلام ، فهي صوته ووجوده ومعناه ، يبين لنا الدكتور عبد الحليم الحسني وهو من علماء ابناء العامة ، مسائل مهمة واضاءات راشدة ، يروي التأريخ ان الزهراء عليها السلام خرجت من بيتها للمسجد، فيتصور البعض ان خروج الزهراء عليها السلام في طرقات الناس ، الالتفاتة ان بيت الزهراء عليها السلام باب يفتح في المسجد ، خرجت مع جمع من النساء دخلت المسجد فاختارت المكان المسجد ، والزمان وقت الصلاة ، تريد ان يصل صوتها العظيم للناس فلما فتحت بابها دخلت المسجد ، خشعت الابصار وخفضت الابصار وخرس الكلام وكأنهم يسمعون مناد ينادي على أهل الجمع غضوا ابصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد دخلت الزهراء المسجد ، مشيتها مشية ابيها رسول الله صلى الله عليه وآله ، سألوا الامام علي عليه السلام لماذا حزنك على فقد فاطمة كان اكثر حزنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاجاب بها كنت اتعزى لما رحل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمأذا كلمتني سمعت صوت رسول الله واذا نظرت اليها كأني نظرت الى رسول الله وأـذا مشت رأيت مشية رسول الله ، اذن كانت هي العزاء فلما انتقلت ازداد حزن الامام علي فقال بمن اتعزى ، تقول الرواة ما أن وصلت الى المكان المعد على بعد خطوات قليلة أنت أنة ضجت الناس بالبكاء ، ماهي قوة هذه الأنة التي بكى الناس لها ؟ ما سرها ... ما فعلها وأثرها في الحاضرين ،أعتقد ان الخروج كان بعد عشرة ايام من رحيل النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى ان الناس في الجامع اقتنعوا بامر السقيفة والخلافة ربما هي الأنة صدمتهم صدمة قوية ثم حمدت الله وأثنت عليه وصلت على ابيها عاد الناس الى البكاء سكتت حتى هدأ الناس علمتنا الزهراء اشياء جميلة
ان هناك نعم نحمد الله عليها وهناك نعم نشكر الله عليها وهناك نعم نثني على الله عليها نعم نقابلها بالثناء وليس الشكر ولا بالحمد الحمد لله على ما انعم وله الشكر على ما الهم والثناء بما قدم ثلاثة انواع ، النعم الظاهرة وله الشكر على ما الهم ، الالهام القلب والعلم والمعرفة ، علم يستنفع الانسان به وعلم يعلمه ، الفرع الثالث ، الثناء بما قدم نوعين من النعم قبل وجود الانسان ويوم القيم نعم اخرى ، ونعم ابتداها تعني الأرض ـــ السماء ـــ الحرارة ــــ الشمس تستوجب الثناء والارض من النعم ، نعم ابتداها ، سبوغ الاء اهداها القلب ــــــــــ العقل ـــــــــــــ الفؤاد تستوجب الثناء والجوارح الظاهرة العين وتمام مننن ولاها يعني تتوالى ، لا يستطيع ان يحصي احد النعم المتوالية لكثرتها والنعم الباطنة العلم والمعرفة والتوالي لأن شكرتم لأزيدنكم والزيادة تتسوجب الثناء سيزيد ونحن نشكر وهو يزيد حجتى نعجز عن الشكر ، الائمة عليهم السلام يدعون الله بحق فاطمة وابوها وبعلها وبنوها وسر المستودع فيها
علي حسين الخباز, [08/07/2023 02:28 م]
المرأة في المثل القرآني، سورة التحريم أنموذجاً
عبير المنظور
احتلت المراة مساحة واسعة في القران الكريم تارة في القصص القراني وتارة اخرى في الامثال القرانية ، والهدف من ضرب الامثال في القران هو التفكر والاعتبار ،وردت المراة في امثال القران في سورة التحريم وسبب نزولها معروف في قصة مفصلة لزوجتين من زوجات الرسول ص تآمرتا عليه وافشتا سره فوبخهن الله في هذه السورة واختلف المفسرون فيهما الا ان اغلبهم رجحوا انهما (عائشة وحفصة) ،فضرب الله لهما في هذه السورة مثلا في زوجتين من زوجات الانبياء لم ينفعهن قربهن من معدن الوحي وضرب ايضا مثلا في إمرأتين من نساء الجنة وهنا تتبين دقة القران في ضرب الامثلة بالنساء فهي متجانسة من حيث جنس الممثل والممثل له ولان المثال السيء كان لزوجتين من زوجات الانبياء ايضا.
ففي قوله تعالىضرب الله مثلا للذين كفروا إمرأت نوح وإمرأت لوط كانت تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين)(1) ويجدر بالذكر هنا ان الخيانة التي ذكرتها الاية لم يقصد بها الخيانة الزوجية فقد نزه الله عرض الانبياء عن الدنس بالحديث الوارد عنه ص (ما بغت إمرأة نبي قط)(2) وتتوضح لنا نوع الخيانة في رواية ابن عباس (كانت امراة نوح كافرة تقول للناس انه مجنون واذا آمن بنوح احد اخبرت الجبابرة من قوم نوح به وكانت امراة لوط تدل على اضيافه فكان ذلك خيانتهما وما بغت امراة نبي قط وانما كان خيانتهما في الدين)(3) فالخيانة هنا كانت بافشاء اسرار النبوة وتاليب الاعداء على الانبياء والمؤمنين من اتباعهم رغم انهما زوجتا نبيين الا ان العلائق الزوجية والاسرية لم تنفعهما لان معيار القبول عند الله هو الالتزام بالضوابط الشرعية والاخلاقية.
وعلى صعيد اخر (ضرب الله مثلا للذين امنوا إمرأت فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)(4) ضرب الله المثل بآسيا بنت مزاحم في الارادة والتصميم والثبات على المبدأ ، آمنت بموسى ع وهي في بيئة غير صالحة للايمان في قصر فرعون بؤرة الكفر والوثنية وادعاء الربوبية ،آسيا ملكة مصر وسيدة العرش التي رفضت كل معالم الترف وحياة العز والرفاهية ورضيت بالتعذيب من اجل العقيدة والمبدأ الذي نراه جليا في دعائها قبل وفاتها حيث طلبت بيتا في الجنة عوض قصر فرعون الرحب الذي اصبح ضيقا عليها لكفره وكذلك طلبت النجاة من فرعون وعمله فهي لم ترتض افعاله المنكرة وسلوكه وطلبت ايضا النجاة من القوم الظالمين لانها كانت رافضة لهذا المجتمع الظالم والفاسد ، وهذا مؤشر واضح على ان البيئة غير المناسبة او المحيط غير الملتزم لا يؤثر ابدا على ارادة الفرد وصلابة ايمانه.
وفي سياق الحديث عن مضرب الامثال للذين امنوا تحدث القران عن (ومريم ابنة عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكانت من القانتين)(5) نلاحظ هنا مريم رمز العفة والطهارة لم تحظ بمكانتها لقربها من دائرة الوحي والنبوة وانما لعفتها وملكاتها النفسية والاخلاقية.
وبلحاظ ما تقدم فان الله تعالى قد ضرب الامثال القرانية بالمراة في سورة التحريم لمجانسة التمثيل ولتقريب الصورة لتينك المرأتين لاجل التفكر بان اساس الانسان هو عمله الصالح والتزامه لا موقعيته من الانبياء والصالحين.
الهوامش
(1) التحريم / 10
(2) تفسير الامثل ج18 / ص466
(3) تفسير مجمع البيان ج10 / ص54
(4) التحريم / 11
(5) التحريم /12
عبير ال