تويت
كيف نقنع من لا يريد أن يقتنع؟ سؤال يكابدني طوال مدة خدمتي التربوية، وكلما أصل إلى فكرة معينة أشعر أنها ستصطدم بإشكالات مهندمة، وصار هناك أناس اختصاصهم زرع الشبهة الغير حقيقية بين صفوف الشباب، لذلك لا بد من يقين الإيمان أولا، وثقافة الإقناع، ونحن أمام قضية المهدي
عجل الله تعالى فرجه وهي قضية واسعة الفكر، هذا ما أردت أن أعلمه لطالباتي من خلال هذه الإضافات التحاورية، وأنا أتوقع بعض المحاور الحادة التي تصل بالمتحاور إلى طريق مسدود، ما دام الآخر لا يريد أن يقتنع وهو أساسا لا يؤمن بكل شيء، تسألني طالبة، أحدهم كتب أن لا وجود حقيقي للمهدي عجل الله فرجه الشريف، ويعود ليقول قتلوه، ويسأل هل له وجود قرآني؟ عقبت طالبة أخرى القضية ليس في قصور الامكانية التحاورية ولا في ضعف المعلومة، لكن الضعف في إمكانيات المحاورات من اللواتي لا يريدن الاقتناع ولا يعجبهن أن تبقى كل واحدة بإيمانها، قلت
-أولا لنبحث في المتاح لدينا من نقاط التواشج هي تؤمن بأن النبي لا يقول إلا بوحي يوحى، طيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي) وهذا من الاحاديث المشهورة، القرآن يدل على أهل البيت عليهم السلام وأهل البيت أعرف الناس بمفاهيمه ومفرداته، سألتني أحدى الطالبات لكن إذا كان الآخر لا يؤمن بمنزلة أهل البيت عليهم السلام ويعتبر هذا الحديث موضوعا
ـ هذا الحديث لا يختص بالشيعة ولا بعلماء الشيعة فالمحاور إلى أي مذهب ينتمي إذا كان الحديث قد ورد في صحيح مسلم ج7ص123، وورد في سنن الترمذي ج5 ص329 وفي مسند احمد ج3 / ص14 وفي أجزاء أخرى وفي سنن الدارمي والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 /ص110 ومجمع الزوائد وأما تحريف الحديث بدل عترتي وضعوا سنتي فقط عند مالك وابو هريرة.وانتهى لماذا هو الآخر ترك الملة واختار الذهاب إلى المخالف، قالت أحدى الطالبات: ـ إنهم يريدون آيات قرآنية صريحة بحق المهدي، ويدعون أن لا حاجة لهم للتأويل
قلت هذا لا يوافق الدين الاسلامي، وهذا السؤال وجه للإمام الصادق عليه السلام حيث قال أن القرآن الكريم جاء تشريعا للأصول والمباني، وأجمل في البيان لكن تبيين الأمور على عاتق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يسم لهم عدد الركعات التي فسرها النبي ،أما التأويل نجد أن هذا اللفظ تكرر في القرآن مثل قوله تعالى (ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) وقال الله تعالى (وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ) ونجد هناك (وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) ( هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ) وقال النبي صلى الله عليه وآله (ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن) وقال الله سبحانه تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) والجميع فسر المقصود بها القائم عليه السلام، وقوله تعالى (حمٓ عٓسٓقٓ) في سورة الشورى كتب أهل السنة نسبتها للمهدي عليه السلام، وتفسير (وأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَتَهُ ظَاهِرَةً وَباطِنةً) أن الظاهر الإمام المعصوم والغائب الإمام الحجة، والائمة انسبوا أغلب الآيات للمهدي عجل الله فرجه.
-سألتني إحدى الطالبات هل ثمة آيات أكثر وضوحا وأقرب تفسيرا، فكل ما ذكر في الدرس هو لمن يؤمن بها المؤمن لكني أبحث عن خطاب يتوجه لمن لا يؤمن، قلت نحن لسنا مسؤولين عن عقدهم النفسية والا هناك الكثير منهم لا يؤمن بالله سبحانه أي أن كل هذه الدلائل عجز عقله عن استيعابها، وإلا الواضح من الأمر قول الله سبحانه (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) الإمام يقول أنا بقية الله و خليفته، عقبت إحدى الطالبات بأنهم يصرون أن هذه الموارد شيعية قلت لها: ـ صرح الكثير من علماء أبناء العامة بتواتر أحاديث المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: البربهاري، شيخ الحنابلة و كبيرهم في عصره (ت329هـ)، والشيخ محمد بن الحسين الآبري الشافعي (ت363هـ)، الشيخ القرطبي المالكي (ت671هـ)، ابن القيم (ت751هـ)، ابن حجر العسقلاني (ت852هـ)، ابن حجر الهيتمي (ت974هـ)، المتقي الهندي (ت975هـ) مؤلف (كنـز العمال).وقد صرّح آخرون - من أهل السنّة - بوجوده و بقائه وحياته (أو قريب من ذلك) ومنهم:الشيخ عبد الوّهاب الشعراني في كتاب (اليواقيت والجواهر على ما في إسعاف الراغبين)، حيث قال: ((المهدي ابن الامام الحسن العسكري، ومولده النصف من شعبان سنة 255 وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى ابن مريم)). الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي في كتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان) على ما نقله عنه في (إسعاف الراغبين). الشيخ سعد الدين الحموي على ما في (ينابيع المودة). الشيخ المحدث ابن حجر العسقلاني صاحب كتاب (فتح الباري في شرح البخاري) في كتابه (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) على ما في
(الفتوحات الاسلامية)، قال: يتعين اعتقاد ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة في (وجود) المهدي المنتظر، وهو الذي يخرج الدجال وينـزل عيسى (عليه السلام) في زمنه
وهناك أدلة من القرآن الكريم وروايات متواترة أيضاً من طرقنا كلها تثبت إمامة المهدي الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه).
وأما ما جاء في القران الكريم في خصوص اثبات وجود ووجوب ظهور الإمام المهدي المنتظر فهي كثيرة جدا ولله الحمد وسنتطرق لها في درس آخر ان شاء الله