صارت تلك المحاورات تشغلني ليلا نهارا، حتى أني صرت أضع لنفسي بعض التوقعات لأسئلة افتراضية، أي بمعنى محاولة قراءة أفكار طالباتي، واحتواء موضوع الإمام الحجة من جميع جوانبه، ومع هذا أدخل الصف قلقة خشية الإحراج، أغلب أسئلة الطالبات مصادرها مواقع التواصل الاجتماعي وهناك من يختص بزرع الشبهات
تسألني طالبة
-هل هناك دور للمرأة في نهضة إمامنا القائم عليه السلام،
-قلت لأجيبك أولا أسألك هل أنت تنتظرين الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف؟
-قالت نعم،
-قلت لها طيب يعني من حق المرأة تتنظر الفرج كما ينتظره الرجل.
نجد من حيث الإعداد والانتظار تدخل المرأة في العمل الاجتماعي، كل عمل مخلص هو انتظار الفرج،
أغلب الطالبات يسألن في قضايا دينية وفي بالهن صورة الجواب المأخوذة من المواقع وقد تكون مقتنعة بما هو غير سليم، فيصعب توصيل الجواب الصحيح لها واقناعها،
قلت للبنات لو رجعتن إلى التاريخ تجدن مثلما ساهم الرجال في صناعة التأريخ (سلمان المحمدي وابو ذر الغفاري) وغيرهم ستجدن هناك نساء قدمن الجهد والتضحيات مثل خديجة الكبرى والتي كانت هي الدرع الروحي لشخصية النبي صلى الله عليه واله وسلم، ونجد فاطمة الزهراء في موقفها النضالي عن حق الإمامة ونجد زينب عليها السلام لولاها لما كان وجود للقضية الحسينية والشعائر الحسينية، ولما كان وجود للمواكب والمنابر، هي التي صنعت الأدب والثقافة الحسينية، وكذلك تجد حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام، وهذا الكلام يدل على السعي لتأهيل خط للمرأة تمكنها من صنع التاريخ، وأسماء وشخصيات نسائية كثيرة في التاريخ الحسيني
إذا ترسخت معلومة في راس إنسان تكون الحاجة إلى تأثير مضاعف من أجل تصحيح المعلومة الأولى وترسيخ الثانية، عقبت طالبة أخرى.
-هل يوجد دور خاص للمرأة في القضية المهدوية
أجبتها بسؤال، وأسلوب السؤال يحفز الانتباه للإجابة ويوقظ التفكير هل كان للمرأة دور في حياة الأنبياء والائمة؟
الجميع يؤمن بوجود المرأة في جوهر كل حراك إصلاحي..
قاطعتني طالبة لشدة حماسها
ـ لا أحدا يذكر دور المرأة في الظهور المبارك قلت اهدئي، كي أستطيع أن اوصل لك ما تريدن وما يريده غيرك أيضا.
-حركة المهدي عليه السلام، حركة إصلاحية عامة يشارك فيها كل فئات المجتمع، كل حسب موقفه وصفته وبعض الأمور تدخل بها المرأة بشكل مباشر على المستوى التربوي والإعدادي والاجتماعي لذلك كان دورها ضروريا وواضحا في تلك الثورة وذلك هو التغيير الشامل، ورد في تفسير العياش عن الإمام الباقر عليه السلام أنصار المهدي ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة..
سألت احدى الطالبات فقط خمسين امرأة من جميع الأجيال والتواريخ، أجبتها
-خمسين امرأة من جملة القادة الأساسين المبايعين الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف ويعملن على ممارسة الأعمال اللوجستية مثل العمل الطبي، تتوهج المعلومة عند الطالبات أرى الرؤوس ترتفع نحوي والعيون تتأثر بانعكاسات الواقع المروي عبر ما أقوله وعبر ما تتخيله الطالبة في رأسها من معلومات، سألتني طالبة
-هل شخصت بعض المميزات لترشيح النساء اللواتي سينهضن مع الإمام الحجة عج،
-اجبتها السمات موجودة ومعروفة في كل جيل والإمام الصادق عليه السلام ذكر بعض أسماء اللواتي سيلتحقن بنهضة الإمام مثل الشهيدة القنواء بنت الشريد وهي زوجة الشهيد عمرو بن الحمق، وأم أيمن بركة أم اسامة بن زيد وحبابة الوالبية وسمية أم عمار بن ياسر وربيدة وأم خالد الجهنية وأم سعيد الحنفية وصبانة الماشطة وهذه الأسماء لمجموعة من النساء لهن دور خاص في حركة الظهور المهدوي، انتهى الدرس وما زال الحديث في اوله