بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يعيش الإنسان حركة جوهرية نقلته من حياة نباتية إلى حياة حيوانية إلى حياة إنسانية، ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾.
إذن كل وجود مادي يعيش عنصر حركة،
وهذا الإنسان وُجِد لكي يكون ذاكرًا لله، لكن تخلّف عن هذا الهدف (إن يكون ذاكرًا لله ) أناس كثيرون، عاشوا كفارًا وماتوا كفارًا، السؤال: لماذا لا يعطي الله الإنسان الهدف من أول يوم؟
يوجده وهو ذاكر لله بلا حاجة إلى أن يمر عبر العبادة!
نقول: مستحيل، لا لعجز في الفاعل، وهو الله، بل لقصور في القابل، وهو الإنسان، الإنسان نفسه لا يمكن أن يصل إلى كماله الروحي بدون حركة، لا يستطيع، لأنه وجود مادي، كل وجود مادي لا يصل إلى أي نوع من أنواع الكمال إلا عبر حركة، إلا أن يخرج عن كونه إنسانًا.
تقول: لماذا لم يعطه الله من أول يوم؟ كأنك تقول بعبارة أخرى: لماذا خلقه إنسانًا؟! لأنه بمجرد أن تفرضه إنسانًا إذن هو وجود مادي، المادي لا بد له من الحركة، أنت عندما تقول: لماذا لم يخلقنا الله من الأول مؤمنين؟ لماذا لم يخلقنا الله من الأول ذاكرين؟ غيّر كلامك وقل: لماذا لم يخلقنا الله من البداية ملائكة؟! هذا معناه، وإلا إذا صرنا إنسانًا فلا بد من أن نصبح وجودًا ماديًا، والوجود المادي يحتاج إلى الحركة، لا يمكن للإنسان أن يبلغ الكمال الجسمي إلا بحركة، حتى يصبح كاملًا جسميًا، نطفة وعلقة وعظام ولحم وهكذا، ولا يمكن للإنسان أن يملك الكمال العلمي إلا بحركة، لا يستطيع أن يكون دكتورًا من أول يوم، لا بد من أن يمر بحركة عقلية تعليمية حتى ينال الكمال العلمي، لا يمكن للإنسان أن يصل للكمال الاجتماعي، يصبح ناضجًا اجتماعيًا، خبيرًا اجتماعيًا، إلا بالحركة، حركة المعاصرة مع المجتمع، إلى أن يصل إلى سن النضج، سن الحكمة، سن الأربعين، ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ﴾.
إذن، ما دام وصولك للكمال الجسمي يحتاج إلى حركة، وصولك للكمال العلمي يحتاج إلى حركة، وصولك للكمال الاجتماعي يحتاج إلى حركة، إذن وصولك إلى الكمال الروحي - وهو أن تكون ذاكرًا لله - يحتاج إلى حركة، لا يمكن أن تصل قفزة مرة واحدة، تولد هكذا، غير ممكن، لأنك إنسان فأنت وجود مادي، لأنك وجود مادي تحتاج إلى الحركة، لا يمكنك أن تصل إلى كمال من الكمالات إلا بالحركة، ولذلك قال تعالى: ﴿فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ لكي تصل إلى الهدف وهو ذكري.
الهدف من وجود الكافر:
هذا الكافر الذي عاش كافرًا ومات كافرًا، ما هو الهدف من وجوده؟ إذا كان الهدف من وجوده أن يكون ذاكرًا إذن وجوده لغو لأنه لم يحقق الهدف، إذا كان الهدف من وجوده أن يكون حطبًا لجهنم إذن هذا ظلم، كيف يخلقه الله لكي يكون وقودًا لجهنم؟!
الجواب: هذا الكافر وُجِد، لكن وجوده ليس لغوًا، الهدف من وجوده أن يكون ذاكرًا لله عز وجل، لماذا لم يصبح ذاكرًا؟ لفشله في العنصر الأول، وهو صراع الأضداد، تمامًا مثل النواة التي لا تنشئ شجرة، هي نواة، سقيتها وأعطيتها سمادًا ولم تصبح شجرة مثمرة، لماذا؟ لفشلها في صراع الأضداد ما صارت شجرة مثمرة، حيوان خرج من بطن أمه مشوهًا ميتًا نتيجة صراع الأضداد، فشل في صراع الأضداد، كما أن نواة شجرة التفاح لم تثمر لفشلها في صراع الأضداد، والحيوان خرج مشوهًا لفشله في صراع الأضداد، هذا الإنسان خرج كافرًا لفشله في صراع الأضداد، ما هي الأضداد؟
الشهوة والعقل، الإنسان عنده جزء تراب وجزء سماء، جزء إلهي وجزء أرضي، جزء سماوي وجزء أرضي، الجزء الأرضي هو الشهوة، والجزء السماوي هو العقل، خُلِق الإنسان مؤلفًا من ضدين: ضد أرضي، وهو الشهوة، وضد سماوي، وهو العقل، وهو يعيش صراعًا بين هذين الضدين، قال الإمام أمير المؤمنين علي : ”إنّ الله خلق الملائكة عقلًا بلا شهوة، وخلق البهائم شهوة بلا عقل، وركّب في الإنسان عقلًا وشهوة، فمن غلب عقلُه شهوتَه فهو خيرٌ من الملائكة، ومن غلبت شهوتُه عقلَه فهو أدنى من البهائم“، إذن لماذا فشل الكافر؟ فشل الكافر في صراع الأضداد، فشل بسوء اختياره وبسوء إرادته، لا بعجز منه ولا بتعجيز من الله، هو يستطيع أن يصل لكنه لم يرد أن يصل بسوء إرادته.
إذن، عندما نقول: وجود الكافر لغو، هذا خطأ، لماذا لغو؟ هل هو لغو بالنسبة إلى الله أم لغو بالنسبة إلى الكافر؟! ليس لغوًا بالنسبة إلى الله لأن الله خلق الكافر جودًا وتفضلًا منه لا لحاجة منه إلى خلقه، خلقه جودًا وتفضلًا، والجواد لا يقال لجوده لغو، خلق الكافر جودًا وتفضلًا، والجود ليس لغوًا، بل هو كمال وكرم وعطاء، خلقه وأعطاه العقل والرزق والإرادة، فليس وجوده لغوًا بالنسبة إلى الله. وليس وجوده لغوًا بالنسبة إلى نفسه، لأنه عاش الدنيا وحقّق أهدافه في الدنيا وأقام صرحه وكيانه في الدنيا، فلا وجوده لغو بالنسبة إلى الله لأن وجوده كان كرمًا وتفضلًا، ولا وجوده لغو بالنسبة إليه لأنه عاش في الدنيا وحقّق أهدافه التي يريد تحقيقها في الدنيا، فلا يصح أن نقول بأن وجود الكافر لغو، هو بسوء اختياره فشل في الصراع، وقاد نفسه إلى أن يكون من أهل النار.
اللهم صل على محمد وآل محمد
يعيش الإنسان حركة جوهرية نقلته من حياة نباتية إلى حياة حيوانية إلى حياة إنسانية، ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾.
إذن كل وجود مادي يعيش عنصر حركة،
وهذا الإنسان وُجِد لكي يكون ذاكرًا لله، لكن تخلّف عن هذا الهدف (إن يكون ذاكرًا لله ) أناس كثيرون، عاشوا كفارًا وماتوا كفارًا، السؤال: لماذا لا يعطي الله الإنسان الهدف من أول يوم؟
يوجده وهو ذاكر لله بلا حاجة إلى أن يمر عبر العبادة!
نقول: مستحيل، لا لعجز في الفاعل، وهو الله، بل لقصور في القابل، وهو الإنسان، الإنسان نفسه لا يمكن أن يصل إلى كماله الروحي بدون حركة، لا يستطيع، لأنه وجود مادي، كل وجود مادي لا يصل إلى أي نوع من أنواع الكمال إلا عبر حركة، إلا أن يخرج عن كونه إنسانًا.
تقول: لماذا لم يعطه الله من أول يوم؟ كأنك تقول بعبارة أخرى: لماذا خلقه إنسانًا؟! لأنه بمجرد أن تفرضه إنسانًا إذن هو وجود مادي، المادي لا بد له من الحركة، أنت عندما تقول: لماذا لم يخلقنا الله من الأول مؤمنين؟ لماذا لم يخلقنا الله من الأول ذاكرين؟ غيّر كلامك وقل: لماذا لم يخلقنا الله من البداية ملائكة؟! هذا معناه، وإلا إذا صرنا إنسانًا فلا بد من أن نصبح وجودًا ماديًا، والوجود المادي يحتاج إلى الحركة، لا يمكن للإنسان أن يبلغ الكمال الجسمي إلا بحركة، حتى يصبح كاملًا جسميًا، نطفة وعلقة وعظام ولحم وهكذا، ولا يمكن للإنسان أن يملك الكمال العلمي إلا بحركة، لا يستطيع أن يكون دكتورًا من أول يوم، لا بد من أن يمر بحركة عقلية تعليمية حتى ينال الكمال العلمي، لا يمكن للإنسان أن يصل للكمال الاجتماعي، يصبح ناضجًا اجتماعيًا، خبيرًا اجتماعيًا، إلا بالحركة، حركة المعاصرة مع المجتمع، إلى أن يصل إلى سن النضج، سن الحكمة، سن الأربعين، ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ﴾.
إذن، ما دام وصولك للكمال الجسمي يحتاج إلى حركة، وصولك للكمال العلمي يحتاج إلى حركة، وصولك للكمال الاجتماعي يحتاج إلى حركة، إذن وصولك إلى الكمال الروحي - وهو أن تكون ذاكرًا لله - يحتاج إلى حركة، لا يمكن أن تصل قفزة مرة واحدة، تولد هكذا، غير ممكن، لأنك إنسان فأنت وجود مادي، لأنك وجود مادي تحتاج إلى الحركة، لا يمكنك أن تصل إلى كمال من الكمالات إلا بالحركة، ولذلك قال تعالى: ﴿فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ لكي تصل إلى الهدف وهو ذكري.
الهدف من وجود الكافر:
هذا الكافر الذي عاش كافرًا ومات كافرًا، ما هو الهدف من وجوده؟ إذا كان الهدف من وجوده أن يكون ذاكرًا إذن وجوده لغو لأنه لم يحقق الهدف، إذا كان الهدف من وجوده أن يكون حطبًا لجهنم إذن هذا ظلم، كيف يخلقه الله لكي يكون وقودًا لجهنم؟!
الجواب: هذا الكافر وُجِد، لكن وجوده ليس لغوًا، الهدف من وجوده أن يكون ذاكرًا لله عز وجل، لماذا لم يصبح ذاكرًا؟ لفشله في العنصر الأول، وهو صراع الأضداد، تمامًا مثل النواة التي لا تنشئ شجرة، هي نواة، سقيتها وأعطيتها سمادًا ولم تصبح شجرة مثمرة، لماذا؟ لفشلها في صراع الأضداد ما صارت شجرة مثمرة، حيوان خرج من بطن أمه مشوهًا ميتًا نتيجة صراع الأضداد، فشل في صراع الأضداد، كما أن نواة شجرة التفاح لم تثمر لفشلها في صراع الأضداد، والحيوان خرج مشوهًا لفشله في صراع الأضداد، هذا الإنسان خرج كافرًا لفشله في صراع الأضداد، ما هي الأضداد؟
الشهوة والعقل، الإنسان عنده جزء تراب وجزء سماء، جزء إلهي وجزء أرضي، جزء سماوي وجزء أرضي، الجزء الأرضي هو الشهوة، والجزء السماوي هو العقل، خُلِق الإنسان مؤلفًا من ضدين: ضد أرضي، وهو الشهوة، وضد سماوي، وهو العقل، وهو يعيش صراعًا بين هذين الضدين، قال الإمام أمير المؤمنين علي : ”إنّ الله خلق الملائكة عقلًا بلا شهوة، وخلق البهائم شهوة بلا عقل، وركّب في الإنسان عقلًا وشهوة، فمن غلب عقلُه شهوتَه فهو خيرٌ من الملائكة، ومن غلبت شهوتُه عقلَه فهو أدنى من البهائم“، إذن لماذا فشل الكافر؟ فشل الكافر في صراع الأضداد، فشل بسوء اختياره وبسوء إرادته، لا بعجز منه ولا بتعجيز من الله، هو يستطيع أن يصل لكنه لم يرد أن يصل بسوء إرادته.
إذن، عندما نقول: وجود الكافر لغو، هذا خطأ، لماذا لغو؟ هل هو لغو بالنسبة إلى الله أم لغو بالنسبة إلى الكافر؟! ليس لغوًا بالنسبة إلى الله لأن الله خلق الكافر جودًا وتفضلًا منه لا لحاجة منه إلى خلقه، خلقه جودًا وتفضلًا، والجواد لا يقال لجوده لغو، خلق الكافر جودًا وتفضلًا، والجود ليس لغوًا، بل هو كمال وكرم وعطاء، خلقه وأعطاه العقل والرزق والإرادة، فليس وجوده لغوًا بالنسبة إلى الله. وليس وجوده لغوًا بالنسبة إلى نفسه، لأنه عاش الدنيا وحقّق أهدافه في الدنيا وأقام صرحه وكيانه في الدنيا، فلا وجوده لغو بالنسبة إلى الله لأن وجوده كان كرمًا وتفضلًا، ولا وجوده لغو بالنسبة إليه لأنه عاش في الدنيا وحقّق أهدافه التي يريد تحقيقها في الدنيا، فلا يصح أن نقول بأن وجود الكافر لغو، هو بسوء اختياره فشل في الصراع، وقاد نفسه إلى أن يكون من أهل النار.