إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

🔺زاد المسافر وقُوتُه.

تقليص
X
تقليص
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 🔺زاد المسافر وقُوتُه.



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    كان ناس يحجُّون بغير زاد، فأنزل الله: {وَتَزَوَّدُوا}[البقرة: 197]، «أُمِرُوا أن يتزودوا الكعك والدقيق والسَّوِيق».
    ومع الأمر بالتزود عند السفر للحج أو غيره وبالأخذ بأسباب النجاة لقطع مفازة الطريق ليصل المسافر إلى مقصوده ومبتغاه، ذكّر الله عباده بوجوب الأخذ بالزاد الحقيقي لكلّ مسافر من هذه الدنيا إلى الآخرة فقال: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}[البقرة: 197].

    «لـمّا أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة، وهو استصحاب التقوى إليها»

    خير الزاد اتقاء المنهيات، فكأنه قال: اتقوا الله في إتيان ما أمركم به من الخروج بالزاد، فإنّ خير الزاد التقوى، وقيل المعنى: فإنّ خير الزاد ما اتقى به المسافر من الهلكة، والحاجة إلى السؤال، والتكفف.

    إنّ التقوى هي الزاد الحقيقي للنجاة، وقطع مفازة الدنيا إلى الآخرة، وهو زاد القلوب؛ والأرواح منه تقتات، وبه تتقوى وترِفّ وتُشرق، وعليه تستند في الوصول والنجاة، وأولو الألباب هم أول مَن يدرك التوجيه إلى التقوى، وخير مَن ينتفع بهذا الزاد.

    عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، قال: «مَنْ يتزودْ في الدنيا يَنْفَعْه في الآخرة».

    فتأمل! كيف يلفت القرآنُ نظرَ المتزود لسفر الدنيا إلى الزاد الحقيقي لسفر الآخرة، ويحثّه على التزود بالتقوى ليخلط روحه وحسّه بزاد الآخرة فلا يُفارق خاطره وهاجسه، ولا يَكسل في التزود منه، ولا يتوانى ولا يضعف. وإلّا، فالهلاك مصيره.

    شبيه بالمثال السابق؛ حينما يركب المسافر دابته ويستوي عليها يُشرع له ذِكر دعاء ركوب الدابة: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}[الزخرف: 13]،
    وبصدد ذِكر السفر في هذه الدنيا ذكَّر اللهُ بالسفر الحقيقي منها إلى دار الآخرة، فقال: {وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}[الزخرف: 14]، أي: لمنصرفون في المعاد.

    «وفيه إيذان بأن حقّ الراكب أن يتأمل فيما يلابسه من السير ويتذكر منه المسافرة العظمى التي هي الانقلاب إلى الله تعالى، فيبني أموره في مسيره ذلك على تلك الملاحظة ولا يأتي بما ينافيها،
    ومن ضرورة ذلك أن يكون ركوبه لأمر مشروع، وفيه إشارة إلى أن الركوب مخطرة فلا ينبغي أن يغفل فيه عن تذكُّر الآخرة».

    «هذا هو الأدب الواجب في حقّ المنعم، يوجهنا الله إليه؛ لنذكره كما استمتعنا بنعمة من نعمه التي تغمرنا، والتي نتقلب بين أعطافها ثم ننساه!
    والأدب الإسلامي في هذا وثيق الصلة بتربية القلب وإحياء الضمير، فليس هو مجرّد طقوس تزاول عند الاستواء على ظهور الفُلْك والأنعام، ولا مجرد عبارات يتلوها اللسان! إنما هو استحياء للمشاعر لتحسّ بحقيقة الله، وحقيقة الصلة بينه وبين عباده؛ وتشعر بيده في كلّ ما يحيط بالناس، وكلّ ما يستمتعون به مما سخّره الله لهم، وهو محض الفضل والإنعام، بلا مقابل منهم، فما هم بقادرين على شيء يقابلون به فضل الله ثم لتبقى قلوبهم على وجلٍ من لقائه في النهاية لتقديم الحساب؛ وكلّ هذه المشاعر كفيلة باستبقاء القلب البشري في حالة يقظة شاعرة حساسة لا تغفل عن مراقبة الله، ولا تجمد ولا تتبلد بالركود والغفلة والنسيان».

    فتأمل هنا!
    كيف يلفت القرآن نظر المسافر في الدنيا إلى السفر الحقيقي للآخرة ويحثّه على تذكّره ليختلط بروحه وحسّه فلا يُفارق خاطره وهاجسه، ولا يغفل عن السفر للآخرة طرفة عين.

    التعديل الأخير تم بواسطة يازهراء; الساعة 17-08-2023, 04:19 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...